السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإنسان والشمبانزى

الإنسان والشمبانزى

يتطابق الإنسان والشمبانزى فى 98.8% من خصائص الحمض النووى DNA وهى أعلى نسبة موجودة بين الإنسان وأى كائن حى آخر مما دفع بعض العلماء إلى القول بأن الأصل كان وجود الشمبانزى حيث افترقا منذ 7 ملايين عام وهنا ومع الزمن ونتيجة لما أطلق عليه «الانتخاب الطبيعى» ربما يكون هو السبب فى تطور الجينات لنصل إلى الإنسان بالطبع يتبنى تلك النظرية العالم تشارلز داروين وسردها تفصيلا فى كتابه «أصل الأنواع» وهى النظرية التى أحدثت دويًا كبيرا فى الأوساط الدينية والعلمية أيضا ولا أدرى لما لم ينظر إلى الأمر بالصورة العكسية أى أن الأصل يكون للإنسان ثم افترق مجموعة منهم وتحولوا إلى قرود ولكن وفى جميع الأحوال وبعيدا عن الجدل الدائر حول تلك النقطة والتى تصل إلى حد الإلحاد أو الاتهام به فإن الفارق الضئيل بين الإنسان والشمبانزى فى تركيبة الحمض النووى تدعوا للدهشة وتثير العديد من التساؤلات.



والحقيقة أنه وبالرغم من نسبة التطابق المرتفعة إلا أن العديد من الاختلافات بين الإنسان والشمبانزى يمكن ملاحظتها بكل سهولة منها الطول حيث يتميز الإنسان بمتوسط طول يبلغ حوالى 35 سم أكثر من الشمبانزى كما أن قامته أكثر استقامة ويسير على قدميه فقط بخلاف الشمبانزى الذى يسير على أربع، كما أن الانسان يتمتع بحجم جمجمة أكبر من الشمبانزى وكذا أيضا على مستوى اليدين والقدمين «الأطراف».

أما على مستوى الاختلافات السلوكية فالذكاء والقدرة على استخدام الأدوات وحل المشكلات المعقدة وكذا أيضا تطوير اللغة والثقافة والقدرة على تناقلها عبر الأجيال.

نعود إلى نسبة الـ 98.8% والتى اعتقد أنك عزيزى القارئ قد شعرت بالدهشة عند الإشارة إليها فى أول التقرير وشعرت باستغراب أكثر عندما عرفت الفروق الظاهرية والسلوكية بين الإنسان والشمبانزى وأنت محق فى هذا، فالنسبة السابقة قديمة حيث أشارت النتائج الحديثة إلى أن نسبة التطابق فى حدود 95% فقط ولا خوف من حدوث أى خطأ فى تحليل الحمض النووى للإنسان وللشمبانزى فى أى من تحاليل الحمض النووى التى تستخدم حاليا وبكثرة ولأغراض متعددة وذلك ببساطة لأن نسبة الخطأ تتراوح بين 0.005% إلى 0.2% على أقصى تقدير.

نعود مرة أخرى إلى التطابق بين الانسان والشمبانزى والذى اعتبره البعض دليل وإشارة إلى أن الانسان اصله قرد فيما يجب أن نراه على انه أحد المعجزات الإلهية، كيف أن اثنين من مخلوقات الله يتطابقان إلى هذه الدرجة على المستوى البيولوجى ويختلفان اختلافا كبيرا على مستوى الشكل والسلوك، فالانسان هو أرقى مخلوقات الله وهوالمكلف من الله والشمبانزى مجرد حيوان يعيش فى الغابات أو حدائق الحيوان للتسلية وربما يكون ها التطابق الكبير هو أحد هدايا الله لنا لكى يتمكن الانسان من إجراء التجارب العلمية والمعملية لما فيه رخاء البشر بكل أريحية واطمئنان.