الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بريد روزا

أحلام بين التحقق والتلاشي

تحية طيبة من القلب لبريد روزا وبعد...



أنا سيدى الفاضل فتاة أبلغ من العمر ٢٣ عامًا، من إحدى مدن القاهرة الكبرى، حاصلة على مؤهل عال وأعمل بشركة خاصة، والدى موظف بهيئة حكومية وحالتنا المادية مستورة بفضل الله، تربيت أنا وشقيقى الوحيد على القناعة واحترام الأصول والتقاليد، وكان لوالدتى رحمها الله دور كبير فى توجيهى وتأسيسي، حتى أصبحت على ما أنا عليه من فطرة مقبولة وجذابة - الآن وبعد وفاتها أمر بموقف عصيب، أدعو الله أن يلهمنى فيه حسن التصرف.. مديرى بالعمل عبر بشكل غير مباشر عن إعجابه بي، وهو إنسان محترم لا يتجاوز حدوده، حاصل على بكالوريوس هندسة،، ولا أنكر بأن قلبى مال إليه مثل أى فتاة تسيطر عليها بعض العواطف الحبيسة بداخلها، لكنها لا تظهرها حفاظًا على هيبتها كأنثى، وجدته ذات يوم يسألنى عن رأيى فى موقف يمر به صديقه، يتلخص فى أن الأخير يريد التقدم لفتاة يحبها، وهناك فوارق ليست جوهرية بينهما، ولا يعرف ما إذا كان أهله سيوافقون عليها أم لا، وهذا الصديق لا يريد أن يخسر شقيقه الأكبر وكبير عائلتهم، الآمر الناهى بعد وفاة والدهم، ثم سألني: هل ستكون فتاته قادرة على تحمل طريقة عيشتهم؟، فأجبته بأنها إذا كانت تحبه ستتحمل أى شىء من أجله، وبعد ثلاثة أسابيع من حديثنا، اعترف لى مديرى بحبه لي، وبأنه يريد أن يتقدم لخطبتي، كنت سعيدة بتلك الثقة ووافقت بأدب وخجل - ولم أفكر حينها بقصة صديقه، لكننى تأكدت من شكوكى لاحقًا بأنه هو نفس الشخص، عندما حضر ومعه شقيقه الأكبر وشقيقتيه فقط، لأن الأب والأم متوفيان، والحديث الدائر بين والدى وأسرته كان مبشرًا، قبل أن تخبرنى صديقة مقربة من عائلته، أن شقيقه الأكبر إنسان صعب وضيق الأفق، يؤمن بأن المهندس لابد أن يتزوج من مهندسة مثله، وكذلك الطبيب، وعريسى يحاول أن يقنعه بأن كليتى النظرية التى تخرجت منها ليست عائقًا كبيرًا، ويشفع لى اجتهادى فى عملي، وقناعته بى قبل أى شيء،، وأنا أستاذ أحمد متشككة فى أن تكون بساطة عائلتي، واختلاف المستوى الاجتماعى بيننا وبينهم، ربما هو السبب الحقيقى وراء تأخرهم أسبوعًا إضافيًا، عن مهلة الإسبوعين المتفق عليهما لمعرفة ردنا، ثم تكرار الزيارة والتحدث بالتفاصيل، فى نفس الوقت تشعر أسرتى باقتناعى به، فقرروا التمهل أسبوعًا آخر من أجلي، قبل صرف النظر كليًا، وأنا حصلت على أجازة من عملى لأرفع الحرج عن مديرى المتقدم لي،،، من جهه أخرى لا أطيق التقليل بأسرتى لهذه الدرجة وإطالة أمد الانتظار، ولم أخبرهم أيضًا بما عرفته عن تلك الأسرة من كبرياء لا يناسب تواضعنا وبساطتنا، وأخشى معاناتى معهم إذا حدث لى نصيب وتزوجت ابنهم،، فبماذا تنصحني!؟ 

إمضاء م. ب

 

عزيزتى م. ب تحية طيبة وبعد…

ليس هناك ما يستحق التقليل من شأنك على الإطلاق - بل إن أجازتك التى حصلتى عليها، هى خير دليل على اتباع أسرتك للأصول المتعارف عليها، واحترام مشاعر وكيان ابنتهم،، وأن آخر ما كان يشغلهم هى الأمور المادية،، ومما لا شك فيه أن مديرك هو الذى يمر بضغوط مزدوجة الآن، بسبب اضطرارك للتغيب الإجبارى عن العمل، رفعًا للحرج عنه،، كما أنه فى صراع من نوع آخر مع أسرته لإقناعهم بارتباطكما، وهذا دليل قاطع على أنه رجل مسئول يستحق صبركم عليه، ومنحه وقتًا إضافيًا لتقريب وجهات النظر العائلية عنده،، وتأكدى بأنه سواء حدث لكما نصيب أم لا، فهو يحتاج بكل المقاييس لتلك المجابهة الإقناعية الراقية والمهذبة، لتعديل مسار عقيدة شقيقه الخاصة، أو من ينتهجها من أسرته، بعدم ضرورة تطابق نوع ومسمى المؤهل الدراسى بين المقبلين على الزواج للم شملهما، وبأنه عنصر غير أساسى وغير عادل، يحرم قلبين جمع بينهما الحب والتوافق الوجداني، ولا يجب أن تبدد أحلامهما حتى الفروق الطبقية البسيطة غير المؤثرة، لذا دعيه يسعى لفعل كل شىء ممكن، من أجل تحقيق طرفى معادلته - بالحصول على موافقة أهله من جهه، وأن تكون تلك الموافقة والمباركة، عن طيب خاطر واقتناع من جهه أخرى،، بعد ذلك تنتقل إليكِ مسؤولية إثبات جدارتك كزوجة مخلصة، تعد بمثابة مكسب للجميع،، وأنا على يقين بأن التربية التى أصقلتها وأسستها فيكِ والدتك رحمها الله، ستكون كلمة السر فى نجاح تجربتك إذا قدر الله لها أن تتم - وإذا لم يقدر لها ذلك، أنصحكِ بالصبر والمضى قدمًا فى حياتك باستمتاع وإيمان، وثقى بأنه سبحانه الحكيم - يمنع ليمنح، أى يمنع عنا شرًا كبيرًا ليمنحنا بعده خيرًا وفيرًا - شريطة الرضا بقدره والتوكل عليه حق توكله،،، وأخيرًا لكل رجل مقبل على الزواج أقول له: احذر فرض أحلام وردية على هيئة مشاعر، تصيب بها قلب من تحب، ولا تفصح عنها أبدًا أو تلمح بها، قبل ضمان طريقة تحققها على أرض الواقع، لأن قلب حواء مرهف، وعواطفها تظل أمانة فى رقبة آدم،، تلك العواطف التى تتشكل بها الأمومة، وتتفرع منها استحقاقات إنسانية بالغة الأهمية، مثل الرجولة والعفاف والعطاء والجلد، فلا تضعف بنيان تلك المدرسة التى يستظل بظلها أجيال وأجيال. 

دمتِ سعيدة وموفقة دائمًا م. ب