الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
روزاليوسف تتنازل عن رئاسة التحرير للتابعى!

روزاليوسف تتنازل عن رئاسة التحرير للتابعى!

خاض حزب الوفد ومجلة روزاليوسف معارك عديدة ضد حكومة محمد محمود باشا وخاصة فى تلك الفترة التى كانت الحكومة تتفاوض مع بريطانيا، لحل المسألة المصرية.



وضرورة عقد معاهدة بين مصر وبريطانيا تنظم العلاقات بين البلدين على أساس جديد!

المدهش والمثير فى الأمر أن الملك فؤاد - كما يقول الزعيم مصطفى النحاس فى مذكراته: إن القصر الملكى يضع العراقيل فى طريق الوزارة حتى لا تنجح فى المفاوضات!

وتحكى السيدة روزاليوسف فى ذكرياتها هذه الواقعة المهمة:

من الحوادث التى لا أنساها والتى تدل دلالة بعيدة على طبيعة النحاس البسيطة ما حدث يوم عودة «مكرم عبيد» من لندن وكان محمد محمود رئيس الوزراء قد سافر إلى «لندن» ليتفاوض فأرسل الوفد مكرم إلى لندن لكى يهاجم المفاوضات ويندد بها، وقد نجح فى إفساد هذه المفاوضات، ولما عاد «مكرم» قرر الوفد أن يستقبله استقبالًا شعبيًا واسع النطاق!

وذهب النحاس إلى المحطة على رأس رجال الوفد، وكان الاستقبال فعلًا شعبيًا منقطع النظير أعاد إلى الأذهان يوم عودة «سعد زغلول» من منفاه!

وركب النحاس ومكرم سيارة مكشوفة وركبت مع الدكتور محمد صلاح الدين - آخر وزير خارجية فى حكومة الوفد- والأستاذ «حسن النحاس» والأستاذ «زهير صبرى» عربة حنطور خلف سيارة النحاس، وقطع الموكب المسافة من محطة مصر إلى ميدان الأوبرا فى ثلاث ساعات تقريبًا.

ولما وصل الموكب إلى ميدان الأوبرا قذف بعض الأفراد متجرًا إنجليزيًا فى هذه المنطقة بالحجارة، ورأى «النحاس» الاعتداء ولمح بين الجماهير المحتشدة الشاب الذى قذف الحجارة، وإذا به يأمر وتقف السيارة وينزل من سيارته ليشق الطريق بين الجماهير شاهرًا عصاه فى يده حتى يصل إلى الشاب المعتدى وينهال عليه ضربًا وقد تجمد الناس فى أماكنهم ثم عاد إلى سيارته واستأنف الموكب سيره وحماسته.

وظل النحاس بعد ذلك ساعات طويلة فى بيت الأمة يروى هذا الحادث ويندد بهذه الاعتداءات التى تشوه الحركة الشعبية.

وأخيرًا سقطت وزارة محمد محمود باشا فى شهر نوفمبر وقامت وزارة محايدة يرأسها المغفور له «عدلى يكن باشا».

وكان أول ما عملته أن استخرجت رخصة مجلة «روزاليوسف» من جديد فعادت المجلة إلى الظهور بتاريخ 19 نوفمبر 1929 وطلع العدد رقم 147 يحمل فى صفحته الأولى مقالًا افتتاحيًا جاء فى مقدمته ما يأتى:

بعد تسعة شهور طويلة تنفض هذه الجريدة عن جسدها تراب قبر كان مقدرًا أن يكون مثواها إلى الآن، ولقد تفخر جريدة روزاليوسف وهى تستقبل اليوم عامها الخامس إنها ولدت طوال عامها الرابع فى قبر ضمت جوانحه رفات الدستور ورفات البرلمان ورفات الصحافة.

ومنذ عودة روزاليوسف إلى الظهور تولى الأستاذ التابعى رئاسة التحرير وصدر اسمه على هذه الصحيفة فى الصفحة الأولى من المجلة، وقد تنازلت عن هذه الرئاسة لأسباب كثيرة أهمها أننى بعد سقوط الوزارة شعرت بأن واجبى كرئيسة للتحرير قد انتهى، وهى رئاسة كلفتنى ثمنًا غاليًا من التعب ولم يكن فى وسعى أن أفعل هذا أثناء قيام الوزارة حتى لا أتهم بالجبن والتراجع، بل لو افترض وكنت فى نجاة من هذه التهم لما تخليت عن رئاسة التحرير، بعد أن قام التحدى بينى وبين  الوزارة على قدم وساق، وحلا لى أن أزيد فى عنادى معارضة لسياسة الوزارة عن عقيدة وصرت أحس بلذة كلما أصابنى مكروه جراء هذا العناد.

أما وقد وسقطت الوزارة وهى الخصم العنيد فقد رأيت أن استريح بدورى وكانت مرحلة قصيرة من الراحة!

وللذكريات بقية!