الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
روزاليوسف تصدر أربع مجلات فى سنة!

روزاليوسف تصدر أربع مجلات فى سنة!

لم تكتف «روزاليوسف» بنشر الإنذار شديد اللهجة الذى وصلها من وزارة الداخلية، بل ردت عليه بقسوة وشجاعة وختمته بقولها: اللهم أسخطنا قرودا إن كنا كاذبين!



وبعد ثلاثة أسابيع من هذا الإنذار بدأت محنة جديدة تواجه «روزاليوسف» مع صدور العدد رقم 144 فتقول:

فى يوم 15 سبتمبر سنة 1928 وكنا بالإسكندرية عرفنا أن البوليس صادر ثمانية وعشرين ألف نسخة كان قد تم طبعها وإعدادها من العدد 144، كما عرفنا أيضا أن الوزارة كانت قد انتهت إلى قرار التعطيل منذ أيام ولكنها تعمدت ألا تبلغنا القرار إلا يوم السبت أى بعد تمام طبع العدد حتى تكون الخسارة خسارتين، وحتى يكون آخر قرش ربحوه لتضحك الناس علينا.

كما منعت طبع باقى الكمية بسبب صورة استعراض رجال الأحزاب المؤتلفة، وفى 16 سبتمبر - أى فى اليوم التالى للمصادرة السابقة أصدرت الحكومة قرارا إداريا بتعطيل المجلة لمدة أربعة أشهر، ما علينا ولكن ما العمل؟!

عدت إلى مصر واتفقت مع المرحوم «جورج طنوس» على الاشتراك معى فى تحرير مجلة «الرقيب» وصدر العدد الأول منها وشم الناس بين صفحاتها رائحة روزاليوسف فأقبلوا عليها، وثارت الوزارة لهذا الأمر واعتبرته نوعا من التحدى، وهو لا تحدى ولا حاجة وإنما هو مكابرة نصر للمبدأ فأعادت تمثيل المأسأة السابقة وأصدرت أمر التعطيل وقد وقفت على أقدامها ثلاثون ألف نسخة تنتظر الصفارة لتنطلق إلى الجمهور فى سباق عنيف، وفى اليوم التالى عطلت الرقيب نهائيًا!

وعادت روزاليوسف إلى الظهور بعد انتهاء مدة تعطيلها وهى شهور الزنزانة- وصدر العدد 144 مكرر من روزاليوسف فى 15 يناير سنة 1929 وصدر بعد ذلك عددان ثم أبلغتنا الوزارة قرارها بتعطيل المجلة نهائيًا.

وتمضى قائلة: وما دمنا فى موقف التعطيل فيصح أن نستبق بعض الحوادث الواجب التعليق عليها لتتم بقية القائمة تماما للفائدة فى معرفة أحدث الوسائل الحكومية فى خراب المنازل الصحفية.

اتفقت مع «محمد بك صفا» على تحرير مجلة «صدى الحق» وفى 23 فبراير وبعد أن قاربت على الانتهاء من طبع القسم الأول من المجلة داهم البوليس المطبعة وصادر عشرة آلاف نسخة، وأبلغ صاحب الجريدة قرار الوزارة بتعطيل المجلة نهائيًا!

ثم جاء دور مجة «الشرق الأدنى» لصاحبها الأستاذ «أمين سعيد» ولكن الله كتب لها السلامة من يوم صدورها فى منتصف مارس إلى يوم أن عُطلت فى 2 يوليو، ودائمًا فى اليوم الذى تكاد تفرغ المطبعة من إعداد العدد، وكان عدد ضحايا العدد الأخير منها ستة عشر ألف نسخة والسر فى بقاء هذه المجلة طيلة هذه المدة أن صاحبها كان يقيم على ما أنشره فيها رقابة مُرة أخذ أصولها، ولا شك من المراقبة العسكرية على الجرائد فى أيام الحرب الكبرى.

وكانت آخر المجلات التى أصدرتها مجلة «مصر الحرة» وبذلك تتم قائمة أربع مجلات ومصادرة خمسة أعداد ومائة وأربعة ألف نسخة والعاشق فى جمال النبى يصلى عليه.

وهكذا أصبحت «قرافة مجاورين» للمجلات ولا فخر ولم أقتن لنفسى لا بيت ملك، ولا طاحونة شرك!

وكانت كل مجلة تصدر يكتب على صدرها تشترك فى التحرير السيدة «روزاليوسف» وهكذا اضطررنا إلى الصدور بأربعة أسماء مختلفة فى أقل من عام!

وللذكريات والحكايات بقية!