الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
النسيج الوطنى الواحد 

النسيج الوطنى الواحد 

المحبة بين أبناء الوطن فى مصر كانت ولا تزال على مدار عقود طويلة ضاربة فى جذور التاريخ، النسيج الواحد بين المسلمين والأقباط هذه القماشة مهما اشتدت عليها صنوف التشدد تظل متماسكة وقوية لا ينال منها ومن بريقها أحد بإذن الله. 



وبهذه المناسبة تخرج علينا دعوات الكراهية والتطرف من وقت إلى آخر بأن تقديم التهنئة للإخوة الأقباط غير جائز، ومعظم من يردد هذا الكلام لا يفقه شيئًا فى الدين ولم يقرأ شيئًا عن رحمة الإسلام التى جاء بها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لكل العالمين. 

هذا الرحمة تتجلى عند وقوف النبى وهو جالس بين أصحابه عندما مرت جنازة قالوا: «يا رسول الله إنها جنازة يهودى فقال: أليست نفسًا»، هنا تتجلى رحمة هذا الدين فى فعل النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهذا يكفى لكل من يردد دون أن يقرأ أو يفهم معنى الحديث الشريف فى باب الجنائز. 

داخل أحد  أشهر أديرة العالم وهو دير سانت كاترين، الذى اعتبره علماء الغرب ظاهرة غريبة أبهرت الجميع، ونظر إليها مؤرخو الغرب بشيء من الاستغراب والروعة التى سجلوها فى كتاباتهم لوجود جامع داخل دير مسيحى وهو الجامع الفاطمي، الذى قمت بأداء صلاة الظهر فيه بنفس هذا التوقيت العام الماضي، وبعدها قمت بجولة داخل المكتبة القديمة الخاصة بالدير، وقفت طويلًا  أمام العهدة النبوية التى كتبها النبى لأهل الذمة  وأرسلت إلى جميع الأمصار وقت الفتوحات الإسلامية، ومن بعض ما جاء فى نص هذا العهد المنسوب للنبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ: بسم الله الرحمن الرحيم.. هذا كتاب كتبه محمد بن عبد الله إلى كافة الناس أجمعين بشيرًا ونذيرًا ومؤتمنًا على وديعة الله فى خلقه لئلّا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزًا حكيمًا، كتب لأهل ملته ولجميع من ينتحل دين النصرانية من مشارق الأرض ومغاربها قريبها وبعيدها، فصيحها وعجميّها، معروفها ومجهولها.. كتابًا جعله لهم عهدًا، فمن نكث العهد الذى فيه وخالفه إلى غيره وتعدى ما أمره كان لعهد الله ناكثًا ولميثاقه ناقضًا وبدينه مستهزئًا وللّعنة مستوجبًا سلطانًا كان أو غيره من المسلمين المؤمنين، لا يغير أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا حبيس من صومعته ولا سايح من سياحته ولا يهدم بيت من بيوت كنائسهم وبيعهم، ولا يدخل شيء من بناء كنايسهم فى بناء مسجد، ولا فى منازل المسلمين. فمن فعل شيئًا من ذلك فقد نكث عهد الله وخالف رسوله ولا يحمل على الرهبان والأساقفة ولا من يتعبد جزية ولا غرامة وأنا أحفظ ذمتهم أينما كانوا من بر أو بحر فى المشرق والمغرب والشمال والجنوب وهم فى ذمتى وميثاقى وأمانى من كل مكروه.. وفى آخر المخطوطة مكتوب: «وكتب على بن أبى طالب هذا العهد بخطه فى مسجد النبى- صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-  وشهد بهذا العهد صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومنهم: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلى بن أبى طالب، وعبد الله بن مسعود، والعباس بن عبد المطلب، والزبير بن العوام»..هذه هى رحمة الإسلام التى جاء بها الرسول الكريم لكل البشر فى كل مكان وزمان.. كل عام والإخوة الأقباط بخير، ومصرنا العزيزة فى رخاء واستقرار.

 تحيا مصر.