الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فلسطين حاضنة المقامات والأضرحة المقدسة بين دفتى كتاب جديد

صدر حديثًا كتاب «المقامات والأضرحة المقدسة بفلسطين.. وقصص الأنبياء والأولياء فيها» للمفكر والمؤرخ الدكتور أحمد محمد قيس، ليكون متاحًا لجمهور معرض القاهرة الدولى للكتاب فى يناير المقبل، وهو من تقديم الدكتور السيد محمود الشريف، نقيب الأشراف بمصر والعالم والمطران عطاالله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس فى القدس، ود.حسين محمد قاسم، رئيس مجلس علماء فلسطين، ود.حسان عبدالله، رئيس تجمع العلماء المسلمين فى لبنان، المطران ثاوفيلوس جورج صليبا، راعى كنيسة أنطاكية السريانية الأرثوذكسية، وصادر عن دار الملتقى للنشر.



وفى تصديره يقول المؤلف: إذا كنا نصف القضية الفلسطينية بأنها «أم القضايا»، فإن فلسطين كمساحة وكيان جغرافى، وخصوصًا بيت المقدس والمسجد الأقصى، تمثل مركز التلاقى الحضارى والثقافى لمختلف الشعوب والأجناس على مر العصور والأزمنة، لذا نجدها ذات شأن ومكانة مقدسة فى كل الأديان السماوية بل حتى المعتقدات والمذاهب الفلسفية الإنسانية، القديم منها والحديث.

وما العجب فى ذلك والمولى عز وجل قد اختصها وميزها فجعلها قبلة أنبيائه ورسله، ومأوى قلوب وأفئدة عباده الصالحين، فكانت ممرًا أو مقرًا أو منطلقًا أو هدفًا لرسالة أغلبهم فى مسيرة دعوته، ما زادها قدسية ومحبة ومهابة ومنزلة فى قلوب الجميع بلا استثناء، دينيين وملاحدة، عاميين وفلاسفة، حكاما ومحكومين! وهذا هو «بيت القصيد»، و«لب» الصراع الدائم والمستمر حولها، قديمًا وحديثًا، من أجلها ضحى الجميع بالغالى والنفيس، وحرصوا على أن تكون فلسطين هى مستقر برزخه إلى يوم النداء الأعظم للمحشر.

ويؤكد الدكتور أحمد محمد قيس، أستاذ الحضارة بالجامعة الإسلامية ببيروت، أن الكتاب يسلط الضوء لنا، وللأجيال الجديدة خاصة، على صفحات الخلود والنضال التى سطرها أسلافنا العظام، فى سبيل الحفاظ على هذه البقعة المباركة، ساحة للإيمان بالله الواحد الأحد، لكل عباده المؤمنين به، ويمثل عملًا تاريخيًا ضخمًا، فيؤرخ لشواهد وآثار سحيقة فى تاريخها الضارب فى أعماق الزمن.. ويتابع المؤلف: من ليس له تاريخ فلا حاضر له ولا مستقبل، تنبع أهمية هذا الكتاب الموسوعى الضخم الذى بين أيدينا، والذى يدعم كل تأريخ ورصد لأحد الأضرحة أو المقامات والمشاهد بالصور الموضحة والمبينة للموقع على وجه الدقة، ما يعنى بذل الجهد والوقت والمال، المصحوب بالمحبة والإخلاص الصادق لأنبياء الله ورسله وأوليائه والصالحين وآل البيت.. يسرد الكتاب قصص الأنبياء والرسل والأولياء والصالحين، ويسعى لاستخلاص العبر والدروس من حياتهم، خاصة المتعلقة بهذه البقعة المباركة، فلسطين، ويقدم تعريفًا بدورهم فى الحفاظ على قدسية فلسطين وبيت المقدس، ووجوب احترامنا وحفاظنا على آثارهم ومقاماتهم، لما فى ذلك من بعث للهمم، وإشعال للحماس ولـ «حمية» الهوية الدينية الإسلامية، بما يحفظ هذه المقدسات الدينية، فى مواقعها الجغرافية والتاريخية أولًا، ثم فى نفوس وعقول البشر، وقلوب أبناء الأمة العربية والإسلامية بل الإنسانية كلها.

 ويتناول الكتاب قصص وسير الأنبياء والمرسلين والقديسين والصالحين الذين دفنوا بأرض فلسطين، ويستهدف المؤلف بكتابه أن يكون وعاء موثقًا لحفظ تراثنا وآثارنا المقدسة التى تعرضت ولا تزال للاندثار أو التدمير والمحو، للتعتيم على الهوية الإسلامية أو حتى الحضارية والتاريخية والإنسانية الأصيلة وإدعاء هويات مزيفة ودخيلة، فهو «خريطة طريق» ينبغى على الإنسانية جميعًا اتباعها للخروج من حالة الصراع والتحارب والتقاتل، إلى إقرار السلام والتعاون والعمل لما فيه خير الجميع، من خلال إعادة قراءة تاريخنا الإنسانى، والتاريخ الأثرى للأضرحة والمقامات فى فلسطين وعلاقتها بأهمية هذه البقعة الجغرافية فى أعماق التاريخ، وعلى أهم الصراعات التى دارت عليها أو من أجلها.