الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
خواطر حول  «عُقدة الخواجة»

خواطر حول «عُقدة الخواجة»

جميعنا يعرف هذا المصطلح والذى إن لجأت إلى شبكة الإنترنت لعلى أجد له أصل أو حكاية كانت هى البداية فى الاستخدام ولكن للأسف لم أجد أيًا مما كنت أبحث عنه، ولكن وجدت تعريفات لهذا المصطلح منها «مصطلح ظهر ليعبر عن حالة نفسية عامة لشعوب المنطقة العربية تفسر حبهم لكل ما هو غربى ورفضهم لكل ما عربى»، كما وجدت أيضًا شرحًا أكثر استفاضة عن هذا المصطلح أذكره كما وجدته «عُقدة الخواجة هى تعظيم وتفخيم كل ما هو أجنبى غير ناتج عن بلدك أو قوميتك، لا يقف الأمر عند ذلك بل يستمر ليصل للتحقير من أى شأن قومى أو داخلى، فمثلًا عامل النظافة هناك غير عامل النظافة هنا، على الرغم من أنهما يعملان فى نفس الوظيفة لكن تجد من يقول «هذا عامل نظافة مثقف عن ذاك»، ويتفنن فى استخراج ما نسميه «القطط الفاطسة».



وجدت أيضًا شرحًا أكثر تفصيلًا لبعض من جوانب تلك العقدة أو هذا المصطلح تم سرده على شكل نقاط محددة كما يلى:

1- شراء كل ما هو أجنبى أو عليه علامة (صنع بـ…) اعتقادًا منهم أن هذا المنتج سيكون بجودة عالية، فى حين يوجد الكثير من المنتجات المصرية بجودة عالية، والأدهش عند سفرى خارج مصر لاحظت ارتفاع أسعار المنتجات القطنية المصنوعة فى مصر لجودتها ونصاعتها.

2- التحدث باللغة الأجنبية جزئيًا أو كليًا كدليل على الرقى والتمدن، ولا أدرى أى تمدن هذا يريدون؟

3- استشارة الأجانب سواء فى المشاريع التجارية أو الصناعية أو العلاجية، فقد يلجأ البعض للعلاج بالخارج رغبة فى الجودة (وأحيانًا أخرى المنظرة) مع أن مستشفيات دول مثل انجلترا تستعين بأطباء مصريين.

وأضيف عليها الانبهار بكل ما يأتى من الغرب أو يحدث فيه من ثقافة وحضارة وسلوكيات ومعاملات والحقيقة أن الانبهار بكل ما هو جيد هو أمر محمود ،عند صاحبه محاولات لاتباع نفس النهج ولكن ما يحدث أن الأمر يتوقف عند مرحلة الانبهار ثم يبدأ فى مرحلة المقارنة وينتقل إلى مرحلة التحقير والإقلال من كل ما هو محلى أو عربى، ليس هذا فحسب بل يصل الأمر إلى مرحلة غير معقولة من عدم الموضوعية, حيث يتم غض الطرف عن السلبيات الكثيرة الموجودة لدى الخواجة أو فى الغرب بصفة عامة تلك التى تزداد سوءًا مع الوقت لدرجة أن الأجيال القديمة من الغربيين أنفسهم يستهجنونها مثل انتشار الفساد والانحلال الجنسى والتفكك الأسرى والتقاليع الغريبة والحرية غير المسئولة والتى تصل أحيانًا إلى احتضان الشواذ جنسيًا وإعطائهم حقوقًا تخالف الفطرة ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد بل يتعداه إلى الاستهانة والاستهزاء بالأديان السماوية وإتاحة الفرصة لأديان موضوعة وصولا إلى عبادة الشيطان أو النار.

هذه العقدة تبدأ فى الصغر وفى مراحل الشباب الأولى قبل أن يكتشف الإنسان مع تقدمه فى العمر والخبرات بأن «الخواجة» ليس كما كان يعتقد ومن ثم يبدأ فى النصح والتوضيح للأجيال الجديدة و لكن للأسف يتم وصم من يفعل ذلك بأنه «كبر وبيخرف» تمامًا مثلما خطر ببال بعض من قراء هذا المقال الآن.