الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اغتيالات إسرائيل تكشف فشلها فى غزة

وسط إصرار إسرائيلى على المضى قدمًا فى الحرب ضد حماس بهدف محو الحركة، ترتفع معه كل دقيقة حصيلة القتلى الفلسطينيين المحاصرين فى قطاع غزة، أسفرت ضربة جوية بواسطة طائرة مسيرة فى ضاحية بيروت الجنوبية عن مقتل نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس صالح العارورى، ومعه عدد من قادة وكوادر الحركة، فى عملية أشارت أطراف عدة بأصابع الاتهام فيها إلى إسرائيل.



ولم تقتصر ردود الفعل على عملية اغتيال العارورى على الداخل الفلسطينى أو لبنان، بل كان لها صداها فى الخارج أيضًا. واعتبرت حركة الجهاد العملية «محاولة من العدو الإسرائيلى لتوسيع رقعة الاشتباك وجر المنطقة بأسرها إلى الحرب، للهروب من الفشل الميدانى العسكرى فى قطاع غزة، والمأزق السياسى الذى تعيشه حكومة الكيان، إثر فشلها بعد 90 يومًا من الحرب الهمجية وحرب الإبادة فى فرض شروطها على شعبنا، بل إن قوى حماس كانت لها اليد العليا سياسيًا وعسكريًا».

وشددت الحركة على أن «هذه الجريمة لن تمر بلا عقاب»، وأن «المقاومة مستمرة حتى دحر الاحتلال».

وأعلنت الفصائل الفلسطينية الحداد الوطنى العام والإضراب الشامل، مؤكدة أن هذا «الاستهداف الجبان والغادر على الأرض العربية فى عاصمة عربية، هو عدوان على الأمة العربية والإسلامية بأكملها وليس فقط على لبنان وفلسطين، وهذا يتطلب موقفًا حاسمًا وفوريًا من الدول العربية وشعوبها الحرة، ردًا على هذا الإرهاب الصهيونى وجرائمه النكراء».

وساهم العارورى (57 عامًا) فى تأسيس كتائب القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس فى الضفة الغربية، وقضى سنوات طويلة فى السجون الإسرائيلية قبل أن يتم إبعاده عن الأراضى الفلسطينية إلى سوريا ليستقر بها لمدة 3 سنوات. 

وفى فبراير عام 2012 ومع بداية الأزمة السورية، غادر إلى تركيا ثم تنقل بين دول عدة من بينها قطر وماليزيا، حتى استقر به المقام فى الضاحية الجنوبية بلبنان.

ووصفته حماس فى بيان بأنه «قائد أركان المقاومة فى الضفة الغربية وغزة، ومهندس طوفان الأقصى»، فى إشارة إلى هجوم 7 أكتوبر الماضي، وهو ما يتماشى مع اتهام إسرائيل له بالمسئولية عن العديد من العمليات التى استهدفتها.

وأدانت الحكومة الفلسطينية عملية اغتيال العاروري، واصفة إياها بأنها «جريمة»، وحذر رئيس الوزراء الفلسطينى محمد اشتية من «المخاطر والتداعيات التى قد تترتب عليها». 

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر وصفته بالمطلع، أن وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن أرجأ زيارة كانت مقررة لإسرائيل غدا الجمعة، وسط مخاوف من تصعيد على جبهات عدة بعد اغتيال العارورى.

 بينما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مصدر أمريكى لم تسمه، أن هذه العملية هى «الأولى فى سلسلة عمليات ستنفذها إسرائيل».

من ناحية أخرى، قال رئيس الوزراء الفلسطينى محمد اشتية، أمس، إن «قطاع غزة يشهد حالة جوع وتجويع فى مشاهد صادمة لنا وللعالم، أطفال رضع من دون حليب، وبعضهم استشهدت أمهاتهم، وأطفال يبحثون عن لقمة عيش فى طوابير طويلة ولا يصلهم الدور، 89 يومًا من التجويع لغرض القتل، حتى حسابات السعرات الحرارية التى يحتاجها الإنسان لقوت يومه ضربتها إسرائيل بمدفع الإجرام».

وأدان مجلس الوزراء «جرائم الاحتلال المتواصلة فى الضفة الغربية، من اجتياح المخيمات، والبلدات الفلسطينية، وتدمير البنية التحتية فيها، وقتل، واعتقال الشبان، كما أثنى على جهود البلديات والمجالس المحلية واللجان الشعبية على دورهم فى تعزيز صمود أهلنا هناك». من ناحية أخرى، اعتبر مسئول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل، أمس، أن على المجتمع الدولى أن يفرض حلا للصراع بين إسرائيل وحركة حماس، لأن الطرفين المتحاربين غير قادرين على التوصل إلى اتفاق.

وقال فى مناسبة فى لشبونة: «أعتقد أننا تعلمنا خلال هذه السنوات الثلاثين أن الحل يجب أن يفرض من الخارج، لأن الطرفين لن يتمكنا مطلقا من التوصل إلى اتفاق».

وحذر بوريل أيضا من أنه «إذا لم تنته هذه المأساة قريبا، فقد ينتهى الأمر باشتعال الوضع فى الشرق الأوسط بأكمله».