الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
كارثة اسمها   أفلام حرف ب!

كارثة اسمها أفلام حرف ب!

منذ ستين عاما دخلت السينما فى مصر مرحلة جديدة وذلك بدخول القطاع العام مجال الإنتاج عن طريق مؤسسة السينما لتقديم الفيلم المثالى الذى يخدم المجتمع الاشتراكى فى ذلك الوقت كما يقول «سعد الدين توفيق» فى كتابه «قصة السينما فى مصر» وعن هذه المرحلة يقول:



كانت هذه تجربة جديدة من نوعها بأن تقدم المؤسسة الفيلم القوى الناضج كثير التكاليف الذى لا يستطيع المنتج من القطاع الخاص أن يقدمه، إلا أن هذا لم يتحقق مع الأسف فقد واجهت مؤسسة السينما أزمة عاجلة اضطرت لأن تتخذ لها حلا سريعا، فما أن أعلن أن مؤسسة السينما ستدخل ميدان الإنتاج حتى ظهرت موجة من الخوف والقلق والتردد فى محيط شركات القطاع الخاص وتوقفت عجلة الإنتاج فى معظم هذه الشركات التى وقفت ترقب الموقف بحذر وتنتظر المولود الجديد وهو فيلم المؤسسة!

وهكذا وجد عدد كبير من الفنانين والفنيين أنهم يواجهون حالة تعطل، ووجدت المؤسسة على بابها جيشا من السينمائيين يطلب العمل معها!

وبدلا من أن تقضى المؤسسة فترة من الزمن تقوم خلالها بالبحث والدراسة وإعداد قصص وسيناريوهات الفيلم النموذجى الذى انشئت من أجله، اضطرت أن تنزل بسرعة إلى ميدان الإنتاج بلا تخطيط وبلا دراسة، إذ كان عليها أن تواجه أزمة التعطل، فتعاقدت مع عدد كبير من السينمائيين للعمل فى أفلام أطلق عليها اسم «أفلام حرف ب» ومعنى حرف «ب» أنها أفلام من الدرجة الثانية قليلة التكاليف!

وكانت هذه الأفلام كارثة بكل معنى الكلمة، فقد ظهرت هزيلة ضعيفة لا تختلف فى شىء عن الأفلام الهابطة الرديئة التى أساءت إلى سمعة الفيلم المصرى، وهكذا وقعت المؤسسة فى الغلطة التى نزلت إلى الميدان لكى تعالجها، ومهما كان العذر الذى تبرر به المؤسسة هذا الخطأ الشنيع حتى ولو كان هذا العذر هو أنها تهيئ عملا لبعض المتعطلين فلن يغفر لها التاريخ أنها لم تستطع أن تحقق رسالتها وهى رفع مستوى الفيلم المصرى.

وأسوأ من هذا كله أن القطاع الخاص الذى كان يقف متهيبا وجلا أمام المولود الجديد المنتصر وجد أن مخاوفه لم يكن لها مبرر، فقد اكتشف أن فيلم المؤسسة ليس أجود ولا أرفع من الفيلم التجارى الخاص الذى أغرق السوق فى فترة ما بعد الحرب.. وكانت النتيجة الطبيعية لذلك أن فترة التردد انتهت، وعاد القطاع  الخاص إلى الإنتاج بنفس الطريقة القديمة دون أن يقيم وزنا لمنافسة المؤسسة.

وهذا معناه أنه لا المؤسسة نجحت فى إنتاج الفيلم النموذجى المشرف الرفيع المستوى، ولا القطاع الخاص أدخل فى اعتباره وجوب رفع مستوى أفلامه، فالصورة إذن لم تختلف كثيرا بعد دخول القطاع العام ميدان السينما.

لكن ما هى أفلام حرف «ب» فى المقال القادم!