الكاتبة داليا أصلان: السرد حياة كاملة أمارسها بين جماعة متفاعلة وأتعلم منهم كل يوم أمورًا جديدة

الكاتبة والمحررة داليا أصلان المدربة فى ورشة معاً نروى، لكتابة الرواية والقصة القصيرة تحدثت عن مدى ضرورة وأهمية الورش الأدبية وسلبياتها وايجابياتها فى حوار مختصر.

■ هل ترين كمدربة فى إحدى الورش أن الورش الأدبية تقدم أدبا معلبا أم كتابة إبداعية حقيقية؟

لا أرى ولا أظن أن هناك أدبا معلبا، الأدب أدب، فن، إبداع، استجابة كل متدرب للنصوص والشرح تخصه وحده، حلول التمرين الواحد متنوعة ومفاجئة لي، مصبوغة بلون كل فرد من المجموعة، مستوى استقبال وإرسال المجموعات يأتى متفاوتا جدا، مهما وحدت رأس السؤال.

■ هل الورش الأدبية ضرورة ملحة لأى كاتب مبتدئ أم هى موضة أدبية؟

الضرورة يحددها الكاتب نفسه، أو المتدرب، لا يمكننى القطع أو تعميم ضرورة أى إجراء قبل الشروع فى الكتابة كعمل إبداعى شديد الخصوصية. لكننى بالعادة أُرحب بإرشاد فئتين من الكُتّاب، سواء عبر الورشة أو المراسلات العامة. الأول: الكاتب الذى لا يعلم موقفه من الكتابة، أو مما يكتب، هل ما يكتبه يُعد أدبا يصلح للنشر والتداول ككتاب للقراءة؟ تصنيف ما يكتب، نقاط قوته وضعفه، طول وقصر النص، هل يمكنه تمييز وتسمية أدواته السردية؟ وهكذا، فى بعض الأحيان يلتحق بعد تلك المراسلات بالكورس الأساسى لتطوير مهارة معينة، واستكمال ما ينقصه. أحيان أخرى تكون نصوص الكاتب مستعدة تماماً لمواجهة القراء، كل ما يحتاجه هو عبارة: استمر.. أنت بخير.

الفئة الثانية: هو الكاتب الذى نشر بالفعل، ثم توقف عن القراءة المتخصصة، والكتابة 

الاحترافية، وربما توقف أيضا عن الاحتكاك بالوسط الأدبى، ويحاول الآن العودة للمضمار، غالبا ما أنصحه بالانخراط فى واحد من برامج الورشة، يناسبه، يساعده تبعا لمهارته ونفسيته الحالية، على تخطى صَدّة الكاتب writer Block، وتهيئته لاِستعادة لياقة الكتابة الاحترافية من جديد.

 ■ ما هى سلبيات وإيجابيات ورش الكتابة على الساحة الأدبية؟

الإيجابيات بالنسبة لى مهولة ورائعة، أقضى وقتا طيبا، حُرا، بديعا، فى إلقاء وسماع ومناقشة السرد، «الحواديت»، ليس أدفأ أو أقرب للقلب من جلسة تتناول الإنسان بتاريخه وجغرافيته، مواثيقه وحروبه، علمه وجهله، الفعل ورَدّة الفعل، العواطف، المبادئ، علاقتنا بالكوكب والكائنات من حولنا، علاقاتنا بأنفسنا، روحانياتنا وأرواحنا، الأدب السردى حياة كاملة، أمارسه بين جماعة مهتمة، متفاعلة الإرسال والاستقبال. أتعلم منهم كل يوم أمورا مبهرة جديدة. 

السلبيات؟ أكاد لا أتذكرها الآن، هى أيضا فروق فردية، من آن لآخر قد تجد أحدهم كثير النقد والتذمر مما لم يشتكِ منه زملاؤه، محاولا ابتزاز إدارة الورشة بالمقارنات، بحجة تحسينها، ثم نكتشف أن الهدف هو جمع أكبر قدر من التسجيلات، ملفات التحضير، وخطط العرض، الخاصة بالمُدَرّبين، لأغراض تنافسية.