الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بريد روزا

خطيبتى والصمت الرهيب

تحية طيبة من القلب لبريد روزا وبعد…



أنا سيدى الفاضل شاب فى منتصف العقد الثانى من العمر، حاصل على مؤهل عالِ، وأنتمى لأسرة تعيش بإحدى محافظات الدلتا، استطاع والدى بفضل الله وكفاحه تأمين مستقبلنا، وأتم رسالته بتزويج شقيقاتى الخمس، لأجد نفسى مطالبًا بالزواج فى تلك السن الصغيرة، لأننى الولد الوحيد، حتى يستريح قلب والدى ويفرح بذريتي، كذلك لتساعد شريكة حياتى المنتظرة والدتى المريضة، فى ظل إقامة شقيقاتى بعيدًا عنا - وكنت لا أخطط على الإطلاق للزواج قبل تحقيق طموحاتي، وعلى رأسها بداية تجارة خاصة بي، وتأسيس شركة لاستيراد المعدات الزراعية، وبيعها بمحافظتنا، والتوسع شيئًا فشيء مثل والدى بنفس المجال تقريبًا - لكننى فى النهاية ومع اقتناعى بأهمية تعجيل تلك الخطوة، أدركت حتمية الارتباط بزوجة مناسبة، تستطيع الاندماج واحتواء طباعنا الريفية، والبعد عن الاستقلالية التى تميل إليها فتيات جيلنا المعاصر، لذا بدأت رحلة شاقة فى البحث عن ضالتى بالقرب منا، وعلى مدار ثلاث سنوات لم يكتب لى النجاح مع أى منهن للأسف الشديد، حيث فشلت خطبتين تفصل بين الواحدة والأخرى بضعة أشهر ليس أكثر - لأسباب مختلفة، وها أنا وصلت لخطبتى الثالثة منذ ثمانية أشهر تقريبًا، من فتاة طيبة تنتمى لأسرة عريقة بقريتنا، وأصبحت أمنى نفسى بالنجاح فى زواجى منها - لكن لاحت مشكلة جديدة فى الأفق، وهى حالة الملل والفتور الشديد الذى سيطر على علاقتنا، بسبب تبلدها وعدم انسجامها معى أستاذ أحمد، فهى إنسانة كتومة لا تفصح عما بداخلها من مشاعر، تصيب جلساتى معها بالكآبة، على مدار عمر علاقتنا القصيرة وأنا أحاول الضغط عليها بانتقاد أسلوبها لتتغير قليلًا، وتعلم بأن الحياة تعتمد على الحراك الاجتماعى وليس هذا السكون والصمت الرهيب، وهى تكتفى فقط بالبكاء، وتعدنى بمحاولة إرضائى قدر استطاعتها، ثم سرعان ما تعود لعادتها المحبطة، تنتظر منى إلهامها بكلمات لتبدأ بها أى حوار مستهلك، وأعلم جيدًا بأنها تحبنى - لكننى لا أطيق ثباتها العميق هكذا، رغم رأى شقيقاتى ووالدتى الإيجابى عنها، وبأنهم يكفيهم اهتمامها بوالدتى والتودد إليها،، لا أعرف حقًا هل هى قابلة للتطور بمرور الوقت، وكيف تندمج فى حياتى الاجتماعية النشطة، بحكم عملى فى سوق مفتوح وعدم تعودى على هذا الكسل الاجتماعى إذا جاز التعبير،، فبماذا تنصحني!؟ 

إمضاء ى. ث

 

عزيزى ي. ث تحية طيبة وبعد…

من غير المقبول على الإطلاق أن تضغط وتعنف خطيبتك، لتطوير قدراتها ومهاراتها الاجتماعبة حتى ترضيك، وهنا لديَّ سؤال يخصك: هل تقبل أنت على نفسك الأسلوب بعينه لتغيرك هى كما تريد!؟، والإجابة حتمًا ستكون - لا لن أقبل - لكنكما تستطيعا فعل أى شيء لبلوغ حالة الرضا والوفاق والقناعة الداخلية، باللين وحسن التوجيه بينكما، تلك المشاعر والروح هى فقط المطلوبة عند بناء قواعد الحب على أساس متين، وترسيخ قيم حياة زوجية سعيدة ومستقرة، وليست ذكورية ظالمة ومستبدة، بأنوثة رقيقة وضعيفة،، من جهه أخرى يجب أن تعرف بأن أهم أسباب بكاء خطيبتك عند إلقاء اللوم المتكرر والقاسى عليها، يعود لطبيعتها الخجولة وإخفاقها المستمر فى إرضائك، ومن ثم دفعك لتوبيخها، والخوف من تركك لها بعد تعلقها بك، كلها أحاسيس مركبة ومختلطة تدل على شخصية طيبة بسيطة تستحق الصبر عليها، والأخذ بيدها.. لذا أنصحك باحتوائها وعدم ترك فرصة جديدة لتسلل الملل إليك دون داعِ - بل إجعل شخصيتك المنطلقة القادرة على بناء جسور من الثقة داخل سوق العمل الذى تبرع فيه، مكملة لشريكة حياتك بقوتك وسيطرتك الحانية وليست الجافية، وربما إذا فكرت بصدق فى عدم اكتمال مشاريع زواجك السابقة، ستجد أن التسرع فى اتخاذ القرار والتركيز على الظفر بكل ما تحتاجه من رفيقة دربك فقط، دون الاهتمام بما يجب أن تقدمه أنت لها، كلها أسباب واقعية لتأخر ارتباطك السريع فى هذه السن الصغيرة، وعطفًا على اختيارك الأخير لتلك الفتاة الرقيقة التى تناسب تطلعاتك، أنصحك بأن تقدر رعايتها المستقبلية لوالدتك على أساس أنها تقربًا منك، وسعيًا مأجورًا لإرضاءك، كأى زوجة تبحث عن الوفاء بعشرة زوجها قدر استطاعتها، وبأقصى درجات التحمل لديها - وهى فى الأساس غير مطالبة بذلك كفرض شرعي، لكن قدسية الحياة الزوجية وحميميتها الإنسانية، تدفع بحواء إلى اعتلاء قمة درجات العطاء، ويكفيك بأن خطيبتك حازت قبول شقيقاتك البعيدات بالمسافة عن واجب خدمتهن لوالدتكم، وهذا فى حد ذاته دافعًا لتمسكك بها وبحبها لك، وفقكما الله لما يحب ويرضى. 

دمت سعيدًا وموفقًا دائمًا ي. ث