السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بعد موافقة حماس على مد الهدنة لـ4 أيام

دعوات دولية بوقف دائم لإطلاق النار فى غزة

وسط ارتفاع الآمال بتمديد الهدنة المؤقتة التى دخلت يومها السادس والمتوقع أن تنتهى اليوم الخميس، كشف مصدر مطلع على المفاوضات أن حركة حماس وافقت على التمديد.



وقال مصدر مطلع، أمس الأربعاء، إن حماس «أبلغت الوسطاء بموافقة الفصائل الفلسطينية على تمديد الهدنة أربعة أيام».

كما أضاف أن «لدى الحركة ما يمكنها من إطلاق سراح أسرى إسرائيليين محتجزين لديها ولدى فصائل وجهات مختلفة خلال هذه الفترة ضمن الآلية المتبعة ونفس الشروط».

ومن المتوقع أن تستمر الهدنة الحالية حتى الساعة السابعة من صباح اليوم الخميس بعد تمديدها يومين بالأساس.

أتى ذلك، بعدما أكدت عدة مصادر مطلعة على المفاوضات التى تجريها منذ أيام عدة كل من قطر ومصر وأمريكا، والتى تلعب دور الوسطاء بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي، قرب التوصل إلى تمديد لوقف النار هذا.

كما أوضحت أن المباحثات تتركز أيضاً على توسيع مفاوضات تبادل الأسرى بن الطرفين، لتشمل الرجال والعسكريين الإسرئيليين المحتجزين لدى حماس منذ السابع من أكتوبر.

كذلك، تطرقت تلك المشاورات إلى إمكانية تمديد الهدنة لوقت أطول حتى تصبح وقفاً دائماً لإطلاق النار، علما أن «الهوة لا تزال كبيرة» مع رفض إسرائيل هذا الأمر.

وكان مسئول إسرائيلي، قد أشار بوقت سابق إلى إمكانية تمديد الهدنة فى غزة يومين أو ثلاثة بعد انتهائها، إلا أنه أوضح أنه فى حال تمديد الهدنة فإنه من المحتمل استئناف العمليات العسكرية فى غزة أو تجديدها مرة أخرى، وفق ما نقلت صحيفة «واشنطن بوست». 

وأضاف «أنه كان يتوقع إطلاق سراح معظم الأطفال بحلول مساء أمس الأربعاء مع تبقى ما بين 20 و30 امرأة محتجزة فى غزة».

يشار إلى أن الفصائل الفلسطينية لا سيما حماس، كانت احتجزت ما يقارب 240 إسرائيلياً من ضمنهم جنود وضباط إسرائيليون، فضلاً عن أجانب.

فيما أفضى اتفاق الهدنة الذى أتى بعد أسابيع من الوساطات «المصرية - القطرية – الأمريكية»، حتى الآن إلى إطلاق سراح 180 فلسطينياً من النساء والأطفال المحتجزين فى السجون الإسرائيلية، مقابل الإفراج عن 66 إسرائيلياً من النساء والأطفال أيضاً، فضلاً عن أجانب.

من ناحية اخرى، أكد الرئيس الفلسطينى محمود عباس، أمس، ضرورة الوقف الفورى لـ «العدوان» الإسرائيلى على قطاع غزة، ورفض تقسيمه أو تقليص مساحته، أو إعادة احتلاله.

واتهم عباس ، فى كلمة بمناسبة اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى، الذى صادف أمس، إسرائيل بارتكاب «جرائم دولية فظيعة» فى قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضى.

وقال «يأتى يوم التضامن العالمى مع الشعب الفلسطينى فى وقت يتعرض فيه شعبنا فى قطاع غزة لتهديد وجودى، واستهداف متعمد ومنهجى للمدنيين». 

وأضاف أنه تم إبادة عائلات بأكملها، وتهجير أكثر من 1.7 مليون فلسطينى فى محاولة لتطبيق نكبة جديدة، علاوة على عشرات الآلاف من المساكن والمبانى والمرافق ومراكز الإيواء والبنى التحتية، التى دمرتها آلة الحرب الإسرائيلية على رؤوس ساكنيها.

واعتبر عباس أن «التصعيد الخطير فى المنطقة سببه الرئيس غياب الحقوق وتجاهلها، وعلى العالم أن لا يقف متفرجاً على ما تقوم به إسرائيل من كل أنواع القتل والدمار، والاعتقال والتهجير ضد الشعب الفلسطيني، والتعايش مع جرائمها وإفلاتها من العقاب».

ودعا الرئيس الفلسطينى إلى «البحث عن حل جذرى للاحتلال ووجوده على أرض دولة فلسطين، فإنهاء الاحتلال، واحقاق حقوق الشعب الفلسطينى هو الطريق الوحيد للحفاظ على الاستقرار والامن والسلم الإقليميين، والدوليين».

من جانبه، قال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، فى أنقرة، أمس، إن تركيا سوف تسرع الجهود الرامية لإقرار وقف إطلاق نار دائم فى غزة، والإفراج عن الرهائن.

ونقلت وكالة «بلومبرج» الأمريكية للأنباء عن أردوغان قوله: «تصريحات إدارة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، تقلص آمالنا نحو إقرار وقف إطلاق نار دائم».

وأضاف» نتنياهو، الذى ارتكب واحدة من أسوأ الفظائع فى القرن الأخير فى غزة، كتب بالفعل اسمه فى التاريخ بوصفه «جزار غزة».

وفى المغرب، دعا الملك محمد السادس، أمس، المجتمع الدولى إلى اتخاذ قرار حاسم ملزم بفرض الوقف الفورى والمستدام لإطلاق النار فى غزة.

وفى رسالة بمناسبة اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى، أكد العاهل المغربى أن التصعيد الأخير هو نتيجة حتمية لانسداد الأفق السياسى للقضية الفلسطينية، كما أنه نتاج تنامى الممارسات الإسرائيلية المتطرفة والممنهجة، والإجراءات الأحادية والاستفزازات المتكررة فى القدس، التى تقوض جهود التهدئة.

وشدد على ضرورة تمكين الفلسطينيين فى قطاع غزة من المساعدات الإغاثية التى يجب أن تصل إليهم بشكل آمن وكاف ومستدام وبدون عوائق.

من جانبها، رحبت الإمارات، بإعلان تمديد الهدنة فى قطاع غزة، واستمرار تبادل المحتجزين بين حركة «حماس» وإسرائيل.

وأعربت الخارجية الإماراتية، فى بيان لها، عن أملها فى أن يؤدى ذلك إلى وقف دائم لإطلاق النار، مثنية على الجهود المستمرة التى قامت بها دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية لتمديد اتفاق الهدنة، ولتمكين تبادل الرهائن والمحتجزين والأسرى وإيصال الإمدادات الإغاثية والمساعدات الإنسانية، بحسب البيان.

وعبّرت الوزارة الإماراتية، عن أملها فى أن «تسهم هذه الخطوة فى تيسير وصول المساعدات الإغاثية والإنسانية، خصوصًا للفئات الأكثر احتياجًا من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء، بشكل عاجل ومكثف وآمن ودون أى عوائق».

ودعا بابا الفاتيكان، إلى استمرار الهدنة القائمة فى قطاع غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وقال البابا فرنسيس خلال لقائه الأسبوعى، «إننا ندعو إلى السلام» معبرا عن قلقه إزاء نقص المياه والخبز ومعاناة الناس العاديين فى قطاع غزة.

وكذلك دعت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أمس، إلى وقف إنسانى كامل لإطلاق النار فى غزة لتلبية الاحتياجات الإنسانية.

وأكدت أونروا، فى بيان صحفى، على ضرورة تحول الهدنة المؤقتة فى غزة المستمرة منذ يوم الجمعة الماضى، إلى وقف إنسانى كامل لإطلاق النار للسماح للمساعدات الإنسانية والسلع التجارية بالتدفق دون انقطاع إلى قطاع غزة.