السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الطريق مسدود»

استدعى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وزير الخارجية الإسرائيلى ورئيس الموساد ديفيد بارنيا وفريقه من قطر بسبب توقف المفاوضات التى كانت تجرى فى الدوحة ووصولها إلى طريق مسدود.



وكانت المحادثات وصلت إلى احتمال إطلاق سراح فئات جديدة من المحتجزين الإسرائيليين غير النساء والأطفال، ومعايير الهدنة التى تختلف عن اتفاق التهدئة السابق، وكانت الأطراف الوسيطة تدرس معايير جديدة لإطلاق سراح المحتجزين والهدنة قبل انهيارها.

وتبادل كل من إسرائيل وحماس الاتهمات بشأن انهيار الهدنة التى استمرت أسبوعًا وتم تمديدها مرتين قبل أن يفشل الوسطاء فى إيجاد طريقة لتمديد ثالث.

واتهمت إسرائيل حماس برفض إطلاق سراح جميع النساء المحتجزات لديها، وقال مسئول فلسطينى: إن توقف الهدنة جاء بعد توقف المفاوضات بشأن الإفراج عن المجندات الإسرائيليات.

وشكر رئيس الموساد مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ورئيس المخابرات المصرية ورئيس الوزراء القطرى على مساعدتهم، وفقًا لمكتب نتنياهو.

ميدانيا، عادت غزة إلى إحصاء ضحاياها من القتلى والجرحى بعد أن بدد القصف الإسرائيلى سبعة أيام من الهدوء فى القطاع، وأعاد إليه مشاهد الركام والمنازل المدمرة وسيارات الإسعاف التى تهرع لنجدة المصابين ونقل القتلى، وأعلن متحدث صحة غزة ارتفاع عدد ضحايا الحرب على القطاع منذ 7 أكتوبر إلى 15207 قتلى و40,652 مصابًا حتى كتابة هذه السطور.

 وقال أشرف القدرة، خلال مؤتمر صحافي: إن 280 من الكوادر الطبية قتلوا وجُرح مئات آخرون منذ اندلاع الحرب، مشيرًا إلى اعتقال 31 آخرين. وأوضح أنه تم استهداف 130 مؤسسة صحية، وإخراج 20 مستشفى عن الخدمة، واستهداف وتدمير 56 سيارة إسعاف.

وفى آخر التطورات، أعلنت كتائب القسام استهداف قوات إسرائيلية شرق بلدة ماغين فى غلاف غزة برشقة صاروخية، فيما شن الجيش الإسرائيلى سلسلة غارات على خان يونس جنوب القطاع، وأفاد إعلام إسرائيلى بأن الغارات الإسرائيلية استهدفت مدينة حمد فى خان يونس جنوب قطاع غزة.

وقال الدفاع المدنى بغزة: إنه يحتاج بشكل عاجل لآليات للاستمرار فى انتشال الجثث من تحت الأنقاض، مضيفًا: «لم نستطع انتشال جثث فى محيط مستشفيات القدس والرنتيسى والنصر بمدينة غزة».

 من جهته، أكد مدير مستشفى العودة بشمال غزة أن لديهم عجزًا كبيرًا فى توافر وحدات الدم لإنقاذ الجرحى.

وبالتزامن، أفاد إعلام فلسطينى بأن زوارق حربية إسرائيلية تكثف قصفها لساحل خان يونس، كما أشار إلى أن الغارات الإسرائيلية تستهدف شرقى المغازى ودير البلح وسط القطاع.

ولم يترك الطيران الحربى الإسرائيلى ولا المدفعية منطقة فى قطاع غزة دون قصف، لكن النصيب الأكبر منذ إعلان إسرائيل عودتها لقصف القطاع كان لخان يونس ورفح، محافظتى الجنوب اللتين تطالب إسرائيل سكانهما - وكلهم نازحون - بالنزوح مجددًا.

فى المقابل، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرى لحماس، إنها قصفت تجمعات للقوات الإسرائيلية فى مدينة غزة، فى حين أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكرى لحركة الجهاد، أن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية بالمدينة.

فى السياق نفسه، كشف تقرير فى صحيفة وول ستريت جورنال أن الولايات المتحدة زودت إسرائيل بـ100 قنبلة خارقة للتحصينات، وعشرات الآلاف من الأسلحة الأخرى لاستخدامها فى الحرب ضد حركة حماس فى غزة، وأفادت الصحيفة نقلا عن مسئولين أمريكيين أنه تم تزويد إسرائيل بقنابل خارقة للتحصينات برأس حربى «بى إل يو-109» مصمم لاختراق الخرسانة قبل أن ينفجر.

وقد بدأت عملية تزويد إسرائيل بأسلحة وذخائر إضافية، تشمل 15 ألف قنبلة و57 ألف قذيفة مدفعية، بعد وقت قصير من هجوم حماس على إسرائيل، ولا تزال العملية مستمرة.

وذكرت وول ستريت جورنال، أن الولايات المتحدة التى زودت أهم حلفائها فى المنطقة بأسلحة حتى قبل حرب غزة، لم تفصح من قبل عن عدد الأسلحة المقدمة لإسرائيل أو عدد القنابل الخارقة للتحصينات.

ويُظهر الجسر الجوى للذخائر بمئات الملايين من الدولارات، خاصة على متن طائرات شحن عسكرية من طراز C-17 تحلق من الولايات المتحدة إلى تل أبيب، التحدى الدبلوماسى الذى يواجه إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن. وتحث الولايات المتحدة حليفها الأكبر فى المنطقة على النظر فى منع وقوع خسائر كبيرة فى صفوف المدنيين أثناء إمدادها بالعديد من الذخائر.

وصرح وزير الخارجية أنتونى بلينكن، لقد أوضحت أنه بعد فترة توقف، كان من الضرورى أن توفر إسرائيل حماية واضحة للمدنيين، ولاستدامة المساعدات الإنسانية فى المستقبل.

من جملة الذخائر التى نقلتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل أكثر من 5 آلاف قنبلة غير موجهة من طراز Mk82، وأكثر من 5400 قنبلة ذات رؤوس حربية من طراز Mk84 تزن ألفى رطل، وحوالى ألف قنبلة ذات قطر صغير من طراز GBU-39، وحوالى 3 آلاف قنبلة JDAM، التى تحوّل القنابل غير الموجهة إلى قنابل موجهة «ذكية»، وفقًا لقائمة داخلية للحكومة الأمريكية للأسلحة التى وصفها المسئولون الأمريكيون لصحيفة وول ستريت جورنال.

ويفيد المسئولون الأمريكيون أن إسرائيل استخدمت قنبلة قدمتها أمريكا بحمولة كبيرة فى واحدة من أكثر الضربات دموية فى الحرب بأكملها، وهو الهجوم الذى أدى إلى تسوية مبنى سكنى فى مخيم جباليا للاجئين فى غزة بالأرض، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص. وتحدثت إسرائيل عن أن الغارة قتلت أحد قادة حماس.

فيما قالت مصادر مصرية وإقليمية، إن إسرائيل أبلغت عدة دول عربية برغبتها فى إقامة منطقة عازلة على الجانب الفلسطينى من حدود قطاع غزة لمنع أى هجمات مستقبلية عليها فى إطار مقترحات بشأن القطاع فى مرحلة ما بعد الحرب.

وذكرت ثلاثة مصادر للوكالة الإقليمية أن إسرائيل أبلغت جارتيها مصر والأردن، إلى جانب الإمارات بهذه الفكرة.

وأشارت المصادر إلى أن هذه الفكرة طُرحت أيضًا على السعودية التى لا تربطها علاقات مع إسرائيل وأوقفت مساعى التطبيع معها بوساطة أمريكية بعد اندلاع حرب غزة فى السابع من أكتوبر.

ولم توضح المصادر كيف وصلت المعلومات إلى الرياض التى ليس لديها قنوات اتصال رسمية مباشرة مع إسرائيل. وقالت المصادر: إن تركيا أُبلغت كذلك بهذه الخطط.

ولا تشير المبادرة إلى قرب نهاية الهجوم الإسرائيلى الذى استؤنف بعد هدنة استمرت سبعة أيام لكنها تظهر أن إسرائيل تتواصل مع دول أخرى غير الوسطاء العرب المعروفين، مثل مصر أو قطر، فى سعيها لتحديد الوضع فى غزة فى فترة ما بعد الحرب.

ولم تعبر أى دولة عربية عن استعدادها لإدارة غزة فى المستقبل وندد معظمها بشدة بالهجوم الإسرائيلى الذى أودى بحياة أكثر من 15 ألفًا ودمر مساحات واسعة من المناطق الحضرية فى القطاع.. وقال مسئول أمنى إقليمى كبير، وهو أحد المصادر الثلاثة التى طلبت عدم الكشف عن جنسياتها لرويترز: «إسرائيل تريد إقامة هذه المنطقة العازلة بين غزة وإسرائيل شمالًا إلى الجنوب لمنع أى تسلل أو هجوم عليها من جانب حماس أو أى مسلحين آخرين».

ولم ترد حكومات مصر والسعودية وقطر وتركيا على طلبات رويترز للتعليق حتى الآن. ولم يتسن الاتصال بمسئولين أردنيين للتعليق.

ولم يرد مسئول إماراتى بشكل مباشر عندما سئل عمّا إذا كانت أبو ظبى قد أُبلغت بشأن المنطقة العازلة، لكنه قال: إن بلاده ستدعم أى ترتيبات مستقبلية لمرحلة ما بعد الحرب تتفق عليها جميع الأطراف المعنية لتحقيق الاستقرار وإقامة دولة فلسطينية.. وردًا على سؤال عن فكرة إقامة منطقة عازلة، قال أوفير فولك، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، للسياسة الخارجية فى تصريحات لرويترز: «الخطة تحمل تفاصيل أكثر من ذلك. إنها تقوم على عملية من ثلاثة مستويات لليوم التالى (للقضاء على) حماس».

وفى معرض توضيحه لموقف الحكومة الإسرائيلية، قال: إن المستويات الثلاثة تشمل تدمير حماس ونزع سلاح غزة والقضاء على التطرف فى القطاع.