الخميس 18 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ترقّب لتمديد الهدنة وسط خروقات لجيش الاحتلال

دخلت الحرب على غزة يومها الـ52 تزامنا مع اشتباكات عنيفة فى الضفة الغربية، ومع دخول الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس فى قطاع غزة يومها الرابع، وسط ارتياح بصفقات تبادل الأسرى والرهائن التى تمت، وترقب لدفعات جديدة، فى ظل جهود حثيثة من دول عدة لتمديد الهدنة الإنسانية.



وفيما لم تنقطع الجهود الإنسانية منذ بدء الهدنة والتى تكثفت خلال الساعات الماضية، إلا أن السلطات الإسرائيلية لا تزال تتمسك بمنع الفلسطينيين النازحين من العودة إلى الشمال.

وفى الضفة الغربية، لم تهدأ الأوضاع على عكس قطاع غزة، فقد قالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن فلسطينيين اثنين قتلا بالرصاص على أيدى القوات الإسرائيلية فى نابلس وجنين فى وقت مبكر، أمس، وبهذا يرتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم القوات الإسرائيلية أثناء الليل فى الضفة الغربية إلى 6 أشخاص.

وتشهد الضفة التى تحتلها إسرائيل منذ 1967 توترا متصاعدا منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس. وقتل أكثر من 230 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلى أو بأيدى مستوطنين فى مناطق مختلفة بالضفة، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.

ضغوط لتمديد الهدنة

وفيما أعلنت مصادر مصرية وقطرية أن أطراف الوساطة تسعى للضغط لتمديد الهدنة الإنسانية التى تنتهى اليوم الإثنين، ترفض إسرائيل السماح للنازحين فى جنوب قطاع غزة بالعودة إلى الشمال، وتؤكد عبر مناشير وتصريحات أن «الحرب لم تنته» وتشدّد على أن الشمال منطقة عمليات عسكرية.

وقال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات فى مصر ضياء رشوان، إن هناك «اتصالات مصرية مكثفة تجرى حاليا مع جميع الأطراف، لتمديد فتره الهدنة بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطيني، لمدة يوم أو يومين إضافيين، بما يعنى الإفراج عن مزيد من المحتجزين فى غزة والأسرى الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية».

العودة للهجوم على غزة 

من جهته، قال رئيس الأركان الإسرائيلى هيرزى هاليفى السبت «سنعود فور انتهاء وقف النار إلى هجومنا فى غزة، إلى عملياتنا، لأننا نفعل هذا أيضا لتفكيك حماس، ولإيجاد أكبر قدر من الضغط لإعادة أكبر عدد من الرهائن، وصولا إلى آخر واحد منهم».

وأطلق الجيش الإسرائيلى النار على كثير من الفلسطينيين الذين حاولوا العودة إلى الشمال، خلال يومى الجمعة والسبت، ما تسبّب بمقتل شخص وإصابة العشرات، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، وحصلت حركة نزوح جديدة السبت، فى ظل وقف النار السائد منذ الجمعة، من شمال قطاع غزة إلى الجنوب.

وتسبب هجوم حماس فى 7 أكتوبر على إسرائيل بمقتل 1200 شخص غالبيّتهم مدنيّون، وفق السلطات الإسرائيلية، فيما اقتادت حماس وفصائل فلسطينيّة أخرى، فى يوم تنفيذ الهجوم غير المسبوق على إسرائيل، قرابة 240 رهينة من مناطق محاذية لقطاع غزة.

وتحمل الهدنة بعض الهدوء لسكان غزة البالغ عددهم نحو 2,4 مليون نسمة والذين نزح منهم 1,7 مليون عن منازلهم، بعد قصف إسرائيلى عنيف أدى إلى استشهاد 14854 شخصا بينهم 6150 طفلا، وفق حكومة حماس.

تحذيرات صحية شديدة

وحذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) التابع للأمم المتحدة فى أحدث بياناته أن ما لا يقل عن 1.7 مليون فلسطينى نازح داخل قطاع غزة يواجهون خطر الانتشار الكبير للأمراض المعدية.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن ما يقرب من 80% من سكان غزة أصبحوا نازحين داخليا، حيث يقيم حوالى 896 ألف نازح فى 99 منشأة فى الأجزاء الوسطى والجنوبية من القطاع.

وذكر البيان أنه تم تسجيل أعداد متزايدة بشكل ملحوظ فى الإصابة ببعض الأمراض، مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسى الحادة والتهاب الجلد والحالات المتعلقة بالنظافة مثل الإصابة بالقمل، بسبب الاكتظاظ وسوء الظروف الصحية فى ملاجئ الأمم المتحدة.

وأضاف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أنه بسبب ضيق المساحة داخل الملاجئ فى الجنوب، يضطر معظم النازحين من الرجال والصبية الأكبر سنا إلى البقاء فى الخارج، أو فى ساحات المدارس، أو فى الشوارع، بجوار الجدران الخارجية للملاجئ.

وأفادت التقارير أن حوالى 400 فلسطينى انتقلوا يوم الجمعة من مدينة غزة ومناطقها الشمالية إلى الجنوب عبر «ممر» أنشأه الجيش الإسرائيلى لعملية الإخلاء على طول طريق صلاح الدين، وهو شريان المرور الرئيسى بين الشمال والجنوب.

وأوضح البيان أن الجوع هو السبب الرئيسى لهذا النزوح الجماعي، حيث لم يتلق سكان شمال غزة أى مساعدات غذائية منذ أسابيع.

إصابة 7 فلسطينيين فى غزة

وأعلنت مصادر طبية فلسطينية امس، إصابة 7 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية، فى محيط مستشفيى القدس والإندونيسي، بقطاع غزة، فى اليوم الثالث للهدنة الإنسانية المؤقتة.

وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (صفا) امس، أن «قوات الاحتلال أطلقت النار على مجموعة من المواطنين كانوا يتفقدون منازلهم فى محيط المستشفى الإندونيسى فى بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ما أدى إلى إصابة ثلاثة منهم».

وأضافت، أن «قناصة الاحتلال استهدفوا أيضاً عدداً من المواطنين، أثناء تفقدهم منازلهم وممتلكاتهم فى محيط مستشفى القدس فى تل الهوى غرب مدينة غزة، ما أدى إلى إصابة أربعة منهم».

ووفق الوكالة، «تمنع قوات الاحتلال،  خلال أيام الهدنة، 1.7 مليون نازح إلى جنوب قطاع غزة، من العودة لتفقد منازلهم وممتلكاتهم التى طال غالبيتها القصف ولحق بها الدمار فى وسط وشمال القطاع، أو حتى البحث عن أفراد عائلاتهم المفقودين، بعد أن هددت باستهدافهم».

فاق قتلى أوكرانيا خلال قرابة عامين

وفاق عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة فى أقل من شهرين، ما سُجل فى أوكرانيا خلال قرابة عامين، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، التى أكدت أن وتيرة الموت جراء القصف الإسرائيلى الجوى والبري، لا سوابق لها خلال القرن الحادى والعشرين.

وحين مقارنة ما يجرى فى غزة الآن، مع صراعات سابقة، كالحرب الأمريكية على العراق أو أفغانستان، يجد الخبراء العسكريون، أن الحرب الإسرائيلية على غزة مختلفة تماماً، فالمدنيون الفلسطينيون يُقتلون بنيران الجيش الإسرائيلى بسرعة أكبر.

وتقول الصحيفة، من المستحيل إجراء مقارنات دقيقة بين قتلى الحرب الإسرائيلية على غزة والحروب الأمريكية فى العراق وأفغانستان، لكنْ خبراء كبار فوجئوا بعدد الأشخاص الذين أُبلغ عن مقتلهم فى غزة فى كل لحظة، وبمدى سرعة قتلهم، وبحقيقة أن جلهم من النساء والأطفال.

وتم الإبلاغ عن مقتل أكثر من ضعف عدد النساء والأطفال فى غزة، مقارنة بأوكرانيا بعد عامين تقريبا من الهجمات الروسية، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

اعتقال مليون فلسطينى

ووفقا لتقرير نشرته الأمم المتحدة، فإن مليون فلسطيني، على الأقل، تم اعتقالهم منذ احتلت إسرائيل القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة فى يونيو عام 1967.

ويفيد المركز الفلسطينى لحقوق الإنسان أنه منذ حرب يونيو 1967 إلى الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1988، تم اعتقال أكثر من 600,000 فلسطينى فى سجون الاحتلال الإسرائيلى لمدة أسبوع أو أكثر.

وقدّر رورى مكارثي، مراسل الجارديان فى القدس، أن خُمس السكان قد سجنوا فى وقت واحد منذ عام 1967.

وفى الفترة 2000-2009، اعتقلت سلطات الاحتلال 6,700 فلسطينى تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 عامًا، وفقًا لقسم فلسطين التابع لمنظمة الدفاع الدولى للأطفال.

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، اعتقلت إسرائيل أكثر من 3160 فلسطينيا، من بينهم أسرى سابقون بحسب نادى الأسير الفلسطيني، ليصل عدد المعتقلين الكلى فى السجون الإسرائيلية لأكثر من 8000 أسير، بينهم أكثر من 200 طفل، و78 أسيرة ومعتقلة. وبحسب نادى الأسير قضى 5 أسرى فلسطينيين فى السجون الإسرائيلية، منذ أن شنت إسرائيل حربها على قطاع غزة.