الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أم كلثوم تمثل مصر فى مهرجان البندقية!

أم كلثوم تمثل مصر فى مهرجان البندقية!

كان إنشاء «ستديو مصر» محطة فارقة ومهمة فى تاريخ السينما المصرية بل مرحلة من أهم مراحل تطور الفيلم المصرى كما أطلق عليها الأستاذ «سعد الدين توفيق» فى كتابه قصة السينما فى مصر.



ستديو مصر إحدى الشركات المهمة الرائعة التى أسسها طلعت حرب وكان بمثابة مدرسة جديدة فى السينما المصرية وهو أول ستديو للسينما مجهز تجهيزًا كاملًا، وقبل إنشائه أوفدت الشركة التى تملكه - شركة مصر للتمثيل والسينما التى تأسست عام 1925 - عددا من الشبان لدراسة السينما فى أوروبا وهم: «أحمد بدرخان» و«موريس كساب» لدراسة الاخراج فى فرنسا، ومحمد عبدالعظيم وحسن مراد لدراسة التصوير فى ألمانيا، واستعانت بعدد من الخبراء الاجانب للاشراف على إدارة العمل.

كان أول فيلم يتم تصويره فى ستديو مصر هو فيلم «وداد» الذى قامت ببطولته أم كلثوم وكتب قصة الفيلم وحواره الشاعر «أحمد رامي» وقام أحمد بدرخان بإعداد السيناريو، وكان المفروض أن يقوم بدرخان بإخراج الفيلم أيضًا إلا أن الخبراء الأجانب الذين كانوا يشرفون على الإدارة الفنية للاستديو وقفوا فى وجه هذا المخرج المصرى الشاب وكانوا يدركون أنه إذا اتيحت للفنانين المصريين الشبان فرصة إظهار مقدرتهم وكفاءاتهم فإن هذا سيهدد بقاء الخبراء الأجانب ولن تستمر سيطرتهم على ستديو مصر زمنًا طويلًا!

وهكذا انتهت مؤامراتهم إلى سحب فيلم «وداد» من بدرخان وإسناد إخراجه إلى الخبير الألمانى «فريتز كرامب» الذى قام بمساعدة جمال مدكور بإخراج أول أفلام ستديو مصر وهو فيلم «وداد».

وكشف هذا الفيلم بعد عرضه عن حقيقة مهمة وهى أن «فريتز كرامب» ليس مخرجًا فقد جاءت مشاهد الفيلم بطيئة مملة وحركة الكاميرا كانت بدائية، وكان معظم المشاهد يبدو جامدًا كما لو كانت تمثل على خشبة مسرح وتقوم الكاميرا بنقلها كما هى بلا تصرف، بل إن أم كلثوم ظهرت فى إحدى أغنيات الفيلم واقفة أمام ستار ولم تتحرك أم كلثوم ولم تتحرك الكاميرا من مكانها طول الأغنية!

كان أجمل ما فى الفيلم هو صوت أم كلثوم وظهورها على الشاشة لأول مرة وفيما عدا هذا لم تكن للفيلم قيمة فنية بل لعل الصحيح هو أن المستوى الفنى للفيلم من ناحيتى الإخراج والتصوير كان مستوى ضعيفًا إلى أقصى حد!

وكان فيلم وداد هو أول فيلم مصرى يعرض فى مهرجان دولى للسينما هو مهرجان البندقية فى سنة 1936وحقق نجاحًا تجاريًا كبيرًا جدًا، شجع أم كلثوم على الظهور فى سلسلة أفلام أخرى ناجحة منها «نشيد الأمل» و«دنانير» أخرجهما أحمد بدرخان.