الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التابعى والحكومة والجدل السياسى!

التابعى والحكومة والجدل السياسى!

فشلت كل محاولات حكومة محمد محمود باشا والصحف والمجلات الموالية والداعمة له فى ترويض «روزاليوسف» السيدة والمجلة، وبشجاعة وصبر تحملت روزاليوسف فاتورة عنادها وكفاحها طوال هذه الفترة.



وتقول روزاليوسف: كنت أواجه هذا التحدى بإصرار وكلما عطلت الوزارة المجلة أصدرت مجلة أخرى باسم جديد.

وكنت أصدر فى ذلك الوقت مجلة «مصر  الحرة» وهى رابع مجلة أصدرتها بعد أن أصدرت الوزارة قرارا بإلغاء مجلتى «روزاليوسف» إلى ما شاء الله - مجلة مصر الحرة كان صاحبها محمود طاهر العربى - فكنت أسجل على صفحاتها أصدق الأخبار بعد استقصائها ومراجعتها مع بعض المصادر التى كانت لا تبخل على بحقيقة الموقف.

وكانت الوزارة فى دور النزع الأخير فخفت رقابتها بعض الشىء على الصحافة، وأحسنت بدورى استغلال الموقف فسرت بالمعارضة إلى أبعد شأن فازدادت مقطوعية - توزيع - المجلة، وهكذا آمنت من جديد بأن مصائب قوم عند قوم فوائد!

وتمضى روزاليوسف قائلة: لم أعرف فترة من الوقت كثرت فيها الشائعات والأقاويل حول موقف وزارة مثل الفترة التى أعقبت عودة محمد محمود باشا من لندن وهو يقوم بالدعاية للمعاهدة التى وضع مشروعها مع المستر «هندرسون» وزير خارجية بريطانيا العظمى فى ذلك الوقت.

وفى كل ساعة شائعات عن قرب سقوط الوزارة وشائعات عن تأليف وزارة محايدة لإجراء الانتخابات من جديد وإعادة دستور البلاد، ولكن ما أن تدور هذه الشائعات حتى تطل شائعات أخرى برأسها وتلقى أقوالا تناقض الشائعات الأولى.

وفى كتاب الأستاذ «صبرى أبوالمجد» عن «محمد التابعى» سطور مهمة عن بعض ما نشرته مجلة «مصر الحرة» فيقول إن الافتتاحية كان عنوانها «الجدل السياسى» قبل أن ننسى وكانت بقلم الأستاذ «محمد التابعى» الذى كتب يقول:

نسمع فى هذه الأيام الأخيرة كلاما كثيرا وجميلا عن العصبية والفوارق الحزبية، وفضيلة النسيان ومصر فوق الجميع، ونسمع طبلا وزمرا، فإذا ما كلت الأذرع من قرع الطبول وجفت الحلوق من نفخ الأبواق والزمور فأطفئوا الأنوار، أنوار الأفراح وأعملوا المكانس فى النشرات والمنشورات والاشارات التليفونية وبشرى لأهل طنطا وبشرى لأهل مركز فاقوس ولنجلس بعدها أنتم ونحن لنتكلم من القلب إلى القلب.

جاءنا صاحب الدولة محمد محمود باشا بمشروع معاهدة وقد يكون فيما جاءنا به دولته خير كثير أو قليل ومطلوب منا الآن أن ننسى العصبية الحزبية والفوارق والأحقاد والشهوات وأن نذكر أن مصر فوق الجميع..

كلام جميل وحق لولا من نحن؟! نحن الذين قال دولته وزملاؤه وصحفه فيهم ما قالوا: نحن النصابون المهوشون المزورون المرتشون، نحن الذين كنا إلى شهور قليلة مضت غير أهل للحياة النيابية ولا لنعمة الدستور، نحن الذين كنا بين سائق غليظ القلب ميت الضمير وجاهل مخلوع الفؤاد نحن الجبناء الأنذال!!

مطلوب منا الآن أن نصفح وننسى وأن نذكر أن مصر فوق الجميع، ورضينا ونحن لن ننسى كل إهانة وكل أذى أصاب أشخاصنا ولكن يتبقى بعد ذلك مصر، مصر التى هى فوق مجد الأشخاص ومجد الأحزاب.

ويختتم «التابعى» مقاله بقوله: «نحن نؤمن أن صاحب الدولة يعتقد أنه جاء مصر بخير كبير، وصاحب الدولة لم يقتصر فى الإعلان عن حبه لمصر، وأن مصر فوق الجميع فلينزل إذن على إرادة مصر وليرد حرياتها، يومها ويومها فقط ترضى مصر أن تصغى وأن تتكلم».

وللذكريات بقية!!