الأحد 6 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البالالام

البالالام

محبو الأفلام المصرية القديمة يتذكرون فيلم «سر طاقية الإخفا» إنتاج 1959 وبطولة الفنان الراحل عبدالمنعم إبراهيم والفنانة زهرة العلا والفنان توفيق الدقن والفنان عدلى كاسب وآخرون، والفيلم كوميدى خرافى يتناول وصول أحد مهاويس الكيمياء إلى سر خلطة بودرة العفريت التى غمس فيه «طاقية» تحولت إلى «طاقية إخفا» أى تجعل من يرتديها يختفى تمامًا.



والجميع يتذكر المشهد الذى يقوم فيه البطل «عصفور» والذى يعمل صحفيًا بالدخول على رئيس التحرير فجأة ووعده بقدرته على مقابلة ملك الشيكولاتة الذى لا يستجيب للصحافة على الإطلاق وهنا عندما قام رئيس التحرير بسؤال عصفور عن الأسلوب والطريقة التى سيستخدمها فى القيام بهذا التحقيق الصحفى الصعب أجابه بكلمة واحدة «البالالام» وهى استجلاب لقوة خارقة فى الطبيعة تجعل من يقول «البالالام» لمن هو أمامه أن يختفى فى التو واللحظة، بالطبع كان البطل يقوم بارتداء الطاقية وهو ما جعل رئيس التحرير يعتقد فى صدق الحديث وقوة وفاعلية الكلمة.

وللأسف الشديد وبعد 64 عامًا عادت «البالالام» إلى الحياة مرة أخرى ولكن هذه المرة على شكل أكواد مثل #@FF#€€Tashi.or انتشرت عبر شبكات التواصل الاجتماعى بشكل محموم ومجنون، يضعها المستخدمون على صفحاتهم الشخصية وينصحون الآخرين لفعل نفس الشىء مع التأكيد على أن هذه الأكواد ستعيد صفحاتهم إلى مستوى الظهور Reachability السابق الاعتياد عليه وذلك بعد عدة أسابيع من انخفاض التفاعل على كل المنشورات وهو ما شعر به الجميع.

بالطبع هذه الأكواد خرافية لا معنى لها ولكن المشكلة الرئيسية ليس فى وجود شىء خرافى أو مغلوط ولكن المشكلة الكبيرة هى فى سرعة انتشار تلك الخرافة وتداولها بين المستخدمين مع تأكيدهم المستمر على مدى نجاعتها وفاعليتها فى إحداث الأثر المطلوب بدون أن يكلف أحد منهم نفسه لسؤال المختصين أو على الأقل البحث فى شبكة الإنترنت عن أصل هذا الأمر وفصله والحقيقة أن تلك الأكواد غير المفهومة وفاقدة الدلالة والتأثير هى مجرد اختبار لاستراتيجية قيادة القطيع والسيطرة على البشر الذين يعطون عقولهم إجازة ويتركون جوارحهم تتصرف دون أى تحكم أو عقلانية.

وهنا اعتقد أن الفنان عدلى كاسب قد آن له الأوان أن يستقر فى مرقده بعد أن أصبح لأتباع كلمة «البالالام» مئات الآلاف أو الملايين من البشر فى الواقع وليس فى سياق فيلم كوميدى ضاحك.