فقاقيع الهواء.. ريادة الأعمال

ريادة الأعمال أو الـ entrepreneurship وإن كانت مبدأ قديما من مبادئ عالم الاقتصاد والأعمال بدأ ظهورها ربما فى نهاية الربع الأول من القرن الثامن عشر إلا أنها عادت وبقوة مع الالفية الثالثة خاصة مع انتشار التطبيقات الالكترونية وشبكات المعلومات وعلى راسها شبكة الانترنت.

يتم أحيانا وصف المؤسسات أو الشركات الصغيرة بأنها تنتمى إلى ريادة الأعمال ويكثر الحديث عن رواد الأعمال، أولئك الذين يمتلكون فكرة ويبحثون عن تمويل وتدريب وسوق كناسب للنمو، الصورة الذهنية لرواد الأعمال تبدأ من وجود فرد واحد يحاول أن يدخل إلى عالم الأعمال ويقوم بجميع العمليات والوظائف المطلوبة فى هذه الشركة الصغيرة ولا مانع بالطبع من الاستعانة بعدد من الشركاء أو عدد من الشركات الصغيرة الأخرى للقيام بجزء من الوظائف المطلوبة.

ينظر البعض إلى عدد من النماذج على أنها نماذج ناجحة لريادة الأعمال ومنها بعض من شركات الشحن الشهيرة أو شركات حجز الفنادق، مرورا بعدد من كبرى شركات التكنولوجيا العاملة فى مجال نظم التشغيل أو شركات تقوم حاليا بانتاج هواتف ذكية أو شركات تقوم بتقديم تطبيقات ومنصات  للتواصل الاجتماعى وصولا إلى شركات توصيل الافراد بديلا عن التاكسى التقليدى، وهذه النماذج هى ما يتم ترويجه دوما وكلما تطرق الحديث إلى مبدأ ريادة الأعمال ليتم إظهار كم هذا الامر مربحا وقابلا للنمو وهو ما يخطف أبصار وألباب وعقول الشباب حول العالم.

على الجانب الآخر تشيير الاحصائيات إلى أن حوالى ربع -25%- من تلك الشركات تفشل فى العام الأول لاطلاقها، وأن حوالى 50% منها تفشل خلال اول خمس سنوات وان حوالى 70% منها تفشل خلال اول عشر سنوات ولا تستطيع اى من تلك الشركات الصمود أكثر من خمسة عشر عاما الا بنسبة لا تتعدى الـ 25% من اجمالى الشركات.

اما عن أسباب فشل ريادة الأعمال - أو رواد الأعمال - فهى كثيرة ومتعددة منها عدم اكتمال ونضج الفكرة الرئيسية وعدم اخذ جميع الاعتبارات فى الحسبان، كما أن البعض الآخر يفشل نتيجة لاسباب مالية منها التمويل أو القدرة على مراقبة الإيرادات والمصروفات بدقة أو لعدم خبرة القائمين على الأمر وعدم تمكنهم من التمتع بالمرونة المطلوبة للتكيف مع المتغيرات الكثيرة التى تجتاح الأسواق.

ما تزال تلك الفقاعة تكبر وتكبر وفى انتظار الانفجار الذى نتمنى أن يصل بهذا المفهوم إلى درجة نضج تحقق للقائمين عليه قدرا مناسبا من الصلاحية للبقاء وتحقيق أرباح تساعدهم على الاستمرار وإلا سيتحول مبدأ ريادة الأعمال إلى أحد مسوغات التقدم للزواج حين يسأل أبو العروسة المتقدم «بتشتغل ايه يا ابنى؟» فيرد بكل ثقة «رائد أعمال يا اونكل».

غدا نكمل