الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نفرح أولًا ونسعى مجددًا

تحية طيبة من القلب لبريد روزا وبعد…



أنا سيدى الفاضل زوجة لم يمر على زواجها سوى بضعة أشهر، والحمدلله أننى لم أحمل فى رحمى جنينًا من زوج ظالم - لا يراعى الله فى بنات الناس، وأعتذر لقراء «بريد روزا» الكرام على تلك البداية الصعبة والمحبطة، لكننى أرجوك أن تبدأ بها سرد مشكلتي، ليعرف الجميع لوعة الإحساس بالقهر، سواء بسبب شريك العمر الذى تنتظره كل فتاة طيلة سنوات، أو حتى أهله الذين يقحمون أنفسهم فى كل كبيرة وصغيرة.. بداية قصتى تبدأ حيث ولدت وتربيت بريف الدلتا على احترام الناس وتقديرهم، والدى فلاح بسيط محبوب من كل أهل بلدتنا، ولى شقيقان حاصلان على مؤهلات من كليات قمة، أما والدتى فهى سيدة منزل أفنت عمرها من أجلنا،، مؤهلى متوسط وأحاول تثقيف نفسى باستمرار فى دينى وحياتي، وأعشق القراءة، تعرفت على زوجى الذى تربطنى به صلة قرابة من بعيد ويعيش بالقاهرة، أثناء تواجدنا بحفل عرس إحدى قريباتنا، أعجب بى وسأل عنى جيدًا ثم تقدم لخطبتى سريعًا، ونحن سألنا عنه أيضًا بمنطقته، وعرفنا عنه كل خير، شاب مكافح حاصل على مؤهل عالي، يعمل صانع حلوى محترف بإحدى الشركات الشهيرة لنفس المجال، اقتصر حفل خطبتنا على تقديمه لثلاث قطع خفيفة الوزن من الذهب، هى فقط ما استطاع تدبير ثمنها، وأضافت والدتى قطعتين من ذهبها الخاص دعمًا لنا، كان أساسنا فى الاختيار هو الزوج الصالح المشهود له بالأخلاق الحسنة، ويمتلك شقة ووظيفة أو مهنة مناسبة، وهذا ما انطبق عليه بالفعل،، أثناء لقاءاته بى قبل الزواج، تحدث معى عن طموحه فى الاستقلال بنفسه، وفتح محل خاص به لبيع الحلوى، والتوسع شيئًا فشىء،، بعد أن تزوجنا بأيام صارحنى بأنه يشعر بالملل، ويريد تنفيذ تطلعاته للمستقبل، لكن يعيقه فقط ضيق ذات اليد، ثم طلب منى بيع ذهبى والوقوف إلى جانبه ليبدأ مشروعه، كانت صدمتى فى إحساسى بالاستغلال وأنا لازلت عروسة جديدة، لم أوافق أو أعترض ومرت بنا الأيام، حتى فاجأنى بعد شهرين من دخول عش الزوجية أنه اختار المحل الذى سيقيم عليه مشروعه ويريد بيع ذهبي، رفضت بشدة، وظللنا أكثر من ٢٠ يومًا فى خصام غير معلن للجميع، بكيت خلال تلك الفترة كثيرًا، وهو أعلن عن صدمته فى تعنتى الغير متوقع، ولم يكتفى بذلك - بل سلط عليَّ شقيقته الكبرى التى عنفتنى بقسوة لا توصف، ووجهت لى اللوم على تصرفاتي، قائلة بأنها لا تعبر عن البيت الذى خرجت منه وطيبة أهله، حينها شعرت بإهانة كبيرة، وخلعت طاقم ذهبى ودموعى تسبقني، تركته أمامها وعدت لبلدتنا،، عند وصولى لم تعلق والدتى على تصرفى وساندتنى بحنان الأم المعهود - بينما انتقد والدى تركى بيت زوجي، ودعانى للعودة إلى هناك بعد ثلاثة أسابيع لأننى من خرجت منه بمحض إرادتي، وهو على يقين بأن زوجى لن يأتى لمصالحتي، تملكنى إحساس قاتل بالقهر ووافقت فى النهاية، بعد عودتى وجدته افتتح مشروعه بالفعل بثمن ذهبى الذى باعه، إلا القطعتين الخاصتين بوالدتى احتفظ بهما لي،، لم أتمالك أعصابى وعدت مرة أخرى لبيت أهلى وأخبرتهم بما حدث، تمسكت والدتى هذه المرة بطلاقي، بينما طلب منى والدى الانتظار حتى يجلس مع أهله، ويناقشهم فى تصرفات ابنهم غير المقبولة،، وأنا أصبحت لا أطيق مجرد العودة إلى تلك الأسرة وهذا البيت، وأشعر بغصة كبيرة أستاذ أحمد، فبماذا تنصحني!؟   

 

إمضاء م. ي

عزيزتى م. ى تحية طيبة وبعد...  بكل تأكيد هو موقف صعب وبداية غير موفقة، أن يستبد أحد الزوجين برأيه، فيسلك بدفة واحدة من مركب حياته المشتركة مسارًا إجباريًا، رغمًا عن إرادة رفيق دربه - لكن دعينا نتفق بأن قيمة تلك العلاقة الزوجية المقدسة، تستحق بذل كل طرف لقصارى جهده من أجل ضبط الإيقاع، بدلًا من الوصول لنهاية محزنة تبدد أحلام الجميع فى الاستقرار،،، وبالنظر للنصف الملأ من الكوب الذى بين أيدينا، سنرى زوجًا  مجتهدًا فى حياته، لديه طموح كبير ومهنة قيمة، والأهم من كل ذلك انه إنسان على خلق، تلك التفاصيل الرائعة يزينها قناعته بزوجة كريمة، مثقفة ومعطاءة مثلك، اختارها من بين حفل يعج بالفتيات الأخريات، حين تأكد أنكِ الأنسب له على الإطلاق،، وربما هذا هو الأساس الذى بنا عليه «عشمه» أو ثقته، بعدم رفضك طلب بيعه مشغولاتك الذهبية، لأجل تحقيق حلمه فى الاستقلال المهني، معتبرًا حسب تفكيره أن النجاح الذى سيحققه يجعلك تسامحيه سريعًا.. لذا أجد بأنه لا بأس عزيزتى فى أن يذهب والدك سدد الله خطاه، قبل عودتك إلى بيت زوجك، للجلوس معه وتوضيح بعض الأمور وإسداء النصائح كأب لكما، مثل اختياره الطريقة المثلى للتوافق مع شريكة حياته، ثم تعودى بعدها لفتح صفحة جديدة يملؤها التفائل والأمل فى مستقبل مشرق، وهو بكل تأكيد لن ينسى يومًا بأنكِ سامحتيه بدافع الحب الذى بينكما وليس القهر،، واعلمى بأن مثل تلك المواقف النبيلة، يظل أثرها باقى ومحفور فى الذاكرة مدى الحياة،، من جهه أخرى أوجه نصيحتى فى العموم إلى كل زوج، بضرورة اختيار التوقيت المناسب لصنع الفارق، كقائد لتلك الرحلة العامرة بالدفئ، والمشاركة، والحميمية الاجتماعية،، وكن على يقين بأن البداية تكون دائمًا من الاستمتاع بأول طوبة وضعت فى هرم الحب، الذى جمعك بنصفك الآخر، بعد دخول عش الزوجية، دعها تفرح أولًا بمشاهدة هذا البناء الشاهق يكبر يومًا بعد يوم، ثم أسعى مجددًا بحكمة وحنكة، لإضافة مزيد من الطوابق الراسخة على أرضكم الصلبة، بدعاء ومباركة منها، عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها، أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (إنما النساءُ شقائق الرجال) رواه أبو داود،، هذا الحديث يبين فى قيمته وأثره الراقي، أهمية التماثل والتوافق المطلوب بين آدم وحواء فى العموم، ومراعاة حفظ دور كل منهما فى حياة الآخر.  دمتِ سعيدة وموفقة دائمًا م. ي