الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إسرائيل تدير حربًا خفية فى الضفة الغربية مستغلة انشغال العالم بغزة

دخلت حرب غزة يومها الـ38 مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلى، فى ظل كارثة صحية وإنسانية فى القطاع نتيجة للقصف الإسرائيلى المستمر.



ورجح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى جوناثان كونريكوس شن هجمات على أهداف فى جنوب غزة، مشددًا على أنه لا يستبعد أو يستثنى أى منطقة من الهجمات.

وقال المتحدث: «الوضع على الأرض ديناميكى، هناك حرب مستمرة. أريد أن أؤكد أننا نطالب وقد طلبنا من الناس، وما زلنا نطلب من الفلسطينيين الذهاب إلى الجنوب. لكننا لم نصرح سابقًا بأننا لن نضرب جنوب غزة.. قد تكون هناك حالات سنستهدف فيها أهدافًا عسكرية مهمة فى غزة».

يذكر أن الطائرات الإسرائيلية قصفت السبت الماضى قافلة نازحين على طريق صلاح الدين الذى أعلنه الجيش الإسرائيلى «ممرًا آمنًا» لانتقال المواطنين من شمال غزة لجنوبها.

وكان المكتب الحكومى فى غزة قد صرح فى وقت سابق بأنه يتلقى عشرات المناشدات حول وجود مئات الجثامين بالشوارع بمناطق مختلفة من مدينة غزة ممن حاولوا التوجه إلى جنوب القطاع

وأفادت تقارير صباح أمس بتجدد القصف والغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، فيما تحدثت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» عن سقوط قتلى وجرحى جراء غارات إسرائيلية ليلية على شمال ووسط وجنوب قطاع غزة.

وبحسب حصيلة غير نهائية، وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلى المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى إلى أكثر من 11,100 قتيل، بينهم أكثر من 8000 طفل وامرأة.

كذلك أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة ضحايا المواجهات مع الجيش الإسرائيلى فى الضفة الغربية إلى 186 قتيلًا منذ الـ7 من أكتوبر الماضى.

وحذرت تقارير أمريكية من خطر اشتعال جبهة صراع ثانية ضد إسرائيل فى الضفة الغربية المحتلة بسبب ارتفاع وتيرة حملات الدهم وهجمات الجنود والمستوطنين الإسرائيليين لمدن ومخيمات الضفة.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز، إن حالة التوتر فى الضفة الغربية المحتلة تزايدت بشدة عما كانت عليه قبل هجوم حماس على مناطق غلاف غزة فى السابع من أكتوبر الماضى.

فقد باتت عمليات دهم واعتقالات متكررة للقوات الإسرائيلية، فيما مسلسل اعتداءات للمستوطنين لم يعرف توقفًا، وأصبح هذا هو المشهد السائد فى الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر.

وكانت حادثة اقتحام مدينة جنين ومخيمها، فى التاسع من نوفمبر الجاري، بين الأكثر دموية فى الضفة الغربية، وأسفرت عن مقتل 14 فلسطينيًا.

وبين أمس الأول وصباح أمس قتل 6 فلسطينيين فى عدد من مدن الضفة الغربية فى حملات دهم للقوات الإسرائيلية.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز، إن حالة التوتر بلغت 4 أضعاف ما كانت عليه قبل التاريخ المذكور، الأمر الذى يزيد من المخاوف الأمريكية من أن تشعل إسرائيل على نفسها جبهة ثانية من الصراع، خصوصًا بعد تحذيرات عربية متكررة من انفجار الوضع فى الضفة الغربية بالكامل.

وأكثر ما بات يهدد بوقوع ذلك، هجمات المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين.

ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، تأخذ هجمات المستوطنين الإسرائيليين شكل عمليات نهب واستيلاء على الأراضى وتدمير الممتلكات يتم أغلبها باستخدام السلاح.

وقد حث البيت الأبيض فى وقت سابق إسرائيل على الحد من عنف المستوطنين فى الضفة الغربية محملًا مسئولية كبح جماح المستوطنين لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وللحكومة اليمينية المتطرفة.

ويقول الفلسطينيون، إن ما يجرى فى الضفة الغربية حرب صامتة، فى ظل خيمة الحرب فى قطاع غزة وانشغال الصحافة والسياسيين بما يجرى هناك.

إلى ذلك، أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس، أنها فقدت الاتصال مع مستشفى الشفاء فى شمال غزة، مع تواصل التقارير المروعة عن تكرار تعرض المستشفى لهجمات.

وأشار البيان إلى أنه على مدى آخر 48 ساعة، وردت تقارير بتكرار تعرض مستشفى الشفاء لهجمات، أسفرت عن مقتل عدة أشخاص وجُرح الكثيرون غيرهم. وتعرضت وحدة العناية المركزة لتلفيات من جراء القصف، كما حدثت تلفيات أيضاً فى بعض أماكن من المستشفى كان النازحون يحتمون بها. كما وردت تقارير بأن مريضاً متصلًا بأنبوب تنفس قد تُوفى، نتيجة قطع الكهرباء لبعض الوقت.

وأشار البيان إلى أنه وفقاً لآخر تقارير، فإن المستشفى محاط بالدبابات، كما أكد طاقم المستشفى عدم توافر المياه النظيفة ووجود خطر لتوقف آخر الخدمات الحيوية عن العمل، ومنها وحدات العناية المركزة وأجهزة التنفس الصناعى والحضَّانات، بسبب نقص الوقود، وإذا حدث ذلك، فستتعرض حياة المرضى لخطر داهم.

وقال مسئول فى وزارة الصحة الفلسطينية فى قطاع غزة، أمس: إن قصفاً إسرائيلياً دمّر مبنى قسم أمراض القلب فى مجمع الشفاء الطبي، الذى يحاصره الجيش الإسرائيلى بعد تطويقه من أكثر من اتجاه.

على جانب آخر، قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو: إنه من المستبعد عودة السلطة الفلسطينية لإدارة قطاع غزة، بعد الانتهاء من الحرب على حركة حماس، وإنهاء سيطرتها على القطاع.

وقال نتانياهو، رداً على سؤال عن إمكان تولى السلطة الفلسطينية إدارة القطاع بعد الحرب: «لا يمكن أن تكون هناك سلطة يرأسها شخص، بعد مرور أكثر من 30 يوماً على المذبحة، لم يقم بإدانتها بعد، ينبغى أن يكون هناك شيء آخر، لكن فى جميع الأحوال، يجب أن تكون لنا سيطرة أمنية».

وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلى أنه مع انتهاء الحرب «سيتم نزع سلاح غزة، ولن يكون هناك تهديد من غزة لإسرائيل. وقد ثبت بشكل قاطع أن أى مكان لا يخضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية سيشهد عودة الإرهاب»، بحسب تصريحاته.

واعتبر أن «ذلك تحقق فى الضفة الغربية»، التى تحتلها إسرائيل، حيث يكثف الجيش الإسرائيلى توغلاته منذ بدء الحرب فى قلب المدن، التى يفترض أنها خاضعة حصرًا للسلطة الفلسطينية.

والضفة الغربية منفصلة جغرافياً عن قطاع غزة، الذى تقصفه إسرائيل بلا هوادة، منذ 7 أكتوبر، رداً على هجوم حماس.

فيما، أكد الناطق الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة، أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأراضى الفلسطينية، وهو من مسئولية منظمة التحرير.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا»، أمس، عن أبوردينة قوله: إن المحاولات الإسرائيلية لفصل غزة عن الضفة ستبوء بالفشل، ولن يتم السماح بذلك مهما كانت الضغوط والتهديدات المستمرة، مشيرًا إلى «أن تكريس الاحتلال فى الضفة وغزة والقدس الشرقية، لن يحقق الأمن لأحد».

وأضاف أبوردينة أن «على إسرائيل أن توقف العدوان الذى تمارسه بحق أبناء شعبنا فى قطاع غزة والضفة الغربية، وعلى الإدارة الأمريكية أن تتحرك بشكل فورى لوقف حرب الإبادة التى تقوم بها إسرائيل فى قطاع غزة».

وأكد أن «الأمن والاستقرار فى المنطقة والعالم لن يتحققا، إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود عام 67، والتى تشمل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة».

وأكد  أبوردينة، أن «إنهاء الاحتلال هو الذى يحقق الأمن والاستقرار، وأن أى مساعٍ دولية لن تكون مجدية ما دام الاحتلال للضفة وغزة والقدس الشرقية قائماً، وزوال الاحتلال هو الحل الوحيد لإعادة الاستقرار، ومنع استمرار تفجر الأوضاع فى المنطقة بأسرها».ش