السبت 21 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ازاى تساعدى ابنك فى التغلب على قلق الامتحانات؟

يحتل موضوع قلق الامتحان جانبًا مهمًا فى الدراسات والبحوث النفسية والتربوية الحديثة بشكل عام، حيث عرف دكتور أحمد متولى سعد الأستاذ بكلية التربية جامعة الأزهر قلق الامتحان بأنه حالة نفسية أو ظاهرة انفعالية تُصيب الطالب قبل الامتحان وخلاله، وتنشأ من تخوفه من الفشل أو الرسوب فى الامتحان، أو التخوف من عدم حصوله على نتائج تنال الرضا من الآخرين وتوقعاتهم منه، وقد تُؤثر هذه الحالة على العمليات العقلية للطالب كالانتباه والتركيز والتفكير والتذكر، كما تُؤثر على سلوكه وتوازنه الانفعالي؛ لذا يقع على عاتق الأسرة والطالب نفسه مسئولية مهمة فى دفع حدة هذا القلق وتوفير الجو الدراسى الآمن الذى يزرع لديه الثقة بالنفس ويساعده على تخطى هذه المرحلة.



وقدم دكتور سعد بعض النصائح بالنسبة للطالب، حيث يستطيع الطالب مواجهة قلق الامتحان وخفض مُعدلاته من خلال عدد من الطرق دمجها عُلماء علم النفس التربوى فى خمس استراتيجيات أساسية وهى كالتالي:

- استراتيجية التفكير الإيجابي: وتشير إلى توليد الأفكار الإيجابية نحو موقف الامتحان، مثل تَخيله أنه حصل على درجة عالية فى الامتحان.

- استراتيجية الاسترخاء: وتتضمن تقليل التوتر الجسدى الذى يعانى منه الطالب المتوتر بأن يأخذ نفسًا عميقًا، كما تتضمن النشاطات الترفيهية للطالب كالاستماع أو مشاهدة شيء يُحبه.

- استراتيجية الاستعداد: حيث يساعد الاستعداد على تقليل الارتباك الذى يشعر به الطالب حيال الامتحان، ومن ثم يساعده على الشعور بمزيد من الثقة.

- استراتيجية التمهُل: وتعنى قيام الطالب بأى شيء للتخفيف مما ينتابه من قلق الامتحان.

- استراتيجية التركيز: وتتضمن محاولة الطالب التعامل مع الامتحان بكل ما يستطيع من كفاءة وجهد.  

كما أضاف سعد مجموعة من النصائح العملية والتوجيهية، والتى يمكن للطالب أن يوظفها لخفض مُعدلات قلق الامتحان وتتمثل فيما يلي:

- تحقيق التوازن بين المذاكرة والعبادة؛ فلا خير فيمن يجتهد فى طلب العلم ويفرِّط فى العبادة، ولذا لا بد أن يحافظ الطالب على أداء الفرائض، والاستزادة من السُنن والنوافل، والاجتهاد فى قراءة القرآن قبل الشروع فى المذاكرة.

- تحديد الهدف من الدراسة والمذاكرة والامتحان؛ لأن الطريق الخالى من الأهداف لا يؤدى إلى أى مكان، ولذا لابد أن يكون الطالب قادرًا على تحديد أهدافه، والسعى إلى تحقيقها بالوسائل التربوية المناسبة واضعًا أمام نُصب عينية الآية الكريمة {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}.

- التخطيط الجيد للتمكن من إدارة الوقت بنجاح، ويقصد بها قدرة الطالب على التخطيط لوقته على المدى القصير والمتوسط والطويل، وذلك من خلال عمل قائمة أو جدول للمهام اليومية والأسبوعية والفصلية، مع تنظيم وتخصيص وقت للدراسة ووقت للمذاكرة، وتنظيم الوقت وتوزيعه بنسب مقبولة على الأيام وعلى المواد الدراسية المختلفة، بما يساعده على استيعابها قبل حلول وقت الامتحان، مع تخصيص وقت مناسب للراحة ولممارسة بعض الأنشطة والهوايات؛ فمن لا يُجيد فن الراحة لا يُجيد فن العمل.

- تحديد المكان المناسب للمذاكرة، بحيث يكون خال من الضوضاء والمشتتات، وأن يكون جيد التهوية وجيد الإضاءة، وتتوفر فيه جميع الأدوات المطلوبة للاستذكار.

- الاسترجاع الدائم للمعلومات والبيانات، ويساعد الطالب فى ذلك عدد من الخطوات ومنها: تلخيص وتدوين النقاط المهمة فى كراسة ملاحظات، ومراجعتها بشكل دوري، أو استخدام الألوان الفسفورية للتأشير على النقاط المهمة، مع مراجعة الموضوعات القديمة مع الموضوعات الجديدة، كذلك التدريب على الامتحانات السابقة كلما اقترب وقت الامتحان.

- التجديد الدائم فى طريقة المذاكرة من الكتابة إلى الشرح الذاتى وبصوت مرتفع نسبيًا مع المشى فى الغرفة، أو استخدام ورق أو سبورة للاستذكار عليها.

- الاستعداد للامتحان، ويساعد الطالب فى ذلك عدد من الخطوات ومنها: عدم السهر الطويل، والابتعاد عن شرب المنبهات، وعدم تناول الأدوية المنشطة، وأخذ قسط وافر من النوم ليريح الجسم والعقل.

- المحافظة على الهدوء النفسى التام أثناء تأدية الامتحان، وذلك بالجلوس فى المكان المخصص للامتحان بهدوء، وقراءة بعض آيات القرآن الكريم قبل الشروع فى حل الأسئلة، وقراءة ورقة الامتحان بكل هدوء وتركيز. 

كما يمكن للأسرة أن تُساعد أبناءها على خفض مُعدلات قلق الامتحان من خلال مجموعة من الإجراءات العملية والتوجيهية ومن أهمها ما يلي:

- الحرص على تنمية الحوار مع الأبناء من أجل التعرف على مشاكلهم، والتعرف على ميولهم واتجاهاتهم وأحلامهم، وبالتالى تحديد طبيعة الدعم البنّاء الذى يمكن أن يُقدَم للأبناء.

- تعزيز الثقة بالنفس لدى الأبناء بالتركيز على ما لديهم من إيجابيات ومواطن قوة؛ مما يساعدهم على استغلال طاقاتهم الذاتية بصورة أفضل.

- إقامة حدود واضحة داخل المنزل، كتنظيم أوقات الاستذكار والفراغ، وخلق بيئة مُحفِزة ومُساعِدة داخل المنزل، وتجنب ما قد يلفت انتباه الأبناء أو يُشتت تركيزهم.