الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حوار مفتوح بين رجال الدين والرائدات الاجتماعيات حول مواجهة العنف الأسرى

عقدت وزارة التضامن الاجتماعي، دائرة حوار بين رجال الدين الاسلامى والمسيحى والرائدات الاجتماعيات، حول العنف الأسري، فى إطار حملة الـ 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة، التى يتبناها برنامج وعى للتنمية المجتمعية بوزارة التضامن الاجتماعي.



وقال الشيخ مجدى عاشور، المستشار الدينى لبرنامج وعي: إن حملة الـ16 يومًا تهتم بمشكلات الواقع التى تواجهها الفتيات والنساء، ومن بينها أفكار اجتماعية وأفكار تنسب للدين الاسلامى والمسيحي، والرائدة الاجتماعية تتلقى شكاوى الأسر والأمهات والفتيات من هذه الأفكار، ومن المهم أن تعرف رأى الدين فيها، لأن من مسئوليتها التوعية بالفكر الدينى السليم تجاه هذه القضايا والأفكار.

وقال القس الأب أنطونيوس صبحي، استشارى التنمية بأسقفية الخدمات العامة والاجتماعية بالكنيسة القبطية الأورثوذكية: العنف والأفكار العنيفة مرفوضة من كل الأديان، خاصة العنف الأسرى، لأن المفروض أن الحياة الأسرية يسودها الحب والمودة بين كل أفرادها.

ختان البنات عادة محرمة

وسألت الرائدة: سهيلة هشام إبراهيم، من محافظة الجيزة عن ختان البنات، وكيف أن بعض الأسر ما زالت تعتقد أنه من الممارسات الدينية سواء إسلامية أو مسيحية، وهنا رد الدكتور مجدى عاشور، ختان الإناث هو ممارسة أقرب للعادة منها للعبادة، ولذلك هى ترتبط بالرأى الطبي، وعلى الرأى الدينى أن يسير وراء الرأى الطبي، لأن رأى الشرع يختلف من عصر لعصر فى الأمور التى تدخل فى نطاق الثقافة وليس فى الديانة، ومنها ختان الإناث، والقاعدة الدينية تقول، إنه يحرم الاعتداء على جسد المرأة إلا لضرورة، والحكم أن ختان الإناث حرام شرعًا، لأن الطب علّمنا أنها مماسة لا نفع من ورائها، وأن أضرارها النفسية والجسدية كثيرة.

وقال الأب أنطونيوس، لا يوجد حديث ولا آية ولا إصحاح فى العهدين القديم أو الحديث، جاء فيه ذكر ختان الإناث، فى الوقت الذى تمارسه أسر مسلمة وأسر مسيحية، لذلك فالمرجح أن ختان الإناث عادة من قبل الأديان، وأسبابها اجتماعية وليس لها أصل فى الدين، كما قال الشيخ مجدى عاشور، والرأى فيها هو رأى الطب.

«أحبوا نساءكم كأجسادكم»

وسألت الرائدة سارة كامل، من قرية دهشور بمركز البدرشين بمحافظة الجيزة، عن أشكال العنف الأسرى، التى تطال النساء والفتيات داخل الأسر، سواء من الزوج أو الأب أو الأخ، وتمسك الرجل برأيه فى أمور البيت، وتتكرر جملة«كلامى هو اللى يمشي»، ثم يمد يده على زوجته أو ابنته بالضرب، وهو ما يؤذى المرأة والفتاة جسديًا ونفسيًا.

فقال الدكتور مجدى عاشور، «النساء شقائق الرجال»، أى أن للمرأة كرامتها مثلما للرجل كرامته ولا يجوز أن يتطاول الزوج على زوجته، سواء بالضرب أو بالإهانة، وقد أوصى الرسول -صلى الله عليه وسلم- الرجال بالنساء، وقال فى خطبة الوداع:«استوصوا بالنساء خيرًا، فهن عوان عندكم»، وقال : «الله الله فى النساء، وخيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي»، فمن الشرف أن يكون الزوج خادمًا لأهله، أما من الزوج الذى يرى أن من حقه أن يضرب زوجته، استنادًا إلى تفسير للآية الكريمة «واضربوهن»، فنقول لهم: إنه لم يثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم ضرب أحدًا من النساء، فلم يضرب أحدًا طوال حياته، لا امرأة ولا خادمًا.

وقال الأب أنطونيوس: لقد جاء فى الكتاب المقدس «أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا»، وأيضًا: «أيها الرجال أحبوا نساءكم ولا تكونوا قساة عليهم»، «يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم، من يحب امرأته يحب نفسه»، وفى كل هذا احترام للمرأة وحث على الاهتمام بها وعدم الاعتداء عليها بأى شكل من الأشكال، وهو ما تحث عليه جميع الأديان.

«البنات يرفضن الزواج بسبب عنف الأب للأم»

وسألت الرائدة آية فاروق، من قرية دهشور، بمركز البدرشين بمحافظة الجيزة، نرى فى كثير من الأسر عدم احترام للزوجات والبنات، حتى أن الزوج لا يناديها باسمها، بل يا أم فلان، مما يترك أثرًا سلبيًا فى نفوس الأبناء من البنات والبنين أيضًا.

وهنا قال الدكتور مجدى عاشور: إننا نرى فتيات فى الكثير من الأسر فى حياتنا اليومية، يرفضن الزواج، بسبب ما يرونه من إهانة آبائهن لأمهاتهن، وكان صلى الله عليه وسلم يدلل زوجاته، وينادى على زوجته عائشة بقوله: ياعائش، أو يا أم عبد الله تكريمًا لها، من أجل إضفاء جو من الدفء والحنان على الحياة الزوجية، والزوج الذى يستن مع زوجته سنة طيبة، يتبعه فيها أبناؤه يأخذ ثوابها وثواب من اتبعه، ومن يتبع سنة سيئة يأخذ إثمها وإثم من يسير عليها من أبنائه وأقاربه إلى يوم القيامة، ومن يحترم زوجته ستحترمه، ومن يهينها ستهينه.

ومن إنجيل متى، يستشهد الأب أنطونيوس:«إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلًا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّم.»  ليدلل على أن من يقول لشخص يا تافه يستوجب أن يحاكم فى المحكمة، ومن يقول له ياغبي، فيستوجى نار جهنم، مما يدل على أنه من غير المقبول دينيًا أن يهين شخص شخصًا آخر، فما بالنا بالزوجة، لا يجوز أبدًا أن أعنف زوجتي، ومن يفعل ذلك يستوجب العقاب من الله.

«لا تزوجوا بناتكم من البخيل»

وسألت الرائدة الاجتماعية رانيا ربيع، من حى النزهة بالقاهرة، عن حكم الزوج الذى لا ينفق على زوجته وأولاده، أو يعطيهم مبلغًا بسيطًا لا يسد احتياجاتهم، وهم يشعرون بالحزن من هذا الوضع.

وهنا يفرّق الدكتور مجدى عاشور، بين الزوج المعسر، الذى يعانى ضيق الحال، وبين الزوج والأب البخيل، ناصحًا الأسر بعدم تزويج الابنة لأى شخص بخيل مهما كان يملك من مال، لأن البخل يهدم البيوت ويهدم النفوس، ويأثم صاحبه شرعًا، والآية الكريمة تقول«الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم»، فالإنفاق على الزوجة والأطفال واجب للزوج، وجزء من قوامته، وطالما أن لديه الجهد عليه أن يعمل فى عمل إضافى ليكفل لأهل بيته احتياجاتهم، ولا يبخل بمجهوده عليهم، وهو فى هذا مأجور من الله.

ويتابع الشيخ عاشور:على الزوجة أن تساعد زوجها وأن تقف بجانبه وتصبر حتى يجد عملًا إضافيًا، وهى فى جهادها هذا مأجورة، فبعد الأخذ بالأسباب وبحث الزوج عن العمل، أنت تساهمين فى أن تحل البركة والقناعة والرضا فى بيتك، والمرأة المصرية معروفة بأنها تستطيع أن تسير بيتها بأقل القليل، ما دام زوجها ليس بخيلًا، أما البخل فلا علاج له.

أما الأب أنطونيوس صبحي، فيرى أن البخيل يحتاج إلى علاج، وفى الكنيسة نوصى المقبلين على الزواج خلال كورسات التأهيل للزواج بأن الزوجة وزير مالية البيت، ونوصى الزوج بأنه المسئول عن الزوجة بعد والديها، ونذكرهم بآيات الإنجيل:«أيها الرجال أحبوا زوجاتكم كأجسادكم»، أى عاملها كما تعامل نفسك وجسدك، ونقول للخطيبة أثناء الكورسات إذا رأيت أن هذا الخطيب بخيلًا، لا يصلح أن تكملى الزيجة، لأن البخيل لا يكون بخيلا ماديًا فقط، بل ومعنويًا أيضًا.

«إجبار الزوجة على العمل انتقاص من قوامة الرجل»

ومن الحوامدية بالجيزة تثير الرائدة الاجتماعية، هدى كمال حسين، مشكلة إجبار الزوج لزوجته على أن تعمل، وتهديده لها بأنه سيتزوج عليها إذا لم تخرج للعمل، أو أنه سيخرج أولادهما من التعليم.

وهنا يقول الشيخ عاشور: الأصل أن على الزوج والأب الإنفاق على البيت، واجبار الزوجة على العمل لتتولى الإنفاق على البيت، فيه انتقاص من طبيعة الرجل واهتزاز للرجولة وللقوامة، لأن الرجال قوامون على النساء، أى يقومون على رعايتهن وخدمتهن، واتفق مع رأى الشيخ عاشور رأى الأب أنطونيوس.

«المطلقة لها حق التعليم واختيار الزوج»

أما الرائدة نعيمة شحاتة، من الحوامدية أيضًا، فأثارت قضية منع الأب والأم لابنتهما من الطلاق، والضغط عليها من أجل أن تتحمل معاملة الزوج القاسية، والعنف الذى يمارس ضدها، بحجة ألّا تحمل لقب مطلقة، وإذا حدث وعادت الابنة مطلقة لبيت أهلها، يمنعوها من أن تكمل تعليمها، ويرغمونها على الزواج من أول شخص يطرق بابهم، دون أن يعطوها حق الاختيار، ويقولون لها:«أنت بضاعة مستعملة» ليس لك حق الاختيار.

ويرد الشيخ مجدى عاشور: نحن لا ندعو للطلاق، لأنه أبغض الحلال عند الله، لكن فى النهاية هو حلال، ولا ينبغى أن نمارس العنف على الابنة الزوجة ونعاملها على أنها عالة على أبويها طالما أنها ليست مخطئة، فالأصل أنها مسئولة من والديها قبل أن تكون مسئولة من زوجها، ولها حق على والديها أن يعاملوها برفق ويعطوها حقها فى التعليم وفى اختيار الزوج وفى غيرها من الحقوق، وليس ممارسة العنف عليها للمرة الثانية.

ويأخذ طرف الحديث الأب أنطونيوس صبحى قائلًا: بالفعل هذا يحدث فى الكثير من الحالات، فالأب والأم والأسرة تضغط على الزوجة، لتتحمل العنف الذى يمارس عليها من زوجها، من أجل أولادها أو نقول لها: أين ستذهبين وأين ستعيشين ومن سينفق عليك، خاصة أنه لا طلاق فى المسيحية إلا لعلة الزنا، لكن فى الكنيسة نتحسب لذلك بكورسات ما قبل الزواج وهى كورسات إجبارية، كوقاية من المعاملة السيئة بين الزوجين، حيث تتضمن التدريبات كيفية مواجهة المشكلات التى تنشأ بين الزوجين، وفى حالة الخلاف بين الزوجين يتم الرجوع إلى رجل دين من الكنيسة باعتباره طرفًا محايدًا، حتى يتم احتواء الخلاف ولا تكبر المشكلات.

«ابتزاز الفتيات بصورهن واقع متكرر»

من ساقية مكى بالجيزة، سألت الرائدة الاجماعية عفاف قاصد كريم، عن العنف الإلكترونى الذى تتعرض له نساء وفتيات بسبب اقتحام خصوصية الناس الآن وتصويرهم دون استئذان، وتتفاجأ الفتاة أو السيدة بأن صورتها قد أضيف إليها بعض التفاصيل من خلال استخدام برامج إلكترونية معينة، وتكون النتيجة انتحار الفتاة بسبب تداول هذه الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا أحد يصدق أنها ليست هى من تظهر فى الصورة.

وينصح الشيخ عاشور الآباء والأمهات بأنهم الدرع الواقية لبناتهم، وعليهم أن يحافظوا على ثقة البنت فى نفسها، وأن يصدقونها ولا يصدقون المغرضين لأنها أدرى الناس بها وتربيتهم لها، وبحسن الظن بزرعتهم التى زرعوها، وأن يلجأوا إلى شرطة الإنترنت فى حالة تعرض الفتاة لابتزاز إلكتروني، وأن يحرصوا دائما على متابعة الابنة وإبداء النصح لها وتحذيرها من هؤلاء المفسدين ومن الاستجابة لأى شخص يطلب منها صورًا معينة.

ومن واقع خبرة الأب أنطونيوس بمشكلات الواقع، يؤكد أن بعض الشباب يلعبون بعقول بعض الفتيات، ويطلب من الفتاة أن ترسل له صورة لها فيها عدم حياء، على اعتبار أنه سيتزوجها، وهى تستجيب لطلبه، ثم يبدأ فى ابتزازها، وللأسف فهى مواقف متكررة، وهنا يكون دور الأسرة هو أن تدعم الفتاة، لأنها مغرر بها، ونحميها من أن تنتحر ونلجأ لشرطة الإنترنت، ونحميها من كل من يتعرض لها بالأذى النفسى بسبب هذه الصور.

«الثقافة العربية ترى البنت سلعة»

ومن منطقة البكارى بحى الهرم بمحافظة الجيزة، تسأل الرائدة الاجتماعية دينا حسين، عن حكم الدين فى تزويج البنات قبل أن يصلن للسن القانونية «18 سنة»، خاصة أن بعض الأسر تقول: إنها لا تستطيع أن ترفض عريسًا من كبار عائلات القرية، ويخافون إن رفضوه لا يأتى لابنتهم من يضاهيه فى المستوى، وتكون النتيجة أن تعود الابنة لبيت أهلها بطفل أو اثنين، وقد طلقها هذا الشاب، وهى لا تحمل أى أوراق رسمية تثبت زواجها منه.

يرد الشيخ عاشور: للأسف الشديد الثقافة العربية تتعامل مع البنت على أنها سلعة، ويعرضونها للزواج المبكر وقبل أن تبلغ السن القانونية لتوثيق الزواج وهى 18 سنة، ويزوجونها فى سن صغيرة، لا تكون فيه قادرة على تحمل أعباء الزواج والحمل والولادة وتربية الأطفال، فتتعرض للإهانة من زوجها، وأقول للأسر: اتقوا الله فى بناتكم، ولا تبعنهن، ولا تعرضوها لأن تصبح لا زوجة ولا مطلقة، بسبب تزويجها دون أوراق رسمية، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول عن البنات «هن المؤنسات الغاليات»، لمكانة البنات فى الأسر، فكيف نعرضهن لهذا الأذى.

ويؤكد الأب أنطونيوس، أن الدين المسيحي، لم يحدد سنًا محددًا للزواج، لكن القانون حدد سن 18 سنة كسن أدنى لتوثيق الزواج، لأن الطب يقول: إنه قبل أن يصل الولد أو البنت لهذه السن، لايكون قد اكتمل نموهما الجسدى بعد، ومن يزوج ابنته قبل أن تصل لهذه السن تقاضيه الكنيسة، لأنه فرط فى حق ابنته.

ومن حى المرج تسأل الرائدة الاجتماعية، رابعة كمال، عن العنف اللفظى الذى تتعرض له الكثير من الفتيات والزوجات والأمهات من الزوج أو الابن أو الأخ، وعن التنمر الذى تعانيه بعض الفتيات فى المدارس أو داخل الأسر بسبب لون البشرة أو الشكل أو غير ذلك.

وقريب من سؤال رابعة، جاء سؤال الرائدة الاجتماعية نرمين محمد سعد، من قرية ناهية بمركز كرداسة بالجيزة، عن التمييز الذى يتعرض له الابن الولد أيضًا بسبب الإعاقة أو اللون أو الشكل، ويؤدى هذا لتركه للمنزل وخروجه من التعليم.

وجاء رد الشيخ عاشور والأب أنطونيوس على تأكيد الدين الإسلامى والمسيحى على احترام أى شخص، وعدم التفرقة بين الإخوة أو الأخوات لأى سبب، فكلها ممارسات ضد العدل فى الحب لأقرب الناس إلينا، وضد إعطاء كل شخص حقه، وتؤدى إلى مشكلات اجتماعية ونفسية لا حدود لها.

«إعطاء الابنة ميراثها قبل وفاة الأب.. جائز»

وسألت بعض الرائدات الاجتماعيات عن حكم الدين فى حرمان الفتيات أو السيدات من الميراث، وعن حكم الدين فى موقف الأب الذى يضطر لأن يكتب لابنته الوحيدة أو بناته اللائى ليس لديهن أخ ذكر، كل ما يملك قبل وفاته، ليحميهن من حرمانهن من الميراث.

وأكد الشيخ عاشور والأب أنطونيوس، أن ظاهرة حرمان الفتاة أو الأخت المتزوجة من الميراث، حقيقة تحدث فى بعض الأسر المسلمة وأيضًا بعض الأسر المسيحية، خاصة فى الأرياف، معتبرين أن الفتاة ستتزوج من شخص غريب سيقاسمهم فى الأرض الزراعية أو العقار، وكلها ممارسات ضد الدين، وترجع الى النظرة الدونية للأنثى، وهى نظرة ثقافية لا علاقة لها بالدين، بل هى ثقافة تنظر للمرأة على أنها «درجة ثانية»، ويحذر القرآن الكريم والأحاديث النبوية ووصايا الإنجيل بعدم حرمان أى شخص من ميراثه.

وأكد الشيخ عاشور أن كتابة الأب لممتلكاته باسم الابنة أو البنات جائز شرعًا، لحمايتهن وحفظ حقوقهن، وأكد الأب أنطونيوس أن محبة المال هى أصل كل الشرور، وأنه يجوز حماية حقوق الابنة بكتابة ميراثها باسمها قبل وفاة الأب.

«ازدراء ذوى الإعاقة.. اعتراض على قدرة الله فى التنوع»

من مصر القديمة، نقلت الرائدة الاجتماعية رابعة عبد الجواد، ما يحدث داخل بعض الأسر، التى يرزقها الله بابن أو ابنة من ذوى الإعاقة، حيث يحاول الأب أن يخفى هذا الابن عن الأعين، خاصة إن كانت فتاة، بل ويعاقبون الأبناء الذين يعانون صعوبات التعلم أو فرط الحركة وغيرها من المشكلات الذهنية، ونقلت الرائدة حيرة بعض الأسر فى قرار زواج الابن أو الابنة من ذوى الإعاقات الذهنية.

ويرد فضيلة الشيخ عاشور قائلًا: مثل هذه الممارسات التى تنطوى على ازدراء للأبناء من ذوى الإعاقة، فيها اعتراض على قدرة الله سبحانه وتعالى فى التنوع، وخلق أشخاص مختلفين فى القدرات، فى حين أن قبول هذا الابن وإعطائه حقه، فيه نصر من الله سبحانه وتعالى لهذه الأسر، لقوله صلى الله عليه وسلم«إنما تنصرون بضعفائكم».، أما مسألة زواج أصحاب الإعاقة الذهنية فيعود للأهل وللأطباء، فهم من يقررون هل يستطيع هذا الشخص أو تلك الفتاة تحمل تبعات الزواج أم لا، ففى النهاية هو لديه مشاعر سوية تحتاج لأن تذهب فى مجالها الصحيح، فأريحوا ذوى الإعاقة فإنهم أرواح كأرواحكم.

ويتفق رأى الأب أنطونيوس مع رأى الشيخ عاشور، فى أن الرأى فى زواج ذوى الإعاقة الذهنية يقرره الأطباء، وليس له علاقة بالدين، لكن الله يأمرنا بحسن معاملة ذوى الإعاقة، لأن الله يسمع استغاثته أكثر من أى شخص آخر، كما فى الإنجيل:«لأنى أنقذت المسكين المستغيث واليتيم ولا معين له».

«دعم الفلسطينية بالدعاء والعطاء»

ومن مصر الجديدة بالقاهرة، سألت الرائدة الاجتماعية نرمين محمد، عن الكيفية التى يمكننا أن ندعم بها المرأة الفلسطينية التى تتعرض لأشكال متعدد من العنف والقتل والتشريد، وقتل أطفالها وهدم بيتها.

ويقول الشيخ عاشور، المرأة الفلسطينية شأنها شأن المرأة فى أى مكان يعانى الحروب والعنف، وهى راضية ومحتسبة فهى إما شهيدة أو أم شهيد، وتنتظر الثواب الكبير من الله، وعلينا أن ندعمهن بالدعاء وبالعطاء بالأشياء العينية من خلال الجهات الرسمية، نسأل الله لهن النصرة، وأن يرد إلينا القدس الشريف والمسجد الأقصى ردًا طيبًا كيف شاء ومتى شاء.

وأضاف الأب أنطونيوس، إننا نتفق أنا وأخى الشيخ عاشور فى كل القضايا، لمواجهة العنف، بكل صوره وأشكاله، وتغيير السلوك يبدأ بتغيير الأفكار، «فالعنف يبدأ بفكرة ..بالوعى نقدر نغلبها».