الكاتبة رانيا هلال: أكره التكرار أو الاستسهال وأن تتحول الورش لتجارة أو سبوبة
كما قمنا بالحديث مع الكاتبة المصرية، صاحبة ورشة طعم الكلام، والحائزة على عدة جوائز أدبية منها ساويرس والشيخ زايد وتحاورنا معها عن رأيها فى الورش الأدبية.
بالنسبة لرأيى فى الورش الأدبية، انا فى الحقيقة مع الورش فى حالة واحدة، اذا كانت ستضيف للكاتب أو المتدرب وستوفر له شيئا هو غير قادر على توفيره لنفسه أو يوصله بنفسه .. لما حصلت على الجائزة ساويرس عام 2015 الكثير من الأشخاص طلبوا منى عمل ورشة للقصة القصيرة يمكن لأنى حصلت قبلها على منحة الصندوق العربى للثقافة والفنون وبعدها منحة المجلس الأعلى للثقافة وبعدها جائزة ساويرس، لذلك رأى الكثير من الأشخاص أنه فى مقدورى تقديم ورش للقصة القصيرة، كان عندى تجربة متتالية بشكل مختلف وكانت اطلاَعاتى كلها وأفكارى كانت بدأت تأخذ شكلا مختلفا فى الكتابة، وكانت فكرة تجربتى الثانية قد بدأت بالتبلور، أن أدمج بين ما أحبه وهى الكتابة الأدبية وممارسات الطعام وليس الطبخ بس. وكان جَمَّ إهتمامى هو دمج هذه العناصر لمعرفة كيفية تقديم الفنون، وقتها فكرت أن أبدأ ورشة هى خليط بين كل ما أحب ممارسته ولا أجده فى أى مكان.
فى أواخر 2021 بدأت تنفيذ ورش «طعم الكلام» ورغم أنى قاصة فى الأساس وأقدم قصصا قصيرة لكن لم أكن قد اهتديت لما أريد تقديمه فيما يخص المشهد القصصي، بعد ذلك كانت معظم كتابات المشاركين في ورش “طعم الكلام” عبارة عن كتابات ذاتية فيها شكل أدبى يمكن أن ينتج عنها عمل ادبي محترم اذا عملنا عليها وقمنا بصقلها أدبياً وفنيا حتى تتطور کرواية أو قصة صغيرة.
حقيقة كنت فى البداية غير راضية وممانعة وبعدها فكرت بأنهم بيطالبونى بتقديم تجربتى الشخصية، حينها قررت ان أعد منهجا لورشة قصة قصيرة من مستويين مبنية على أفكار للقصص مستقاة من الواقع وليس من نظريات أدبية ولا من كتب فكرية بعينها، بل من حياتنا اليومية العادية، من فيلم، من أغنية، من قصة، من ملامح إنسان، من صوت حيوان، من حواس من أى شىء من الممكن أن يقابلنا فى يومنا العادي، وكيف يمكن أن يتحول ويتطور ويتم تقديمه بشكل أدبى محترم، وكيف نصقله بقراءات فى نفس المجال من مصادر من كل العالم، وبناء عليه أقمت ورشة دكان الحواديت للقصة القصيرة، فى الحقيقة ان المسألة كلما كانت الورشة فيها تفردا لتضفى لونا وطابعا مختلفا لكل ورشة، فأنا لا أحب الورش المعتمدة على نظريات أدبية بعينها أو مدة درس أدبية أو اتجاه بعينه، فكلنا كجوالين أو رحالة أياً كان كاتب أو مبدع فى اى مجال إبداعى هو رحالة كالفراشة لابد لها من التذوق من وردة ما حتى ينتج فى النهاية عمل مختلف، يخصه فى النهاية ، ويمكن أن يؤخذ منها أيضا.. لست ضد مسألة الورش لكنى أكره التكرار أو الاستسهال أو مجرد انها تتحول لتجارة أو سبوبة، اذا لم تكن الورشة نتاج شعورك بتقديم شيء مختلف ومتميز فلا يمكن أن تترك بصمة ، المسالة فارقة عندما يكون ما تقدمه للآخرين يحمل روحك وقلبك ومجهودك وبصمتك.