الحكمة
«الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها» هذه المقولة صحيحة تمامًا على الرغم من أن البعض يعتبرها حديثًا نبويًا، فإن علماء الحديث يعتبرونه من الأحاديث الضعيفة جدًا ولكن لا يزالون يعتبرون ما جاء بها سليمًا، فالحكمة وهى أعلى درجة من المعرفة، جعلت هرم علوم البيانات يتكون من أربعة أجزاء وليست ثلاثة أجزاء كما كان فى السابق، فقاعدة الهرم هى البيانات تليها المعلومات تليها المعرفة وتأتى الحكمة على قمة الهرم، ببساطة فإن تجميع البيانات لتكون فى سياق واضح هو عملية تحويلها إلى معلومات ثم يتم تجميع تلك المعلومات فى سياق أوضح لنحصل على المعرفة المطلوبة التى يتم تحليلها للوصول إلى الحكمة التى تقود إلى القرار السليم.
تتعرض الآية 269 من سورة البقرة إلى موضوع الحكمة أيضًا حيث يقول المولى عز وجل: بسم الله الرحمن الرحيم «يُؤْتِى الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ» صدق الله العظيم.
وفى سياق متصل صدر كتاب بعنوان «الحكمة» أو Wisdom: From Philosophy to Neuroscience للكاتب ستيفين اس هال حاول فيه إيضاح ما هى الحكمة وما هى أهميتها وما هو الفخ الذى قد يقع فيه محبو المعلومات والاطلاع حيث أوجز الأمر فى النقاط السبع الآتية:
1- ابحث عن الفهم، وليس المعرفة فقط: المعرفة مهمة، ولكن الحكمة تتجاوز مجرد معرفة الحقائق والأرقام. فهو ينطوى على فهم المعنى الأعمق للأشياء، ورؤية الروابط بين جوانب الحياة المختلفة، وتقدير الفروق الدقيقة فى المواقف المعقدة.
2- احتضان عدم اليقين والغموض: الحياة مليئة بالشكوك، ومحاولة السيطرة على كل شيء لن تؤدى إلا إلى الإحباط والقلق. تكمن الحكمة فى قبول غموض الحياة وتعلم كيفية التنقل خلالها بمرونة ومرونة.
3- تنمية التعاطف والرحمة: الحكمة لا تتعلق فقط بالفهم الفكري؛ كما أنها تنطوى على الذكاء العاطفي. تعاطف مع الآخرين، ضع نفسك مكانهم، وافهم وجهات نظرهم. يتيح لك التعاطف الاستجابة لمعاناة الآخرين بلطف وتفهم.
4- تعلم من الماضي، ولكن لا تطيل التفكير فيه: الماضى مصدر قيم للمعرفة والخبرة، ولكن من المهم عدم التورط فيه. فكر فى أخطائك الماضية وتعلم منها، لكن لا تدعها تحدد حاضرك أو مستقبلك.
5- كن منفتحًا على الأفكار ووجهات النظر الجديدة: الحكمة لا تعنى الحصول على جميع الإجابات؛ يتعلق الأمر بالانفتاح على التعلم من الآخرين وتحدى افتراضاتك الخاصة. كن متقبلًا للأفكار الجديدة، حتى لو كانت تتعارض مع معتقداتك الحالية.
6- تحقيق التوازن بين المنطق والحدس: المنطق والعقل ضروريان لاتخاذ قرارات سليمة، ولكن الحدس يلعب دورًا أيضًا. انتبه إلى حدسك، لكن لا تدعه يطغى على تفكيرك العقلاني.
7- عش وفقًا لقيمك: الحكمة لا تتعلق فقط بمعرفة ما هو صواب؛ يتعلق الأمر بالعيش وفقًا لقيمك. قم باختيارات تتوافق مع مبادئك، حتى عندما يكون الأمر صعبًا.