رشاد كامل
عزيمة كمال سليم بعيون فرنسية!
الناقد الفرنسى الكبير «جورج سادول» صاحب المكانة المهمة فى كتاباته عن السينما، وهو صاحب كتاب «تاريخ السينما» فى العالم عندما زار مصر سنة 1965 طالب مشاهدة بعض الأفلام المصرية القديمة ومنها فيلم «العزيمة» الذى حاز إعجابه!
ويقول الأستاذ «سعد الدين توفيق» أن «جورج سادول» أبدى دهشته الشديدة عندما وجد أن مستواه الفنى كان أرفع بكثير مما يتصور، ولذلك اختاره فى كتابه «قاموس الأفلام» الذى صدر فى تلك السنة 1965 لواحد من أحسن الأفلام العالمية وكتب عنه يقول:
إنه أحسن فيلم مصرى ظهر فى الفترة الواقعة بين «1930 - 1945» وهو يرسم بفن أكيد الحياة فى الأحياء الشعبية فى مدينة القاهرة، ويستحق هذا الفيلم أن يقارن بأنجح الأفلام الفرنسية الكبيرة التى ظهرت قبل الحرب العالمية الأخيرة- الثانية- ومما لا شك فيه أن مخرجه كان متأثرا بالواقعية الشعرية، حيث إن كمال سليم كان يعرف أفلام «رينيه كلير ومارسيل كارنيه وجان رينوار» ويعجب بها.
وفى كتابه قاموس السينمائيين اختار جورج سادول هذا المخرج ضمن أحسن مخرجى السينما فى العالم وكتب عنه فى صفحة 202 ما يلى:
كمال سليم مخرج مصرى ولد فى سنة 1913 ومات سنة 1945 وأحسن سينمائى مصرى ظهر فى الفترة الواقعة بين سنة 1930 وسنة 1945 فهو الوحيد الذى استطاع أن يصور الواقع الاجتماعى لبلده فى فيلم العزيمة وهو أحسن أفلامه، أخرج فى سنة 1937 وراء الستار وفى سنة 190 العزيمة وفى سنة 1941 «إلى الأبد» المأخوذ عن روميو وجوليت وفى سنة 1945 فيلم «ليلة الجمعة».
وتحدث جورج سادول مرة ثالثة عن كمال سليم فى كتابه «تاريخ السينما طبعة سنة 1962» وكتب فى صفحة 487 فى الفصل 16 فى معرض الحديث عن تطور السينما المصرية يقول: وفى أثناء الحرب العالمية الثانية سيطر الفيلم المصرى على الأسواق فى مختلف البلاد العربية عندما ظهر جيل جديد من السينمائيين ممن درسوا السينما فى فرنسا وإيطاليا وألمانيا وعلى رأسهم كمال سليم فأخرج العزيمة أنجح أفلامه ويعرض الفيلم الحياة المصرية على حقيقتها ويعالج موضوعا شائكا وقد حقق الفيلم نجاحا عظيما، وذلك على الرغم من أن مخرجه الشاب لم يستخدم الأغانى والرقصات خلافا لما كان شائعا فى الفيلم المصرى فى ذلك الحين ثم اقتبس كمال سليم بعد ذلك بأسلوب قصة فيكتور هوجو البؤساء ومسرحية شكسبير روميو وجوليت وشهداء الغرام.
ويعلق سعد الدين توفيق على تلك السطور بقوله:
من الواضح أن جورج سادول كان يظن أن كمال سليم قد درس السينما فى أوروبا، والحقيقة كما ذكرنا أن كمال سليم لم يتعلم السينما فى الخارج وإنما علم نفسه بنفسه عن طريق مشاهدة الأفلام الأجنبية وعن طريق قراءة كتب ومجلات السينما، ووصل إلى ما وصل إليه بذكائه وبإحساسه الفنى، ولعل جورج سادول لم يستطع أن يتصور إنه كان فى مقدور «كمال سليم» أن يخرج فيلما ناجحا رفيع المستوى كفيلم العزيمة إلا إذا كان قد درس السينما فى أوروبا.
العزيمة فيلم يتحدى الزمن!