رشاد كامل
إسماعيل ياسين بهجة السنين!
لاتزال أفلام الفنان العقبرى.. «إسماعيل ياسين» قادرة على الأضحاك من أعماق القلب ولاتزال براءته وسذاجته السينمائية مصدر إعجاب أى مشاهد، ورغم سذاجة مضمون الفيلم أحيانا إلا أنك ستنسى هذه السذاجة وتضحك مع إسماعيل ياسين!
الغريب أن اسماعيل ياسين أحد الذين هوجموا هجوما قاسيا وجارحا فى نفس الوقت الذى كانت أفلامه تحقق إيرادات قياسية تنافس نجوم الشاشة فى زمنه.
إن المقالات التى هاجمت إسماعيل ياسين وأفلامه تملأ مجلدات لكنها ذهبت إلى النسيان، وبقت أفلام «سُمعة» حتى الآن وبعد وفاته منذ 51 سنة حاضرة وبقوة على شاشات الفضائيات المصرية والعربية طوال ساعات اليوم دون انقطاع!
ولم أندهش مما كتبه الأستاذ الكبير سعد الدين توفيق فى كتابه «قصة السينما فى مصر» عندما هاجم وانتقد إسماعيل ياسين فقد كان الزمن وقتها زمن شعارات الفن للمجتمع، والفن الهادف والأفكار الاشتراكية إلخ..
لقد صدمنى وصف سعد الدين توفيق لهذه الافلام بأنها «سلاسل رخيصة» وكتب يقول: من العلامات المميزة فى هذه الفترة من سنة 1952 إلى 1962 ظهور سلسلة من الأفلام الفكاهية التى تحمل اسم بطلها الممثل الفكاهى إسماعيل ياسين ومنها: «إسماعيل ياسين طرزان»، «إسماعيل ياسين للبيع»، «إسماعيل ياسين فى السجن»، «إسماعيل ياسين فى حديقة الحيوانات»،«إسماعيل ياسين فى متحف الشمع»، «إسماعيل ياسين فى مستشفى المجاذيب»، «إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة».
وعلى الرغم من أن هذه الأفلام حققت إيرادات خيالية إلا أنها كانت مع الأسف رديئة جدا من الناحية الفنية، ويبدو عليها بوضوح طابع الكلفتة والاستعجال، وأغرب ما فيها هو أن بطلها إسماعيل ياسين كان يكرر فيها نفس الحركات واللوازم التى ظل يقدمها على الشاشة بلا تغيير وبلا تطوير فى الأربعينيات والخمسينيات.
وكان رد الفعل بعد هذا كله انصراف الجمهور عن هذه الأفلام بعد أن مّل هذا التكرار الساذج للحركات التهريجية، وكانت النتيجة أنه فى الستينيات اختفى إسماعيل ياسين من الشاشة!
على أن اختفاء إسماعيل ياسين لا يصح أن يؤخذ على أنه دليل على أن ذوق الجمهور قد تغير فإن الأفلام الفكاهية الرخيصة لاتزال مستمرة حتى يومنا هذا بل إن هذه الأفلام التهريجية لاتزال تشكل نسبة كبيرة من إنتاجنا.
كان من الممكن أن يستمر إسماعيل ياسين فى الظهور لأنه بلا شك ممثل فكاهى لطيف خفيف الدم فهو طاقة يمكن استغلالها، ولكن المسئول عن هذه النتيجة هو ضعف قصص هذه الأفلام وتشابهها.
.. لكن الزمن بعد كل هذه السنوات ينصف إسماعيل ياسين.