الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
النهضة الطبية الحديثة وروادها

النهضة الطبية الحديثة وروادها

كان لإنشاء المستشفى العسكرى بأبى زعبل وكذلك مدرسة لتخريج الأطباء من أبناء مصر بجوار المستشفى سنة 1827 بواسطه كلوت بك وبأمر من والى مصر (محمد على باشا الكبير) والتى نقلت الى مكانها الحالى بالقصر العينى سنة 1837، أكبر الأثر فى استمرار النهضة الطبية فى مصر، وظهور جيل من الاطباء حملوا لواء هذه النهضة بعد وفاة كلوت بك،وكان  لهم طيب الأثر فى تقدم الطب فى مصر. ،ومن أشهرهم إبراهيم النبراوى الذى تحول من فلاح فقير يبيع البطيخ الى ان اصبح من أشهر اطباء عصره، وعينه محمد على باشا الكبير طبيبًا خاصًا له، وقصته تعتبر حافزا لشبابنا المتطلع الى مستقبل زاهر، فهوابن قرية «نبروه» بمحافظة الغربية، ولد لأبوين فقيرين وأرسله والده وهو صغير للكتاب لتعلم القراءة والكتابة، وحينما بلغ الرابعة من عمره حفظ القرآن الكريم، وعندما كبر بدأ بمساعدة والده فى الزراعة، وتشير الأدلة التاريخية إلى أنه كان يبيع البطيخ لمساعدة والده، وفى يوم من الأيام طلب منه والده أن يبيع البطيخ فى القاهرة، فاستقر فى حى الحسين بالقاهرة لبيع بضاعته،وفى اليوم التالى قرر النبراوى أن يبيع البطيخ كاملًا لكى لا تتلف البضاعة، ولكنه خاف من رد فعل والده فقرر عدم العودة إلى قريته، واتجه إلى الأزهر لحضور الدروس فيه، ومنذ بدايته الدراسة فى الأزهر، صار من أنبغ التلاميذ فيه، وعندما قرر محمد على باشا تأسيس مدرسة الطب التحق إليها، وكان أول خريجى مدرسة الطب المصرى بعد خمس سنوات من الدراسة واختيرالنبراوى مع 11 زميلا له لدراسة الطب فى فرنسا ضمن أول بعثة علمية إلى أوروبا، وتشكلت لجنه لعقد امتحان لأعضاء البعثة من 12 من كبار أساتذة الطب فى فرنسا، ولفت  النبراوى أنظار ممتحنيه بسبب ذكائه، أقام النبراوى فى فرنسا 6 سنوات يتعلم، وعاد إلى مصر عام 1838 وهو طبيب حاصل على الدكتوراه ومعه زوجته الفرنسية التى تزوجها أثناء بعثته، ولدى عودته من فرنسا عمل مدرسًا فى مدرسة الطب بالقصر العيني يُدرس فن الجراحة، وأول وكيل مصرى يعمل فى مدرسة الطب حتى ترقى وحصل على رتبة «أميرالاي» ومن ثم عينه محمد على باشا طبيبًا خاصًا له، ظل طبيبًا للأسرة العلوية حتى حكم «عباس الأول»، وصفه على باشا مبارك بأنه «أنجب جراحى مصر، وكان ذا إقدام على ما لم يقدم عليه غيره»، كما كان يُلقب بـ»رئيس الأطباء».



.كان للنبراوى العديد من  المؤلفات والترجمات التى كان لها دور هام فى دراسة الطب ومساعدة الطلاب فى مدرسة الطب بالقصر العيني.ومن ضمن مؤلفاته كتاب «الأربطة الجراحية» وقام بتأليفه أثناء بعثته فى فرنسا، وطبع أول مرة عام 1838.كما كان له العديد من الترجمات من الفرنسية إلى العربية التى ساعدت طلاب الطب فى المدرسة غير المتحدثين بالفرنسية، ومن ضمن ترجماته «نبذة فى الفلسفة الطبيعية» وكتاب «نبذة فى أصول الطبيعة والتشريح العام» للدكتور كلوت بك.توفى النبراوى فى عام 1862 بسبب داء الربو، وترك وراءه مؤلفات وترجمات طبية عديدة، ليصبح بائع البطيخ الذى أصبح رئيس الأطباء وأشهر جراحى مصر آنذاك ،ونبراسا وقدوه لشبابنا .ومن اطباء النهضة ايضا محمد على البقلى باشا من اطباء البعثة الى فرنسا وبعد عودته تمّ تعيينه فى مستشفى القصر العينى باش جراح، وأستاذًا لعمليات الجراحة الصغرى والكبرى، والتشريح الجراحي وارتقى إلى أنْ صار رئيس المستشفى ومدرسة القصر العيني، ونال رُتبة الباشوية، واُستشهد فى حرب مصر مع الحبشة فى عهد الخديوِ إسماعيل 1876م.