استمرار سقوط العشرات من الشهداء
جهود مكثفة للتواصل إلى هدنة فى غزة
قتل عدد من الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، وأصيب آخرون بجروح، ودُمرت عشرات المنازل والبنايات والشقق السكنية، والممتلكات العامة والخاصة، فى قصف إسرائيلى متواصل على قطاع غزة، براً وبحراً وجواً، لليوم الـ75 على التوالى، بحسب وكالة «وفا» الفلسطينية.
وقتل عشرات المواطنين، وأصيب آخرون، إثر قصف استهدف محيط المستشفى الميدانى الأردني، بمدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، كما قتل عدد من المواطنين، ووقع عشرات الجرحى، جراء قصف استهدف نازحين بمدرسة المستقبل فى حى الصبرة، شرق مدينة غزة.
وحاصرت القوات الإسرائيلية مركز إسعاف جباليا فى مخيم جباليا، الذى يؤوى 127 شخصاً بين مسعفين ونازحين.
وأوضح الهلال الأحمر الفلسطينى أن الطائرات قصفت مقر الجمعية وحى الأمل بخان يونس، ما أدى إلى إصابة 12 من طواقمها، بالإضافة إلى عدد من النازحين.
واستهدفت الطائرات الإسرائيلى منزلاً قرب مستشفى شهداء الأقصى فى دير البلح وسط قطاع غزة، ما أدى إلى تدميره بالكامل، ووقوع عدد من القتلى، وإصابة آخرين بجروح، ولا يزال هناك مفقودون تحت الأنقاض.
وارتفع عدد القتلى منذ بدء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة فى السابع من أكتوبر الماضى إلى أكثر من 19650 قتيلاً، بالإضافة إلى نحو 52600 جريح، والآلاف من المفقودين، فى حصيلة غير نهائية.
من جانبها، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، أمس، إن الأطفال النازحين حديثا فى جنوب قطاع غزة يحصلون على كميات من الماء أقل كثيرا من المطلوب للبقاء على قيد الحياة، وتوقعت وفاة عدد أكبر من الأطفال بالقطاع «فى الأيام المقبلة» بسبب الحرمان والمرض.
وقالت المنظمة فى بيان، نشرته على موقعها الإلكتروني: «لا يحصل الأطفال النازحون حديثا فى جنوب قطاع غزة إلا على 1.5 إلى 2 لتر من الماء يوميا، وهو أقل بكثير من المتطلبات الموصى بها للبقاء على قيد الحياة».
وأوضحت «وفقا لمعايير الإغاثة الإنسانية، يبلغ الحد الأدنى لكمية المياه اللازمة فى حالات الطوارئ 15 لترا، بما فى ذلك مياه الشرب والغسيل والطهي. الحد الأدنى المقدر للبقاء على قيد الحياة فقط هو 3 لترات فى اليوم».
من ناحية أخرى، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أمس، إن زعماء حركة حماس يجرون منذ عدة أيام «محادثات سرية» مع حركة فتح، بشأن حكم غزة بعد نهاية الحرب مع إسرائيل.
وأوضحت الصحيفة أن هذه المحادثات تمثل «أوضح علامة على أن الفصيل السياسى لحماس بدأ التخطيط لما سيأتى بعد نهاية الصراع».
وذكر حسام بدران، عضو المكتب السياسى لحركة حماس لـ«وول ستريت جورنال»: «نحن لا نقاتل فقط لأننا نريد القتال».
وأضاف: «نحن لسنا من أنصار لعبة محصلتها صفر.. نريد أن تنتهى الحرب.. نريد إقامة دولة فلسطينية فى غزة والضفة الغربية والقدس».
وكشفت الصحيفة الأمريكية، نقلا عن أشخاص مطلعين على المناقشات ومسئول إسرائيلي، أن محادثات القيادة السياسية لحماس مع فتح، الفصيل المهيمن فى السلطة الفلسطينية فى الضفة الغربية، خلقت توترات مع زعيم الحركة فى غزة، يحيى السنوار.. وتابعت أن السنوار «لا يريد أن تستمر حماس فى حكم غزة»، ويعتبر أنه «من السابق لأوانه التوصل إلى تسوية».
ومن بين الخيارات التى تجرى دراستها تشكيل قوة حفظ سلام متعددة الجنسيات، وهو ما ترفضه حماس والسلطة الفلسطينية. والخيار الآخر، حسب «وول ستريت جورنال»، هو «إعادة تنشيط» السلطة الفلسطينية وقواتها الأمنية الخاصة.
من ناحية أخرى، وصل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، إسماعيل هنية، إلى القاهرة، لإجراءات محادثات مع مسئولين مصريين حول غزة، والعديد من الملفات الأخرى، حسب ما أعلنت الحركة فى بيان، أمس.
وتعتبر هذه الزيارة الثانية لهنية إلى مصر، منذ بدء الحرب فى 7 أكتوبر الماضى، وقام بزيارته الأولى فى 9 نوفمبر الماضى.
ومن جهته، قال مصدر مطلع لرويترز، أمس، إن محادثات مكثفة تجرى بوساطة قطرية ومصرية للتوصل إلى هدنة ثانية محتملة فى قطاع غزة، ستعيد حركة حماس بموجبها بعض الرهائن، مقابل إطلاق إسرائيل سراح سجناء فلسطينيين.
وأضاف المصدر أن عدد الأشخاص المقرر إطلاق سراحهم ما زال قيد البحث، وتصر إسرائيل على إدراج الرهائن من النساء والرجال الأكثر ضعفاً.
فى سياق آخر، قالت منظمة العمل الدولية، أمس، إن ما لا يقل عن 66% من الوظائف فقدت فى غزة، منذ اندلاع الصراع بين إسرائيل وحركة حماس، فى أكتوبر الماضي، محذرة من أن خسائر الوظائف قد تستمر فى التفاقم بالقطاع.
وذكرت المنظمة فى تقييمها الثانى لتأثير الضربات البرية والجوية التى بدأتها إسرائيل على غزة، بعد التوغل الذى شنه مسلحون عبر الحدود فى 7 أكتوبر الماضي، أن الخسائر تصل إجمالاً إلى 192 ألف وظيفة فى القطاع الفلسطينى الصغير.
وقال نائب المدير الإقليمى لمنظمة العمل الدولية للدول العربية، بيتر رادميكر: «بالكاد يستطيع أى شخص فى غزة اليوم الحصول على دخل من العمل»، وأشار إلى خسائر الوظائف بالقول: «من الواضح أنه منحنى لا يزال يرتفع.. وقد يزداد الأمر سوءاً».
كما أن هناك خسارة فى الوظائف على نطاق واسع فى الضفة الغربية التى تحتلها إسرائيل، حيث سجلت الأمم المتحدة تصاعداً فى أعمال العنف ضد الفلسطينيين منذ اندلاع هذه الجولة من الصراع.