الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بين لبنان وسوريا

إسرائيل تخترق نفوذ إيران

تزامنًا مع الضربة على سوريا والتى قتلت قياديين بالحرس الثورى الإيراني، شنّ الطيران الإسرائيلى ضربات على جنوب لبنان، وأفادت 3 مصادر أمنية فى لبنان بأن غارة إسرائيلية قتلت عضوين فى حركة حماس بينما كانا يستقلان سيارة.



ولم يتم الإشارة إلى هوية القياديين، كما لم تصدر أى بيانات رسمية من حماس أو حزب الله بشأن الغارات، إلا أن مصادر أفادت بأن إسرائيل اغتالت القيادى فى فرع فلسطين التابع لفيلق القدس «على محمد حدرج» فى لبنان.

تأتى تلك الضربات بالتزامن مع استهداف إسرائيل لمنزل وسط العاصمة السورية دمشق، قتلت فيه مسئول الاستخبارات فى فيلق القدس ونائبه، حيث نفذت إسرائيل الغارة عبر 3 طائرات حربية أطلقت صاروخين على حى المزة واستهدفت المبنى السكنى وسوته بالأرض.

كما أعلن الحرس الثورى الإيرانى أسماء 4 مستشارين عسكريين إيرانيين قتلوا فى سوريا  دون الكشف عن رتبهم.

وأكد فى بيانه مقتل اميدوار وعلى آقازاده وحسين محمدى وسعيد كريمى فى قصف دمشق.

أتى هذا بعدما أعلن الجيش الإسرائيلى أنه استهدف عدة مواقع لجماعة لحزب الله فى جنوب لبنان بعد إطلاق قذيفتين صوب إسرائيل.

وأضاف فى بيان، أنه تم رصد إطلاق قذيفتين من لبنان باتجاه الأراضى الإسرائيلية، وأنه رد بقصف مصدر النيران، مضيفًا أنه لم ترد تقارير عن وقوع إصابات.

وذكر أن طائرات حربية إسرائيلية قصفت أيضًا بنية تحتية للحزب ونقطة مراقبة ونقطة لإطلاق القذائف تابعة للحزب فى منطقة العديسة بجنوب لبنان.

جدير بالذكر أن اغتيال اليوم جاء بعد أسابيع، من إعلان حركة حركة حماس اتخاذ ترتيبات أمنية جديدة بعد مقتل القيادى صالح العارورى جنوب بيروت، يأتى هذا بينما تتصاعد وتيرة الاشتباكات والعمليات العسكرية بين «حزب الله» وإسرائيل فى جنوب لبنان، ووسط تزايد المخاوف من إمكانية اتساع الحرب لتمتد إلى كل لبنان، فى ظل التهديدات الإسرائيلية المتواصلة.

وأتت عملية اغتيال القيادى فى حركة حماس صالح العارورى قبل أسابيع، فى عمق المربع الأمنى لحزب الله فى الضاحية الجنوبية لبيروت لتزيد مخاوف اللبنانيين من جرّهم إلى حرب أوسع وأشمل، لا سيما أن لبنان ملاذ لكبار قادة المنظمات الفلسطينية المسلحة، كأمين عام حركة الجهاد، زياد نخالة، ونائب رئيس حركة حماس فى غزة «خليل الحية»، وسابقاً العاروري، إضافة إلى القيادى البارز بالحركة أسامة حمدان، الذى يعقد مؤتمرات صحافية شبه يومية من أحد مكاتب الحركة على طريق المطار يُلخّص فيها مجمل الأوضاع والتطورات فى قطاع غزة.

ونجحت إسرائيل فى اختراق مناطق النفوذ الإيرانى بالمنطقة، فى سوريا والعراق ولبنان، بعد تنفيذ أكثر من عملية اغتيال لقيادات كبيرة فى الحرس الثورى والجماعات الموالية لإيران.

وكما جاء فى البيان الرسمى للحرس الثورى الإيراني، فإن أسماء أعضاء الحرس الثورى الأربعة الذين قتلوا فى الهجوم هم حجة الله أميدار وهو قائد الاستخبارات بالحرس الثورى فى سوريا، وعلى آغازاده، وحسين محمدي، وسعيد كريمي.

ويأتى الهجوم الجديد على أعضاء الحرس الثورى الإيرانى بعد أربعة أسابيع من مقتل راضى موسوي، وهو مسئول رفيع المستوى فى فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيراني، فى هجوم مماثل فى حى الزينبية بدمشق.

وكانت وسائل الإعلام الرسمية السورية قد أعلنت عن «الهجوم الإسرائيلي» على منطقة «المزة».

وفى وقت سابق، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، فى مؤتمر صحفى بمقر القيادة العسكرية فى تل أبيب، ردا على سؤال حول الهجوم على إيران، إلى أن بلاده «تهاجم» إيران بالفعل، ولم يخض فى مزيد من التفاصيل حول هذا الأمر.

الضربة الإسرائيلية ضربة قوية لإيران وهى رسالة إسرائيلية لإيران بأنه لا يوجد خطوط حمراء، وكل الأهداف الإيرانية فى سوريا باتت مستباحة لإسرائيل.

هناك اختراق أمنى واضح وفشل من قبل الحرس الثورى فى تأمين هذه المنظومة، وهو ما يشير إلى أن الوجود الإيرانى فى سوريا مكشوف ومعروف لإسرائيل.

المنطقة التى تم استهدافها هى منطقة أمنية إيرانية وتشكل تجمعًا لقادة الحرس الثورى وأيضًا الجماعات الموالية لها كحزب الله اللبنانى والجهاد الإسلامى وغيرها من الجماعات المسلحة.

وتمكنت إسرائيل من تنفيذ عدة عمليات اغتيال ناجحة فى إيران، سوريا، لبنان، غزة، والضفة، فى حين فشلت إيران وحلفاؤها فى تنفيذ عمليات مماثلة ضد قيادات إسرائيلية بنفس الأهمية، نتيجة الفارق الكبير فى التقنيات الاستخبارية.

فى الوقت الحالي، أرسلت إسرائيل رسالتين مهمتين من خلال اغتيال قادة الحرس الثورى فى سوريا ونائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس صالح العارورى وقائد قوات النخبة فى حزب الله وسام الطويل فى لبنان، مما يشير إلى امتداد القائمة المحتملة للاستهداف فى المستقبل.

ما حدث فى ضاحية «المزة» وهو مربع أمنى شديد التعقيد يشكل اختراقًا إسرائيليًا لهذه المنظومة الأمنية، بعد مقتل رضا موسوى فى دمشق، قبل أقل من شهر.

الاختراق يشير إلى وجود العنصر البشرى التابع للموساد فى دمشق، ونجاحه فى تحديد الأهداف التى تسعى لتنفيذها إسرائيل وفقًا، لما وضعته من خطة اغتيالات بعد 7 أكتوبر الماضي.

سوريا تعانى منذ 2011 من وضع أمنى صعب وخروقات أمنية، وهو ما انعكس فى موجة الاغتيالات الأخيرة فى دمشق.

كذلك العمليات تشير إلى محاولة إسرائيل، إعادة سمعتها بعد الإخفاق الأمنى فى عملية 7 أكتوبر.

ورجحت مصادر مقتل القيادى فى حركة الجهاد أكرم العجوري، دون تأكيد رسمي، حيث إن الحركة نفت فقط اغتيال زيادة نخالة بعد انتشار أنباء تفيد بذلك.

أكرم العجورى هو عضو المكتب السياسى لحركة الجهاد الإسلامى فى فلسطين، ورئيس الدائرة العسكرية فى الحركة، والمسئول عن إمداد جناحها العسكرى «سرايا القدس».

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أدرجت العجورى على لائحة «الإرهابيين الدوليين المصنفين تصنيفًا خاصًا»، وفق تعبيرها كونه قياديًا فى حركة الجهاد، وذلك ضمن أحدث «تدابير عقابية» اتخذتها ردًا على هجوم حماس فى 7 أكتوبر الماضي، ضد إسرائيل.

وهدف التصنيف والعقوبات إلى عرقلة وصول الأفراد والمنظمات إلى الموارد والتمويل، وفق بيانها فى نوفمبر الفائت.

كما ذكر بيان منفصل لوزارة الخزانة الأمريكية حينها، أن العجورى نسق عمليات التدريب والتجنيد المسلحة للجهاد فى فلسطين، وغزة وسوريا والسودان ولبنان واليمن.

وقد نجا القيادى من محاولة اغتيال إسرائيلية إثر استهداف منزله فى العاصمة السورية دمشق، أدت لمقتل ابنه معاذ فى نوفمبر من عام 2019.

ويعرف بأنه شخصية غامضة، قليلة الظهور خلال نشاطات حركته.

يذكر أن العجورى شغل عدة مناصب مهمة فى حركة الجهاد، كان آخرها انتخابه لعضوية مكتبها السياسى فى الخارج أواخر سبتمبر 2018، وحصوله على أعلى الأصوات بعد الأمين العام زياد النخالة، إلى جانب رئاسة مجلس الشورى والمسئول المالى للحركة، وفق وسائل إعلام فلسطينية.

ويعتبر العجورى قائد أركان سرايا القدس والمسئول عن إمدادها بالصواريخ والأسلحة، ومسئول عن الدائرة العسكرية داخل وخارج قطاع غزة، بالإضافة إلى انتخابه عضوًا للمكتب السياسى لحركة الجهاد فى الخارج أواخر شهر أيلول من العام 2018، ومسئولًا عن تدريب أفراد سرايا القدس فى الخارج، ورئيس مجلس الشورى والمسئول المالى للحركة، وكان من المرشحين لمنصب الأمين العام أيضًا.