السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
محمد على البقلى باشا

محمد على البقلى باشا

محمد على البقلى باشا (1815-  ) ناظر مدرسة الطب، وكبير أطباء وجراحى مستشفى قصر العيني وهو من زاوية البقلى مركز منوف، ومن أنبغ نوابغ البعثات العلمية، ترجم له العلامة على باشا مبارك فوصفه بالعالم التحرير، والعلم الشهير، السيد محمد على باشا الحكم.



ولد فى زاوية البقلى سنة 1815، وقد اشتهرت هذه البلدة بمن نبغ من ابنائها، قال على باشا مبارك عنها: «وهى القرية وإن كانت صغيرة لكنها اختصت دون غيرها بميز كثيرة من ترقى منها فى الوظائف السنة والخدمات الميرية من علماء الشريعة والرياضة والحكمة والطبيعة».[1]

ترعرع المترجم فادخله اهل مكتبا ببلده، فتعلم الكتابة وشيئا من القران الحكيم، وفى التاسعة من عمره ادخله احمد افندى البقلى مكتب أبى زعبل فلبث فيه ثلاث سنوات وأتم قراءة القرآن، ثم دخل مدرسة أبى زعبل التجهيزية، فمكث بها أيضا ثلاث سنين، وبدت عليه مخايل الذكاء، واشتهر بحسن السير، فكان اول فرقته، ثم دخل مدرسة الطب، وكان ناظرها الدكتور كلوت بك، فاشتهر بالنبوغ وتوقد القريحة، وبذلك جهده فى الدرس والتحصيل ففاق اقرانه، ولما اتم دراسة الطب اختاره كلوت بك ضمن البعثة التى ارسلت لفرنسا للتبحر فى العلوم الطبية، فالتحق بمدرسة الطب بباريس «وبذل غاية جهده فى تحصيل العلوم الطبية والجراحية وشهد له جميع اساتذتها بالتفوق على من معه مع كونه أصغرهم سنا».

وكان بارا باهله، ذكر عنه على باشا مبارك أن مرتبه حين الحق بالبعثة كان مائة وخمسين قرشا، فترك لوالدته خمسين، وابقى لنفسه المائة، وأتم مع زملائه امتحانات الطب بمدرسة باريس، ولم يبق عليه سوى تأليف الرسالة الطبية التى ينال بها دبلوم الطب، فالف رسالة طبية فى الرمد الصديدى المصري، وحصل على الدبلوم، وعاد إلى مصر سنة 1838، فعين مدرسا للجراحة والتشريح بمدرسة الطب وكبيرا لجراحى المستشفى، ونال رتبة صاغقول اغاسى، ثم بعد قليل اعطى رتبة بكباشي، وفى عهد عباس باشا الاول انتقل من منصبه بقصر العينى، وعين طبيبا فى أحد أقسام القاهرة، وهو قسم قيسون وذلك «لمنافسة حصلت بينه وبين اطباء المستشفى الأوروبيين»، ولما ناله من الشهرة صار مقصد المرضى من جميع الجهات، وقل الوارد على مستشفى قصر العيني، وظلت شهرته فى اتساع، ومكث كذلك نحو خمس سنين، ثم نال رتبة قائمقام وعين كبيرا لأطباء الالايات السعيدية ثم عاد لمنصب كبير جراحى مستشفى قصر العينى وعين وكيلا للمدرسة ومدرس الجراحة بها، ثم أنعم عليه برتبة اميرلاي، وجعله سعيد باشا طبيبه الخاص، مع إبقاء وظائفه واخذه فى معيته، وأنعم عليه برتبة المتمايز واصطحبه فى رحلته بأوروبا.