الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أم العروسة   وتحية كاريوكا!

أم العروسة وتحية كاريوكا!

فى مثل هذه الأيام- شهر ديسمبر سنة 1963- عُرض فيلم «أم العروسة» لأول مرة فى دور السينما بالقاهرة.



ستون عامًا بالتمام والكمال عمر هذا الفيلم الرائع والممتع فى تاريخ السينما المصرية ولا يزال يحظى بالمشاهدة والإعجاب كلما عرضته شاشات الفضائيات والمحطات الأرضية.

«أم العروسة» رائعة المخرج الكبير عاطف سالم عن رواية الأديب الكبير «عبدالحميد جودة السحار» وسيناريو وحوار عبدالحى أديب وبطولة كبار نجوم السينما المصرية، عماد حمدى وتحية كاريوكا وسميرة أحمد وحسن يوسف ويوسف شعبان وعدلى كاسب وخيرية أحمد ومديحة سالم وغيرهم.

عن هذا الفيلم يتوقف أمامه بالإعجاب الأستاذ سعد الدين توفيق فى كتابه «قصة السينما فى مصر» حيث وصفه بقوله: من أصدق وأروع ما قدمته استوديوهاتنا فهو يذكرنا بأفلام الواقعية الجديدة الإيطالية التى ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية، أفلام قليلة التكاليف ولكنها صادقة وواقعية.

فيلم امتاز بواقعيته فأنت ترى فيه بيت موظف بسيط «عماد حمدى» عنده سبعة أولاد وبنات وليس عندهم خدم ولا حشم، لا طباخة ولا سواق ولا دادة، كل فرد فى البيت يقوم بدور فيه الأم «تحية كاريوكا» تطبخ وتغسل وترضع أطفالها والأب يشتغل فى مكتبه ويشتغل أيضا فى البيت.

والبنت الكبرى سميرة أحمد تركت المدارس وبقيت فى البيت تنتظر العدل، وتحلم طول النهار بأمير الأحلام وتدفع «شلنا»، «خمسة قروش» لأخيها التلميذ عازف الكمان الصغير لكى يشجيها بأنغامه المؤثرة، وأختها مديحة سالم تلميذة مراهقة تفهم كل ما يدور حولها تنظر وتلاحظ، وعندما يأتى عليها هى أيضا الدور لتصبح عاشقة، تدفع «شلنات» أيضًا لأخيها عازف الكمان لكى تحلم على أنغام الموسيقى والولد الكبير سليمان الجندى تلميذ يدخن سرا بعيدا عن عينى أبيه، ويغير من الشباب الذين ينظرون بعيون جريئة إلى أخواته البنات!

الأسرة كلها معقولة تصرفاتها طبيعية لبسها عادى والبيت نفسه «على القد» لا الديكور مبالغ فيه، ولا الغرف واسعة كما لو كانت بلاتوها للتصوير، وأجمل اللقطات هى التى نرى فيها طفلا أو طفلة تدخل الغرفة، وهو يجرى وهى تجرى والمشهد مستمر وكأنه لم يحدث شىء!! أليست بيوتنا كذلك أليست حياتنا كذلك؟!

ودوشة البيت نسمعها طول الوقت، حتى الراديو الذى لا يدور إلا إذا زقيته! كلها صور واقعية مائة فى المائة، بلغت القمة عندما بدأ الأطفال يلعبون مع الخروف والخروف «يمأمأ» والأولاد يمأمئون والكلب «يهوهو»!!

عاطف سالم هنا كان فى أحسن حالاته وأم العروسة قد لا يكون أقوى أفلامنا ولا أفخم أفلامنا ولكنه بالتأكيد من أصدق وأروع ما قدمته ستديوهاتنا.

ورغم مرور كل هذه السنوات لاتزال «أم العروسة» عروس السينما المصرية بحق!