السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات

 «العنف يبدأ بفكرة..بالوعى نقدر نغلبها»، شعار ى حملة الـ 16 يومًا لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات التى أطلقتها وزارة التضامن الاجتماعى، وتستمر حتى 10 ديسمبر القادم، بالتزامن مع اليوم العالمى لحقوق الإنسان.



 أكدت وزيرة التضامن الاجتماعى، نيفين القباج أن الحملة ينفذها برنامج «وعى للتنمية المجتمعية»، وذلك بالمشاركة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائى والاتحاد الأوروبي، والوكالة الألمانية للتعاون الدولى «جى آى زد»، مشيرة إلى أن الحملة تركز على النساء اللاتى تتعرض للاستغلال الاقتصادى فى بيئة العمل أو العنف المنزلي، والنساء ذوات الإعاقة وما تتعرض له من الاستغلال أو التنمر أو التهميش من جانب، والتعامل من المنظور الخيرى وليس الحقوقى من جانب آخر، بالإضافة إلى النساء فى الصراعات المسلحة اللاتى تعرضن لأبشع أنواع العنف هى وأطفالها (الأمراض والجرحى – والتهجير – والاغتصاب - وفقدان الأمن..)، والنساء اللاجئات اللاتى تعرضن للاستغلال الاقتصادى والجنسي، والنساء اللاتى تتعرض للاضطهاد والحرمان من الحقوق نتيجة الأفكار المتطرفة الدينية والاجتماعية، وكذلك الفتيات اللاتى يتم لهن إجراء جريمة ختان الإناث وما تعانيه من انتهاك حقوقها فى الصحة النفسية والجسدية، والفتيات اللاتى تتزوج وهن فى مرحلة الطفولة وتحرمن من حقوقهن فى التعليم والصحة والمستوى المعيشى المناسب، حيث تعرض الحملة للأفكار والمعتقدات السلبية التى تقف وراء استمرار هذه الأشكال من العنف ضد المرأة، وتقدم المعرفة الصحيحة العلمية والاجتماعية والدينية للرد على مثل هذه الأفكار والمعتقدات، وكذلك الخدمات التى تقدمها وزارة التضامن الاجتماعى للتعامل مع أشكال العنف المختلفة، وحماية النساء والفتيات وكيفية الوصول لها.

وأضافت القباج إننا ندعم دائما وأبدًا سيدات مصر البطلات والمثابرات والمكافحات، ونؤكد أن المرأة هى حجر الأساس لاستقرار الأسرة المصرية فى كافة الطبقات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة سواء كانت امرأة ريفية أو حضرية أو بدوية، مشددة على أن الحملة تستهدف قطاعات مختلفة، منها المواطنين الأكثر استخدامًا لمواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك الفئات الأولى بالرعاية من خلال تعريفهم بمنظومة الخدمات التى تقدمها لهم الوزارة، واستعراض قصص سيدات نجحن فى التغلب على التحديات الاجتماعية والاقتصادية، موضحة أن الحملة تتضمن عرض مجموعة من الرسائل والمعلومات الموثقة، حول اتجاهات وممارسات العنف فى المجتمع المصرى والدولى والتى قام بإصدارها المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية.

 وأوضحت القباج أن الرائدات الاجتماعيات هن سفيرات وجنود الوزارة فى الميدان وفى جميع أنحاء الجمهورية بما يشمل القرى والنجوع والمناطق الحضرية والنائية وأنهن شريكات فى مكافحة جميع أشكال العنف ونقص الوعى بكثير من القضايا التى يؤدى التصدى لها إلى نهضة المجتمعات المحلية، ومن المخطط أن تقوم الرائدات بعقد ندوات للتوعية بأهداف الحملة على مدار شهرى نوفمبر وديسمبر، داعية كل الفئات لتطبيق السلوكيات الإيجابية بعد المشاركة فى الحملة، من أجل تكوين مناخ ثقافى واجتماعى داعم لقضايا مناهضة العنف ضد الفتاة والمرأة، من أجل الحفاظ على حقوقهن وتمتعهن بحياة كريمة تليق بكرامتهن وبقدرهن.

إحدى مستفيدات مودة: «أصحابى مارسوا علىّ العنف النفسى»

«بناء الإنسان»، أحد أهم الأهداف التى تسعى الدولة المصرية لتحقيقها فى إطار سعيها لبناء «الجمهورية الجديدة»، التى تكفل «حياة كريمة» لكل أفرادها، لذلك أطلقت الدولة العديدة من المبادرات الرئاسية التى تهدف لبناء إنسان قادر على خدمة وطنه، واعى بمسئوليته، علاوة على سعيها لدعم وتمكين المرأة المصرية عبر توفير بيئة «آمنة» لها تساعدها على المشاركة فى بناء المستقبل، ومن تلك المبادرات التى عملت على تمكين ومساعدة المرأة برنامج «مودة» لتأهيل الشباب المقبلين على الزواج، والذى ساهم فى تغير واقع العديد من الفتيات.. روزاليوسف التقت مع أحد الفتيات التى تغيرت حياتها بفضل تلك المبادرات، حيث تحكى السيدة مها حامد أحمد حامد، أحد المشاركين فى برنامج مودة، لتأهيل الشباب المقبلين على الزواج، مشاركتها فى البرنامج، حيث أكدت أنها جذبتها المشاركة لأنها تعانى من مشكلة تراها اجتماعية، وترى أيضا أنها تعرف أسبابها، لكن عندما شاركت فى التدريب اكتشفت أشياء أخرى.

وفالت مها انها  خريجة كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 2021، «عرفت عن التدريب من إدارة التضامن الاجتماعى، التى أؤدى فيها الخدمة العامة، وتشجعت للمشاركة لأن عندى مشكلة اجتماعية وعايزة أصلحها، مشكلتى إنى مش اجتماعية، ولما بعمل مقابلة عشان أشتغل، دايما بيلاحظوا إنى متوترة زيادة عن اللزوم وده مينفعش، وبيكون باين على حركاتى وطريقة كلامي، ما كنتش أعرف الموضوع ده عن نفسى، اللى قدامى هو اللى بياخد باله منه».

«مودة دمجتنا.. مع ذوى الإعاقة ومع الكل»

مها شعرت بالرضا منذ أول أيام التدريب الثلاثة، «بدأت أحس إن مشكلتى بدأت تتحل وأحس بالتحسن، من أول يوم فى التدريب، لأنى حسيت إن التدريب فيه دمج حقيقى، مش بس مع ذوى الإعاقة، لكن مع المستويات المختلفة، التعليمية والاجتماعية، ده خلانى أفك شوية، وكمان المدربين بيهتموا بكل واحد ويخلوه يقوم ويشارك، ونتقسم مجموعات نتكلم فيها مع بعض، وكل واحد يقول رأيه، ولو المدرب لاحظ إن فيه واحد ما اتكلمش بياخد باله منه، ويقول له: لو ما قمتش المرة دى هتقوم المرة الجاية».

تشرح مها ما اكتشفته فى شخصيتها خلال التدريب:»أنا معنديش مشكلة أعرض رأيى قدام باقى المجموعة وأقف قدامه، لكن بخاف من الناس وهى بتبصلي، بيبقى شعور غصب عنى، أول يوم حتى لو كنت عارفة حاجة مكنتش برد، لكن تانى يوم وثالث يوم بقيت أى حاجة عارفاها بقولها، أنا أصلًا مصادفش إنى اتعاملت مع أولاد فى حياتي، فى الجامعة قسمنا كان معظمه بنات، والأولاد قليلين وعاملين شلة لوحدهم، لكن فى تدريب مودة بدأنا نندمج».

«أصحابى مارسوا عليّ العنف النفسى»

 تتأمل مها موضوعات تدريب مودة، وكيف يركز على جوانب نفسية واجتماعية داخل الكثيرين: «الموضوع اللى مسنى قوى فى تدريب مودة، هو المناقشة والكلام العلمى حوالين موضوع العنف، كنت فاكرة إن العنف جسدى بس زى الضرب، اكتشفت انى كنت بتعرض لعنف نفسى ومكنتش مدركة إنه عنف، زى إن يكون عندى مشكلة وصديقتى أو زميلتى ترميها فى نص الكلام كده، عشان ترك على نقطة ضعفى، فجأة مثلا أفتح الفيسبوك ألاقى واحدة صديقة بتشتمنى من غير سبب، وهى بتقول صفات فيه من غير ما تقول اسمى، لكن اللى يعرفونا هيفهموا انها تقصدنى.

تمضى مها فى تذكر المواقف التى مرت بها، وتعتبرها بعد تدريب مودة، أنها نوع من أنواع العنف الذى يمارس ضدها وسوء التواصل الذى تقع فيه: «أنا سنى 24 سنة، وفى المنطقة اللى عايشة فيها وعند بعض الناس، يعتبر إن سنى كبر ولسه ما اتجوزتش، تيجى واحدة جارة أو قريبة مثلا وأنا بأتكلم تقول لى: أنت بالطريقة دى مش هتعرفى تتجوزى ومش هتعرفى تعمرى بيت، لا وكمان بياكدوا وبيقولوها كذا مره انت مش هتتجوزى، ده برده بحسه عنف نفسي، بتعامل معاه بالتجاهل، لكن بحس إن بعض الأهل والأصدقاء بتتعمد تعمل كده معايا، يمكن شايفين انهم بيقولوا لى كده عشان أغير طريقتى وأكبر دماغى عن الحاجات اللى شايفنها صغيرة، لكن فى الحقيقة هم بيضايقونى بكلامهم وطريقتهم».

فى نهاية التدريب ، وقفت مها أمام المشاركين وقالت إنها استفادت كثيرا من محاضرة التربية الأسرية الإيجابية، وتتمنى أن تطبقها مع أولادها فى المستقبل، وأنها تتمنى أن يعاد النظر فى الأمثال الشعبية التى تراها خاطئة مثل، «اكسر للبنت ضلع يطلعلها 24»، و«الراجل ميعيبوش إلا جيبه».

 

مدير الإدارة العامة لشئون المرأة: مراكز استضافة المرأة تستهدف السيدات فوق سن 18 عاما من أى جنسية

 

 كشف  تقارير صادرة عن وزارة التضامن الاجتماعي، العام الماضي عن أن ثلث السيدات اللاتى سبق لهن الزواج فى العمر من ١٥ - ٤٩ تعرضن لصورة من صور العنف الأسري، ليصبح العنف الأسرى مشكلة كبيرة فى مجتمعنا.

وكشف التقرير أن ٢٥% من هذه النسبة تعرضن للعنف الجسدى، بينما ٦% تعرضن  للعنف الجنسي، و ٢٢% تعرضن للعنف النفسي، لافتًا أن نسبة استخدام أساليب التربيـة العنيفة لضبط سلوك الأطفال انخفضت عام ٢٠١٤ ووصلت لـ٨١%، وارتفعت نسبة استخدام أساليب التربيـة غير العنيفة لضبط سلوك الأطفال ١٠ %.

وفى هذا الصدد، قالت جاكلين ممدوح، مدير عام الإدارة العامة لشؤون المرأة بوزارة التضامن الاجتماعي، إن السيدات أكثر عُرضة للعنف داخل أسرهن عن خارجها.

وأضافت «مدير عام الإدارة العامة لشؤون المرأة بالتضامن»، أن الوزارة لها مراكز لاستضافة المعنفات تستهدف السيدة المعنفة أو معرضة للعنف فوق سن 18 عاما، من أى جنسية وليس شرطًا أن يكون زوجها مصريا، وكذلك السيدة المعنفة من ذوى الإعاقة القادرة على خدمة ذاتها، وإذا كان لدى السيدات بنات نستقبلها فى أى سن أما البنين فوق سن 12 عاما نودعه فى دار رعاية.

وأشارت إلى أن بعض الحالات المستضافة بالمركز تكون معرضة لعنف أسرى من قبل أبنائها أو أخواتها، فهناك حالة يريد أخوها أن يحرمها من الميراث، وأخرى كان زوجها محبوسا وتعرضت للتحرش من أخيه، وغيرها تعرضت لعنف جنسى من زوجها.

وأوضحت ممدوح أنه يوجد 10 مراكز لاستضافة المعنفات على مستوى الجمهورية وهم: القاهرة، الفيوم، بنى سويف، المنيا، الأسكندرية، الجيزة، الدقهلية، سوهاج، وجار افتتاح مراكز فى: دمياط، بورسعيد، كفر الشيخ لتغطية 50% من محافظات مصر، وذلك إلى أن يتم تغطية كافة المحافظات وفقًا لتوجهات الدولة.

وأكدت أن المراكز توفر مكانًا آمنًا للسيدات المعنفات غالبًا يكون بالمجان، وفى حال كونها موظفة تدفع أجرا رمزيا، ويُقدم لها دعما نفسيا، اجتماعيا، تأهيلي، صحيا.

وتابعت أن هذا إلى جانب تقديم المشورة والدعم القانونى، ومساعدة المرأة فى اتخاذ كافة الإجراءات القانونية، والتواصل مع مراكز الشرطة من خلال توكيل محامى لها، ونقل أطفالها لأقرب مدرسة.