الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ختام مؤتمر الطاقة العربى

توصيات بدمج البعد البيئى فى خطط التنمية

اختتمت  فعاليات مؤتمر الطاقة العربى الثانى عشر فى مدينة الدوحة، دولة قطر، الذى عقد خلال الفترة  11 – 12 ديسمبر 2023 ميلادية، تحت شعار «الطاقة والتعاون العربى»، وقد قامت الأمانة العامة لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول بالتعاون والتنسيق الكامل مع دولة قطر المضيفة للمؤتمر ممثلة بقطر للطاقة بالإعداد والتحضير له، وذلك بحضور المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية.



تم استعراض الأوراق الفنية المقدمة فى المؤتمر والتى وصل عددها الى عشرين ورقة، وبعد المداولات والمناقشات المستفيضة، تم توصل إلى مجموعة من التوصيات يمكن إيجازها على النحو التالى:

أولاً: التطورات الدولية فى أسواق الطاقة وانعكاساتها على قطاع الطاقة العربى

بعد التطرق إلى معضلة الطاقة الثلاثية (أمن الطاقة، والاستدامة، والقدرة على تحمل التكاليف)، وإلى ملامح تحولات الطاقة واتجاهاتها، واستراتيجيات الدول العربية المصدرة للنفط والغاز فيما يخص تلك التحولات. أوصى المؤتمر بأن استغلال المصادر الهيدروكربونية مع التحكم فى انبعاثاتها من خلال التقنيات النظيفة سيعزز بدون شك امكانية وصول العالم إلى الحياد الصفرى المنشود فى عام 2050، وبذلك ستكون هذه المصادر جزءا من الحل نحو التحول المتوازن والمتدرج والمسئول نحو مصادر طاقة أكثر ديمومة بشكل يأخذ فى الاعتبار الظروف والأولويات الوطنية لكل دولة.

ثانياً: الطاقة والبيئة والتنمية المستدامة

تناول المؤتمر التطورات فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والمستجدات المتعلقة بمفاوضات تغير المناخ العالمية، والجهود الحالية للدول العربية فى إطار تلك المفاوضات، وكذلك الفرص المتاحة أمام الدول العربية فى إطار اتفاق العمل المناخى، وبهذا الشأن، أوصى المؤتمر بما يلى:

أهمية أن تتبنى كل الدول العربية سياسات تنموية متوازنة، تشمل إدماج البعد البيئى فى خطط التنمية، والاستخدام المتوازن للموارد، وتنويع الاقتصاد، ووضع المعايير البيئية الملائمة لتحقيق التنمية المستدامة على أكمل وجه.

العمل على ترسيخ المفاهيم الأساسية للتنمية المستدامة فى الصناعة البترولية، من خلال اقتناء التقنيات الحديثة، والحفاظ على الطاقة وترشيد استهلاكها، وإنتاج الوقود الأنظف، والحد من الانبعاثات، وتحسين الأداء فى كل مراحل هذه الصناعة.

ثالثاً: مصادر الطاقة فى الدول العربية والعالم

استعرض المؤتمر التطورات فى مصادر الطاقة التقليدية من النفط والغاز الطبيعى عربياً وعالمياً، كما تم التطرق إلى دور الطاقة النووية كمصدر موثوق فى مساعى الانتقال إلى مستقبل الطاقة المستدامة، فضلاً عن تناول الاَفاق المستقبلية للطاقات المتجددة ودورها فى الحد من انبعاثات غاز ثانى اكسيد الكربون فى الدول العربية، وأوصى المؤتمر فى هذا الشأن بما يلى:

سيبقى الوقود الاحفورى المصدر الرئيسى للطاقة لعقود قادمة مما يتطلب تطوير دور شركات الطاقة الوطنية وإيجاد آلية للتعاون والتنسيق فيما بينها فى المجالات التقنية والفنية والاقتصادية، والاستفادة من التقنيات الحديثة وتبادل الخبرات بهدف الحفاظ على مستويات الإنتاج والعمل على توفير طاقات إنتاجية إضافية.

متابعة التطورات الفنية والاقتصادية فى مجال مصادر الطاقة المتجددة، والعمل على زيادة حصتها فى مزيج الطاقة المستهلكة، وتعزيز كفاءة الطاقة.

زيادة الاستثمار فى صناعة النفط والغاز لتجنب أزمات الطاقة المحتملة، حيث يتوقع أن يظلا الركيزتين الأساسيتين للطاقة العالمية لعقود عديدة قادمة، وكذلك دعم الاستثمارات فى مسارات الطاقة المختلفة لضمان أمن الطاقة المستدام، فمع تزايد الطلب، يحتاج العالم إلى جميع مصادر الطاقة الأحفورية منها والمتجددة على حد سواء.

زيادة دور الطاقة النووية فى العديد من الاستراتيجيات الوطنية لتحولات الطاقة، بوصفها تكنولوجيا للطاقة النظيفة فعالة للتخفيف من غازات الدفيئة، ومن ثم ينبغى أن تعامل معاملة مماثلة للعديد من تكنولوجيات الطاقة النظيفة الأخرى.

رابعاً: الصناعات البترولية اللاحقة: عربياً وعالمياً

استعرض المؤتر تطورات صناعة تكرير النفط، والإجراءات اللازمة لتمكين المصافى من مواجهة التحديات التى تجابهها والحد من انعكاساتها السلبية الحالية والمستقبلية، وتم التطرق الى تطورات صناعة الغاز الطبيعى، والفرص والتحديات التى تواجه الدول العربية المصدرة للغاز فى الأسواق العالمية، فضلاً عن استعراض التطورات فى مجال صناعة الهيدروجين كوقود للمستقبل ودوره المتوقع فى مزيج الطاقة المستقبلى.

خامساً: إدارة الطلب على الطاقة فى الدول العربية

تم استعراض تطور استهلاك الطاقة فى الدول العربية وملامحه الرئيسية، وتوقعات الاستهلاك حتى عام 2045 وفقاً للسيناريوهات المستقبلية المختلفة. فضلاً عن توقعات استثمارات الطاقة المخطط لها والملتزم بها على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما فى ذلك الاستثمار فى الطاقة المتجددة وتقنيات إزالة الكربون كجزء من رؤية استراتيجية بعيدة المدى تهدف لبناء مستقبل منخفض الكربون. كما تم تناول فرصا وتحديات الانتقال نحو الاقتصاد الدائرى للكربون. وكذلك مدى قدرة الدول العربية على تحقيق أمن واستدامة الطاقة الكهربائية، والربط الكهربائى، والخطط والجهود المبذولة نحو زيادة الاعتماد على التوليد الكهربائى باستخدام مصادر الطاقات المتجددة.

سادساً: التطورات التكنولوجية وانعكاساتها على قطاع الطاقة

تم استعراض التطورات التكنولوجية وانعكاساتها على إمدادات النفط والغاز، والتقنيات التى تدعم الانتقال إلى مستقبل منخفض الكربون وكيفية مواجهة ومعالجة القيود والفجوات التقنية.