السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فقاقيع الهواء.. الذكاء الاصطناعى

فقاقيع الهواء.. الذكاء الاصطناعى

منذ نهاية شهر نوفمبر عام 2022 وإطلاق تطبيق المحادثة الشهير ChatGPT والحديث عن الذكاء الاصطناعى لا ينتهى، هذا الحديث الممتد الذى يؤكد على احتلال الذكاء الاصطناعى لكافة مناحى الحياة بمجالاتها المختلفة، يدخل فى الصناعة والزراعة والتجارة وتحليل الأسواق والتعليم والصحة والثقافة والفنون والآداب وغيرهم.



يكثر الحديث أيضا عن وظائف المستقبل وكيف أن الذكاء الاصطناعى سيحل محل البشر فى العديد من الوظائف التى يقومون بها حاليا ويتم وضع أمثلة عديدة على هذا الاحلال بداية من السكرتارية والأعمال المكتبية مرورا بالأطباء والجراحين والمهندسين والمحاسبين والمحامين وسائقى الحافلات وموظفى الدعم الفنى والبنوك وصولا إلى المبرمجين وغيرهم الكثير.

ثم تعاظم الحديث عن أخلاقيات الذكاء الاصطناعى والمقصود هنا أخلاقيات التطوير والاستخدام والى انحيازات الذكاء الاصطناعى أيضا كما انتشرت المخاوف عن انتهاك أنظمة الذكاء الاصطناعى للملكية الفكرية والى استخدام تلك التقنيات فى انتاج الاخبار الزائفة والمغلوطة وفى نشر الشائعات أيضا.

وصل الأمر بتلك المخاوف الى الخوف على العقل البشرى لإنسان المستقبل الذى يعتمد بالكلبة على تلك الأنظمة فى مقابل تعطيل عقله الذى أنعم الله به عليه فلا تخزين ولا استرجاع ولا مقارنة ولا تحليل ولا اتخاذ قرار بدون تلك الأنظمة وصولا الى الحديث عن الذكاء الاصطناعى الذى يتعلم ويعتمد على نفسه تماما فلا حاجة لإنسان يوجهه أو يروضه وهو ما يصل بالبعض الى الاعتقاد أو اليقين بأن المستقبل قد يحمل كابوسا تكون فيه تلك الأنظمة هى المهيمنة والمسيطرة على كل مناحى الحياة ثم تبدأ فى السيطرة على الإنسان وإخضاعه لأوامرها أى أنها تحوله إلى عبد مسلوب الإرادة أو العزيمة وليس عليه الا الانصياع لرغبات تلك الأنظمة.

تنتشر أيضا حملات الترويج لتعلم تلك التقنيات بداية من المدارس وصولا الى الجامعات المتخصصة كما تم إفراد الكثير من الرسائل العلمية-ماجيستير ودكتوراه- تتحدث عن كيفية الاستخدام والتوظيف كما كثر أيضا خلال الفترة السابقة عقد العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل واللقاءات الإعلامية وكذا أيضا العديد من الأبحاث والدراسات التى تتحدث عن هذا الأمر وتتوقع شكله فى المستقبل.

على الجانب الآخر نجد فئة من البشر ترفض الذكاء الاصطناعى تماما بل تحاربه مستخدمة أسوأ التقديرات والتوقعات للمستقبل المظلم وبين هؤلاء وهؤلاء نجد من ينظر إلى الذكاء الاصطناعى كأداة معاونة للإنسان- أو هكذا يجب أن تكون- يستطيع الإنسان استخدامها لمعاونته من أجل حياة افضل.

وبين كل تلك الآراء وبين كل تلك الاكتشافات ينظر الجميع الى تلك الفقاعة المتنامية فى الكبر منتظرين الانفجار العظيم لكى تتم إعادة ترتيب المشهد ترتيبا منطقيا وموضوعيا وهى لحظة أراها باتت قريبة.

غدا نكمل