الخميس 22 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تقدم الأمم

تقدم الأمم

جميع الأمم فى كل مكان على أرض المعمورة لا يمكن لها أن تتقدم أبدًا إلى الأمام إلا بالعمل فالعمل فى حياة الأفراد والمجتمعات ركن أساسى فى بناء رقيها وتقدمها لأنه نشاط ضرورى يقوم به الفرد مع بقية أفراد مجتمعه لإنتاج الخدمات والسلع وتحقيق النمو الاقتصادى والاكتفاء الذاتى وتستطيع أى دولة على وجه هذه الأرض أن تحقق الاكتفاء الذاتى من احتياجاتها الأساسية عن طريق العمل الجاد الذى لا يحتمل أبدًا تضييع الوقت أو تضييع الجهد وتستطيع من خلال قوة العمل لدى أى دولة أن تحقق فائضًا تستطيع أن تصدره للخارج مما يجعله يدر عليها عملة صعبة مما يرفع من قيمتها الاقتصادية وكثير من الدول وعلى رأسها اليابان مثلًا تجد جميع أفراد الشعب اليابانى يعملون بجد واجتهاد ويعطون العمل قدسية كبيرة جدًا لا يتصورها أحد فهم يعملون ليل نهار دون كلل أو ملل وعلى شاكلتهم الصين.. هذه الدول استطاعت أن تتحول عن طريق العمل الجاد إلى مصاف الدول الكبرى فى سنوات قليلة على الرغم من أن الإمكانيات والموارد الطبيعية فى اليابان أقل من غيرها من دول كثيرة فى العالم فإن اليابان استغلت عشق شعبها للعمل الجاد وحققت طفرات اقتصادية وصناعية غير مسبوقة فى العالم وبنفس الطريقة الصين ثم اتبعتهما بعض الدول فى منطقة شرق آسيا.



نقول هذا الكلام لأننا فى مجتمعاتنا العربية أو فى منطقة الشرق الأوسط نتكلم أكثر مما نعمل وإذا عملنا لا أحد منا يؤدى عمله بشكل جاد وكل شخص يعمل من أجل أن يحصل على المال وهو بالطبع أمر مشروع لكن لا ينظر إلى أن هذا العمل لا يعود عليه وعلى أفراد أسرته فقط بل يعود على كل أفراد المجتمع لذلك لا بد على كل من يؤدى عمله أن يؤديه بإخلاص وينظر لمصلحة المجتمع قبل مصالحه الشخصية لأن الدولة أو الحكومة مهما وضعت من قوانين ولوائح وقرارات إلا أن عدم الجدية فى العمل قد يؤدى إلى تأخر الأمم والشعوب فالضمير الإنسانى أهم وأبقى من القانون لذلك وفى منطقتنا العربية على وجه العموم وفى مصر الحبيبة على وجه الخصوص نحتاج إلى صحوة ضمير تجعل كل من يعمل يؤدى عمله بشكل جاد ويعمل من أجل مصلحة المجموع وليس من منظور ضيق لتحقيق مصالحه الشخصية.

الحكومة أو الدولة عليها فقط أن تضع القوانين وعلينا نحن ألا نخالف تلك القوانين ولكن تطبيقها لا بد أن يكون بضمير وأن يطبق على الجميع متساوون فى كل شىء حتى نستطيع أن نلحق بركب التقدم الذى فاتنا منه الكثير بسبب الاستهتار فى العمل أو عدم الجدية فيما نؤديه من أعمال، والعمل الجاد يعزز العلاقات بين أفراد المجتمعات بجميع طوائفه وفئاته ولو لم يكن العمل أساساً من أسس بناء المجتمعات لعاش المجتمع فى تخبط فالعمل يسهم فى رقى العقول وخدمة الوطن ورفعته وجعله فى مراتب الدول المتقدمة والمنتجة فليس هناك أجمل من أن يأكل الإنسان من عمل يده أو بالمثل، الشعب الذى يقول من عرق جبينه ومصر تحتاج أن تأكل من عرق جبينها حتى لا نحتاج لمن يتحكم فينا من الخارج من أجل استيراد غذائنا أو كسائنا لأننا نمتلك كل مقومات النجاح.

حفظ الله مصر وحفظ شعبها وقيادتها.