الأحد 6 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لغة الضاد المفترى عليها

لغة الضاد المفترى عليها

كلما أتى يوم الثامن عشر من ديسمبر من كل عام وهو اليوم الذى اعتبرته اليونسكو هو اليوم العالمى للغة العربية والذى يتصادف أيضًا أن هذا العام تكون قد مرت خمسين عامًا على هذا الإطلاق والمتزامن مع الموافقة على إدراج اللغة العربية كإحدى اللغات الرسمية ولغات العمل فى الأمم المتحدة فى الثامن عشر من ديسمبر عام 1973، كلما أتى هذا العام تثار لدىَّ شجون عدة متعلقة بتلك اللغة العريقة والثرية التى يحلو للبعض تسميتها بلغة الضاد على اعتبار أنها اللغة الوحيدة التى تحتوى على هذا الحرف على الرغم من أن العديد من الناطقين بها يستبدلونه بحرف الظاء بلا أى سبب منطقى.



الشجون كثيرة ومتعددة، منها ما نراه ونعايشه يوميًا من موجات تغريب تحط من قدر تلك اللغة وربما تسخر من المتمسكين بها وبقواعدها وفى نفس الوقت نجد اهتمامًا وانبهارًا وانتشارًا للحديث بلغات أخرى أو على الأقل استخدام بعض من كلماتها بسبب أحيانًا وبدون سبب أحيان كثيرة فى المحادثات اليومية وفى أسماء الماركات التجارية العربية وأسماء المحال والأسواق التجارية وغيرها.

من مظاهر الابتعاد عن تلك اللغة أيضًا ما نراه من ولع شديد بالمدارس الأجنبية والتى لا يتحدث فيها المعلم بتلك اللغة إلا فى أضيق الحدود وذلك نتيجة طبيعية لأن أغلب العلوم تدرس بتلك اللغات الأجنبية على الرغم من الجهود والجدال الذى دار ويدور وسيدور فى المستقبل أيضًا عن تعريب العلوم بين مؤيد ومعارض ومتحفظ، ولا أدرى لماذا لا يقوم معلمو اللغة العربية بالحديث بالفصحى على الأقل طوال حصص تلك اللغة.

ناهيك طبعًا عن أهمية تلك اللغة لدى المسلمين على اعتبار أنها اللغة التى نزل بها القرآن الكريم ونستمع لآياته وكلام الله كل يوم ومع ذلك لا أدرى لماذا لم تنضبط اللغة لدى طائفة كبيرة حتى الآن.

من المظاهر المؤلمة أيضًا ما نراه فى أسماء المحال التجارية والمطاعم، أقل القليل بالعربية والغالبية بالإنجليزية حتى ولوكان الطعام المقدمة لا يزيد على الفول والطعمية.

على الجانب الآخر نبرى التغريب يطال بعض من كُتّاب الرواية والدراما، فالأحداث غربية وأسلوب الحديث غربى حتى ولو كان بلسان عربى ولكنه لسان عربى غير مبين.

للأسف الشديد لا أدرى لماذا لا يدرك الجميع أنه لا تعارض بين إتقان لغات أجنبية وبين إتقان اللغة العربية والاعتزاز بها واستخدامها، فاللغات غير متضادة فليس من الواجب أو الضرورى أن تكون اللغة العربية «مكسرة» حتى يكون باقى اللغات مكتمل البناء.