الأربعاء 3 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
النقر على الرابط

النقر على الرابط

قالوا قديما: «الزن على الودان أمر من السحر» للتدليل على أن الإلحاح حتمًا سيؤدى بالشخص إلى الانهيار واتباع ما يمليه عليه الشخص «الملح» تمامًا مثلما يقود الساحر الشخص المسحور.



والحقيقة أن تلك المقولة سليمة تمامًا ولا يقتصر معناها ومجال تطبيقها على الأحاديث الثنائية بين «ملح» و«ملحوح عليه» ولكنها تتخطى هذا النطاق الضيق إلى النطاق العام حيث وسائل الإعلام التقليدية والرقمية وهذا السيل من البيانات والمعلومات والأخبار السليمة والمغلوطة والخاطئة، بالإضافة إلى طوفان التسويق الرقمى والتقليدى أيضًا،فأغلب تلك الأساليب تخاطب غرائز البشر وتلعب على قدرتهم على التحمل وتنتظر لحظة الانهيار والاستسلام، فيردد الشخص ما أملى عليه ويقوم بشراء ما شاهده كثيرًا بدون أى تمرير لتلك الأفكار على العقل والمنطق قبل تحويلها إلى مرحلة الفعل.

كل ما سبق معلوم لنا، ربما يدركه من هم أكبر سنا أكثر من جيل الشباب والنشء ولكن وللأمانة فإن هذا الجيل يعتبر أكثر وعيا عندما يأتى الأمر عند منطقة أمن المعلومات أو الأمن السيبرانى والحماية من محاولات الاختراق Hacking المستمرة والتى تتخذ أشكالًا متنوعة تعتمد  بنفس الأسلوب على دغدغة الغرائز البشرية واللعب عليها مثل الطمع والرغبة فى التملك والتميز وغيرهما.

من أحد أشهر تلك الطرق المتبعة ما نراه من رسائل تقتحم صندوق البريد الإلكترونى أو وعاء حفظ الرسائل فى تطبيقات التواصل الاجتماعى المختلفة والتى تحمل الكثير من الوعود والفرص التى سيحصل عليها المستخدم عندما يضغط أو «ينقر» على الرابط، وهذا الأمر يتنوع بين عروض لمحال تجارية تقدم تخفيضات أوشركات محمول تقدم دقائق مجانية أوبنوك تلقى فى روع المستخدم الرعب إذا لم يقم بالنقر مهددة إياه بأن حسابه سيتوقف وغيرها الكثير،والحقيقة أن هذه الراوبط هى مكمن الخطورة نفسه فبمجرد الضغط عليها يتم تحميل برمجية خبيثة على الهاتف أو الحاسب الآلى تقوم بقراءة قائمة الأصدقاء وتقوم بإرسال نفس الرسالة المعسولة إليهم من داخل حساب الشخص المصاب وقد تقوم أيضا بمحو الملفات الموجودة  أو تشفيرها ويتم طلب مبلغ من المال كفدية تدفع وذلك لكى يتم الإفراج عن الملفات مرة أخرى.

أخطر أنواع تلك البرمجيات الخبيثة هو ما لا يحدث أى تأثير أو فارق بعد الضغط عليه حيث يعمل فى صمت ويسمح للمخترقين بالدخول على الأجهزة ونسخ كل الملفات والصور ومقاطع الفيديو وباقى البيانات الشخصية كأرقام حسابات البنوك وبطاقات الائتمان وغيرها حيث يتم استخدامها من أجل تحقيق مكسب مادى أو من أجل ابتزاز المستخدم المسكين فيما بعد.