الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المخرج مناضل عنتر فى حوار لـ«روزاليوسف»: «مولانا» كانت بداية الطريق للرواية المعاصرة بعالم الرقص الحديث

احتفت دار الأوبرا مؤخرا بمرور 30 عاما على تأسيس فريق الرقص المسرحى الحديث، كرمت أعضاءه والذى كان من بينهم المخرج والمصمم مناضل عنتر، تولى مناضل إدارة الفريق خلفا لوليد عونى فترة من الزمن بعد أحداث 2011 وبعد عودة عونى قرر الأخير تكريمه احتفاء بمشواره.. عن مشواره وأسلوبه فى تناول عروض الرقص المعاصر قال مناضل فى هذا الحوار..



■ متى شعرت بالشغف تجاه الرقص المعاصر؟

- أثناء الدراسة الأكاديمية، وتحديدا منذ السنة التاسعة بمعهد الباليه كانت الدكتورة أحلام يونس ترى أن خيالى أنسب للرقص الحديث ونصحتنى بأننى سأقدم شيئا مهما بهذا المجال أكثر من الباليه.

■ هل كان الرقص المعاصر متعارفا عليه فى تلك الفترة؟

- وليد عونى جاء إلى مصر، وشكل الفريق، وأحلام يونس وقتها كانت المدرسة الوحيدة لمادتى الجاز والرقص المعاصر، قدمت أعمالا مع عبد المنعم كامل داخل فريق الباليه لمدة اربع سنوات، ثم التحقت بالعمل فى مسرح جلال الشرقاوي، واشتغلت فترة مع كريم التونسي، ثم حصلت على منحة دراسية فى إنجلترا أنا وتامر فتحي، بعد العودة كررت الدكتورة أحلام نصحها بضرورة الذهاب إلى فرقة وليد عوني، وقد كان.

■ ماذا أضافت لك خبرة السفر إلى انجلترا؟

- المفردات الحركية واحدة بالعالم، لكن تبقى الحرفة فى كيفية توظيف أبعاد هذه المفردات وطابعها بما يناسب الثقافة والبيئة المصرية، فإذا حدث وقدمت أعمال شكسبير لن أقدمها مثل مخرج إنجليزى بالطبع ستحمل روحا مصرية، منحنى السفر والتعرض لتجارب فنية بأشكال مختلفة اتساع فى الرؤية، وفتح لى مساحات من الفرجة والإطلاع على الآخر، وهذا ما جعلنى أقدم أشكالا مختلفة بعروضي، قدمت عروضا مميزة لأن المساحة الثقافية اتسعت، كما أن الاحتكاك بشخص مثل وليد عونى جاء من ثقافة أوروبية منحنا قوة أكبر فى اتساع مساحة ثقافتنا وإطلاعنا على روافد أخرى، بجانب أن والدى كان سينارست وشاعرا، وأمى روائية، وبالتالى انتقلت إلى الرواية المصرية المعاصرة بأعمالى فيما بعد.

■ حدثنا عن فترة التحول وكيف استطعت الانتقال بالفريق إلى خيال الروايات؟

- على الرغم من أننا نعمل مع فرقة واحدة لكن فى كل عرض ستجدين روحا ونكهة مختلفة، هذه بصمة المخرج..عادة الراقص يشغله حركة جسده فقط، لكن حتى يفهم ويقرأ قد يحتاج إلى جهد أكبر من الممثل لأن التمثيل حرفة أخرى، الممثل يقرأ شخصية لها ابعاد بينما الراقص يحتاج إلى تدريب مضاعف، وأتصور أن الإيمان الشخصى بما أحببت أن أقدمه وصل بسهولة إلى زملائى بالفريق، وقتها فكرت أننا نريد حكما من الخارج مثل الحكم الدولى بمباريات الأهلى والزمالك، كان هذا الحكم الكاتب الكبير إبراهيم عيسي، أصابتنى حالة من الهوس بموضوع رواية «مولانا» فقررت تقديمها فى عمل راقص، لأنها تحمل الكثير من الأبعاد الإنسانية والنفسية، أثنى عيسى على العمل الراقص بشدة وقال ..»إن العمل الفنى أمتع مما كتبت»!

■ ألم تر أنه من الجرأة الإقدام على تقديم رواية فى عرض راقص؟

- هذا ما فطن إليه الكتاب، تحويل جنس أدبى لجنس فنى ثالث ليس مسرحا أو سينما بينما ..رقص، كان تحديا فى البداية عندما شرحت له البعد النفسى أحب الفكرة.. فكرة تحويل النص الأدبى بلا كلام، قال عنى فى البرنامج.. «مولانا حاتم الشناوى يرقص من إخراج العبقرى صغير السن مناضل عنتر» وبالتالى كان بالنسبة لى التحكيم الدولي، ثم وجدت اقتراحا من صديقة مشتركة فى الإقدام على تجربة أخرى تأليف أحمد مراد، وكانت «الفيل الأزرق».

■ هل منحت لك الرواية خيالا أرحب فى التصميم الحركي؟

- لابد أن نتفق بأنه ليس هناك مفردات حركية ثابتة، فى كل عرض اقدم اللغة الحركية التى تناسبه هناك مفردات مصرية مثلا قد لا نجدها متكررة عند آخرين من المهم استغلالها لأنها جزء من ثقافتنا، ثم الجهد المبذول فى فكرة التفسير وهو ما تكمن فيه صعوبة التصميم الحركي.

■ إذن كيف كنت تفسر موضوع الرواية بلا كلمات؟

- حاتم الشناوى شيخ يحب الأضواء، يعانى من فصام ثلاثى الأبعاد، هو الرجل الذى خانته زوجته، ويقول نصف الحقائق حتى لا يخسر موقعه، معذب بين كل هؤلاء لكنه فى النهاية قادر على السيطرة فى محيطه، كان يشغلنى دائما كيف سأقدم هذه الشخصية دون أن أشتت الجمهور، خاصة من لم يقرأ الرواية، لذلك اعتمدت فى التصميم الحركى على الجزء الحسى الخاص بعلاقته النفسية مع زوجته، والجزء النفسى على لسان الرواى فانقسمت الشخصية إلى اثنين، بينما عندما فطنت إلى أن الحوار يفسد متعة العرض الراقص فى «الفيل الأزرق» تخليت عنه تماما.

■ اتجهت مؤخرا فى أعمالك إلى إبراز أشكال التصوف عبر الأزمنة.. لماذا؟

- ليس باختيارى كانت أشياء قدرية تعرضت لها جعلتنى أكثر تعمقا فى هذا المجال، قدمت مؤخرا عرض «الضريح» مع المنشد على الهلباوى يتناول علاقة خمسة اشخاص داخل ضريح، ثم قدمت «أم النور» جمعت فيه بين ثلاثة نماذج نورانية لنساء صاحبات قدسية بالتاريخ الفرعونى والمسيحية والإسلام، إيزيس، والسيدة مريم، وأم هاشم، نساء لهن رحلات من ثلاث حضارات مختلفة، مزجت بينهن واستعرضت من خلالهن أشكال التصوف فى كل حضارة، منحنى هذا الطريق البحث فى التراث المنسي، خلال الفترة المقبلة لدى عرض عن «مصاطب موت» عبارة عن أضرحة متراصة بعضها فوق بعض جمعت أناس من حضارات مختلفة مثل الفراعنة، الرومان، وسبق وأن قدمت تجربة درامية من تأليفى وإخراجى بعرض «الجلسة».