الثلاثاء 29 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
احضنوا الأخطاء

احضنوا الأخطاء

على غرار أغنية «احضنوا الأيام» للمطربة وردة الجزائرية والحان العبقرى بليغ حمدى تتناول العديد من كتب التنمية البشرة نصائح حول «الأخطاء» وأهميتها بالرغم من المحاولات الكثيرة لتجنبها للوصول إلى النجاح.



من المفاهيم التى تحتاج الى إعادة بحث ذلك المفهوم الذى يعتبر أن الخطأ أوالفشل هومضاد النجاح وأنه أمر يجب ألا يحدث وإن حدث فإنها تكون الطامة الكبرى، والحقيقة أن الأمر خلاف ذلك تماما وهوما يتضح من إحدى المقولات التى أراها سليمة تماما والتى تقول: إن الفشل هوجزء لا يتجزأ من النجاح Failure is an integral part of success   فبدون الفشل لن ننتبه لما نقوم به ونتصرف بصورة غير منضبطة والأمثلة على ذلك كثيرة، فالمهندس الإنشائى يهتم أثناء التخطيط لإقامة مبنى ما أن يضع الاعتبارات التى تمنع المبنى من السقوط أو الانهيار تماما مثلما يهتم بالمعايير التى تسمح بأن يكون المبنى شامخا وعاليا، مهندس الإلكترونيات عندما يقوم بتصميم جهاز الكترونى جديد فإنه كما يهتم بوظائف هذا الجهاز فإنه يهتم باستدامه عمله فلا يتعرض للتلف نتيجة ارتفاع درجات حرارة مكوناته نتيجة التشغيل أو نتيجة درجة حرارة الجو المحيط، كما يهتم مطور البرامج بوظائف التطبيق الإلكترونى الأساسية وأيضا بأن يعمل التطبيق بدون أخطاء أو أن يتعرض للعطل أوللهجمات السيبرانية وخلافه.

احتضان الأخطاء لا يعنى أن نقع فيها بنفسنا لكى نتعلم ولكن يكفى أن ننظر حولنا ونتابع أخطاء الآخرين لكى نتعلم وليس أدل على ذلك من القول العربى القديم: «السعيد من اتعظ بغيره والشقى من اتعظ به الناس»، ولكن وللأسف فإن الأخطاء والفشل أحيانا ما يقودا صاحبهما إلى الإحباط واليأس وهما ما يؤديان إلى دوائر ممتالية من الفشل وصولا الى النهاية، أما من يتخذ الفشل كنقطة ارتكاز للتدبر والتفكير فيما حدث وكيف حدث وكيف نتجنب حدوث ذلك فى المستقبل فتلك هى سمات الشخص الناجح وليس أدل من ذلك على أساليب البحث العلمى التى تؤدى الى الاختراعات أوالاكتشافات الكبرى فلا تتصور أن مخترع المصباح الكهربائى أوالسيارة أوالطائرة فعلها بنجاح من أول مرة بل على العكس فإن سنوات من الإخفاقات ومن الفشل كانت هى أحد المحفزات الأساسية للنجاح الكبير.

أتذكر منذ سنوات بعيدة كيف كان الأهل ينصحون الأبناء لتجنب الإخفاق ولتحقيق النجاح فى كل أمور الحياة البسيطة والكبيرة وكيف كان الأبناء يتذمرون كثيرًا ويستجيبون قليلا ثم تمر السنوات ويتذكرون تلك النصائح فيترحمون على قائليها بعد أن اختبروا مرارة الفشل وحلاوة النجاح أيضا.