الأربعاء 3 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
رواية إحسان بأربعة آلاف جنيه!

رواية إحسان بأربعة آلاف جنيه!

سنوات طويلة والسينما المصرية تعيش على اقتباس موضوعات أفلامها من روايات عالمية أو أفلام عالمية شهيرة مع اخضاعها للواقع المحلى والعربى أيضا!



ومع مرور الوقت وازدياد عدد الافلام التى يتم انتاجها ومع بدء وجود عدد لا بأس به من كُتاب السينما، بدأ التفكير جديا فى الاستعانة بالأدب والروايات الأدبية لنجوم الرواية والقصة.

ويرصد الاستاذ الكبير سعد الدين توفيق فى كتابه قصة السينما فى مصر بداية ظهور الأدب على الشاشة قائلا: من المعالم البارزة فى هذه الفترة من 1952- 1962 الاتجاه إلى قصص الأدباء المصريين المعروفين، فظهرت على الشاشة قصص «ظهور الاسلام» و«دعاء الكروان» للدكتور طه حسين و«درب المهابيل» و«بداية ونهاية» و«زقاق المدق» لنجيب محفوظ و«إنى راحلة» و«رد قلبي» و«بين الأطلال» و«أم رتيبة» ليوسف السباعى و«الرباط المقدس» لتوفيق الحكيم و«الناس اللى تحت» لنعمان عاشور و«اسلاماه» لعلى أحمد باكثير، و«لا وقت للحب» ليوسف إدريس و«ست البنات» و«شباب امرأة» لأمين يوسف غراب و«غصن الزيتون» و«شمس لا تغيب» لمحمد عبدالحليم عبدالله.

وبدأ المنتج المصرى يدفع لمؤلف القصة أجرا يكاد فى بعض الاحيان يعادل أجر ألمع نجوم الفيلم وكانت هذه ظاهرة جديدة فى السينما المصرية، فقد عاشت سنوات طويلة على القصص المقتبسة أو القصص الضعيفة، ولذلك كان نصيب القصة من ميزانية الفيلم ضئيلا، فلما اتجهت السينما إلى الاعمال الادبية الكبيرة كان المفروض أن تؤثر أسماء الأدباء على ايرادات شباك التذاكر باعتبارها أسماء مشهورة كأسماء الفنانين!

لكن الواقع أن هذا لم يحدث إلا فى حالات قليلة جدا، وباستثناء اثنين أو ثلاثة من أدبائنا، فإن اسم مؤلف القصة لم يكن قط من عوامل جذب الجماهير الى شباك التذاكر.

وعندما ظهرت الافلام المأخوذة عن قصص إحسان عبدالقدوس وحققت نجاحا جماهيريا هائلا مما جعل إحسان يتقاضى أكبر أجر دفعته السينما لمؤلف وهو أربعة آلاف جنيه، ومن هذه الافلام الوسادة الخالية الذى قام ببطولته عبدالحليم حافظ مع الوجه الجديد لبنى عبدالعزيز ولا أنام والطريق المسدود ولا تطفئ الشمس وقامت ببطولتها فاتن حمامة، وأنا حرة الذى قامت ببطولته لبنى عبدالعزيز وشكرى سرحان والوجه الجديد حسن يوسف وقد أخرج هذه الأفلام كلها صلاح أبوسيف.

أما فيلم «البنات والصيف» فكان تجربة جديدة فى السينما المصرية إذ أنه كان يتألف من ثلاث قصص قصيرة أخرج كل منها مخرج وهم: عز الدين ذو الفقار وصلاح أبوسيف وفطين عبدالوهاب.

ويلاحظ الأستاذ سعد الدين توفيق أن سلسلة الافلام التى أخرجها صلاح أبوسيف عن أعمال إحسان عبدالقدوس جاءت مباشرة بعد سلسلة أفلامه الواقعية، وكانت هذه مرحلة من مراحل التطور الفنى لصلاح أبوسيف، وهى مرحلة النقد الاجتماعى وإن كان بعض النقاد قد عابوا عليه هذا الانتقال المفاجئ من أفلام بولاق إلى أفلام الزمالك!