السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فقاقيع الهواء.. التواصل الاجتماعى

فقاقيع الهواء.. التواصل الاجتماعى

بحلول عام 2024 يكون قد مر عشرين عاما بالتمام والكمال على إنشاء أحد أكبر منصات التواصل الاجتماعى والذى لا يمكن التاريخ له بتلك البداية فالأمر أقدم من ذلك بكثير ربما يعود التواصل الاجتماعى الرقمى الى عصر البريد الالكترونى ومجموعات الاخبار Newsgroups وما بعدها من محاولات لإنشاء منصات وبرامج للدردشة ولكن وفى كل الأحوال لا يمكن اعتبار ماسبق الا مجرد محاولات أولية سابقة لتلك المحاولة الأكثر نجاحا والتى استتبعها عدد اخر من التطبيقات التى تندرج أيضا تحت مسمى التواصل الاجتماعى خاصة مع انتشار الحواسب الذكية وزيادة سرعات شبكات الاتصالا وعلى رأسها شبكة الانترنت والتى سمحت بانتقال التواصل الاجتماعى من الصورة المكتوبة الى المسموعة والمرئية أيضا.



ومنذ ذلك الحين اجتاحت حمى شبكات التواصل الاجتماعى العالم كله وانضم اليها مليارات من المستخدمين حيث تشير بعض الاحصائيات إلى أن إجمالى مستخدمى تلك المنصات وصل إلى 4.95 مليار مستخدم من اصل 5.3 مليار مستخدم لشبكة الانترنت وان مستخدم تلك الشبكات يشترك فى حوالى من 6 إلى 7 تطبيقات فى المتوسط ويستخدمها بصورة يومية  بمتوسط عدد ساعات يصل الى حوالى 2.5 ساعة يوميا يقوم من خلالها بالتواصل مع الأهل والأصدقاء وزملاء العمل ويتعرف على أهم الاخبار واتفه الأخبار أيضا كما ان البعض يستخدمها فى التعليم أو فى أداء بعض الاعمال الاقتصادية ومنها التسويق الالكترونى والتجارة الالكترونية أيضا.

التسلية هى ما تصرح الغالبية من المستخدمين على أنها السبب الرئيسى للدخول على تلك المنصات ولذلك تجد الكثير من المواد الفنية والموسيقية والكثير من المواد التى يقوم بإنتاجها المستخدمون أنفسهم طمعا فى الشهرة وزيادة علامات الإعجاب والتعليقات أو لتحقيق مكسب مادى يلهث خلفه الكثيرون من هؤلاء الذين يطلق عليهم لفظ «المؤثرين» بناء على عدد المتابعين والأرباح التى يحصلون عليها مما افرز نوعا جديدا من النجوم بعيدا عن القنوات التقليدية.

أسهمت منصات التواصل الاجتماعى أيضا فى خفض نسب المشاهدة لوسائل الاعلام التقليدية، وكذا أيضا ارتياد دور السينما والمسرح وقاعات الحفلات الموسيقية والمعارض الفنية وخلافه.

كما احدث تغلغل منصات التواصل الاجتماعى العديد من الاثار السلبية منها الانعزالية والتفكك الاسرى والرهاب الاجتماعى وخفض الروح المعنوية وزيادة الأمراض النفسية والعصبية وصولا الى إدمان الاستخدام والذى يتم إنشاء العديد من المنصات لعلاجه والى ادراج هذا الإدمان ضمن اضطرابات الإدمان من خلال الجمعية الأمريكية للطب النفسى عام 2013 نظرا لما يسببه من اضطراب وقلق وصعوبات فى الهضم والنوم والتركيز وانخفاض الثقة بالنفس.

لانزال بعد عقدين من انطلاق أكبر تلك المنصات ننظر الى تلك الفقاعة التى تزداد كبرا وتابى الانفجار بالكثير من الاستهجان والنقد والكثير من الاستخدام أيضا، فمتى تنفجر وتستقر الأمور؟ هذا أمر فى علم الله ولكنه متوقع.