السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فقاقيع الهواء

فقاقيع الهواء

نتذكر جميعًا الفيلم العربى القديم «نهارك سعيد» بطولة منير مراد وسراج منير والذى كان يحاول فى أحد مشاهده أن يختار اسمًا لنوع جديد من الصابون، جاءت الاقتراحات كثيرة ومضحكة، انتهت إلى «فقاقيع الهواء» و«نهارك سعيد» ثم انتهى الأمر إلى اختيار «نهارك سعيد» ليكون مناسبًا ليوم جديد وللصابون على حد سواء.



وبالنظر إلى طبيعة «الفقاعة» نجد أنها تبدأ صغيرة ثم تتضخم بشدة حتى تصل إلى حجم كبير يصاحب عملية التضخم تلك الكثير من الانبهار والحماس لما تصل إليه من حجم إلا أن نهاية أى فقاعة هو الانفجار حيث تتلاشى تمامًا ويتبقى القليل من «البلل» الذى يصيب النافخ فيها والناظر اليها أيضا وهذه الظاهرة الفيزيقية وهذا المبدأ والمصير المحتوم يتم استخدامه كثيرًا لتوصيف أى ظاهرة أو مبدأ أو نظرية اواتجاه يتضخم فجأة حيث يترقب المتخصصون والحكماء ميعاد انفجار الفقاعة وما سيتبقى من آثارها بعد الانفجار، نرى ذلك كثيرًا فى الكثير من الأمور الاقتصادية والأدبية والفنية وعلى مستوى الأشخاص أيضا.

فى هذه السلسة من المقالات سأحاول أن انظر إلى بعض الأمور المتعلقة بالتكنولوجيا والتحول الرقمى من هذا المنظور وخاصة أن التطور والنمو بهذه المعدلات السريعة يرشحان تلك الأمور لكى تأخذ لقب «فقاعة» ولكى تسير فى نفس المسار مع اختلاف المصائر نوعًا ما.

يتذكر خبراء الاقتصاد وتكنولوجيا المعلومات تعبير «فقاعة الدوت كوم» وهوالتعبير الذى انتشر فى بداية الألفية الثالثة وذلك بعد خمس سنوات تقريبًا من انتشار شركات الانترنت (الدوت كوم)(.com)  وهى التى ارتفع تقييمها السوقى وسعر الأسهم بها إلى اكثر من خمسة أضعاف قيمتها ففى فترة صغيرة نتيجة الدعايا والتسويق وشعور المستثمرين بوجود فرصة كبيرة فى الاستثمار من خلال تلك الشركات الجديدة التى تقتحم عالم الاقتصاد من خلال طرق غير تقليدية فى ذلك الوقت.

بالطبع حدث أخطاء متعددة من القائمين على تلك الشركات - أن افترضنا حسن النية - منها الإغراق فى التسويق والدعاية لتلك الشركات من أجل استمرار رفع قيمتها السوقية وجذب المزيد من المستثمرين والمضاربين بغض النظر عن حسابات المكسب والخسارة التقليدية وهوما جعل البعض ينفق ما يقرب من 90% من الأموال فى الدعاية دون النظر إلى أى اعتبارات أخرى، بالطبع فإن أى فقاعة تتضخم بهذه الصورة السريعة والمضطردة لابد لها من نهاية -انفجار- حيث يفقد الكثير من المستثمرين أموالهم وتتراكم الديون على عدد كبير من تلك الشركات ولا ينجو بعد هدوء تداعيات تلك الفقاعة إلا أقل القليل من الشركات التى انتهجت نهجًا موضوعيًا منطقيًا وحالفها الحظ على البقاء وسط وأثناء تمدد الفقاعة المنفجرة.

غدًا نكمل