قصة قصيرة: الفيسبوك العارى «1-3»
لم تكد تمرعشرة أيام على بداية انخراط «تامر» فى إحدى الدورات التدريبية المتخصصة بعنوان «القرصنة الأخلاقية» Ethical Hacking إلا وقد راودته الآمال فى أن يصبح أشهر شخصية فى تاريخ عصر المعلومات بأكمله، فالدورة التدريبية تهدف بالأساس إلى تعلم أساليب مراقبة مستخدمى شبكات المعلومات وكذا أيضًا تعلم كيفية حمايتها من الاختراقات المختلفة وهو أمر قد حسمه المدرب المتخصص خلال كلمته الافتتاحية قائلًا: «أعزائى المتدربين، هذه الدورة التدريبية ستمكنكم من تعلم أساليب المراقبة والاختراق، ليس لاستخدامها فى إلحاق الضرر بالآخرين، بل بغرض آخر نبيل وهو الإعداد ليصبح كل واحد منكم قادرًا على حماية الأنظمة الفنية وحسابات العاملين والعملاء فى الشركة التى يتبعها ولا يأتى هذا إلا من خلال استحضار ذهنية المخترق والتعرف على الأساليب التى يتبعها لتنفيذ تلك الاختراقات».
لم يكن أحد أكثر إثارة وترقبًا من «تامر»، فبالرغم من هذا التقديم الذى يوضح سبب الحصول على هذه الدورة وسبب تسميتها كذلك إلا أن الإثارة التى انتابته تنبع من سبب آخر، فلطالما حلم بأن يصبح أشهر مخترق للشبكات والأنظمة والحسابات حول العالم وأن يجنى من وراء ذلك أموالًا طائلة وتتصدر أخباره جميع المواقع الإخبارية كلما تم الإعلام عن اختراق صغير هنا أو هناك أو الإعلام عن حرب سيبرانية كبيرة بين دولتين أو بين العديد من الدول أيضًا.
لهذا السبب غير المعلن بدأ «تامر» فى محاولات الاختراق مبكرًا، وقد اختار أن يحاول اختراق الحساب الشخصى لمارك زوكربيرج صاحب ومؤسس شركة الفيسبوك الذى يطلق عليه بعض خبراء تكنولوجيا المعلومات لقب «إله الإنترنت» Internet God، فأول درس تعلمه «تامر» أن كلمة السر لأى حساب هى خط الدفاع الأول وربما الأخير ضد الاختراقات، يعلم تمامًا أن تخمين كلمات السر قد يستغرق آلاف السنين للوصول إلى الكلمة السليمة، فأحرف اللغة الإنجليزية الثمانية والعشرون والأرقام العشرة بالإضافة إلى الرموز الخاصة Special character قد تعطى احتمالات لانهائية.
لم تمنعه الخاطرة المستحيلة السابقة من البدء فى المحاولة، هو يعرف جيدًا أن مارك متزوج وأن أول طفلة له تدعى «ماكسيما» وأنها ولدت عام 2015 فتلك المعلومات معروفة ومتاحة للجميع، يكفى أن تقضى دقيقة واحدة باستخدام محرك البحث جوجل Google لتعرف ذلك وأكثر، فتستطيع أن ترى صورًا للطفلة ومقاطع مصورة أيضًا.
غدًا نكمل..
