الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لا تقلق

لا تقلق

القلق، ذلك الإحساس المزعج الذى غالبا ما يرتبط بالتفكير ويكون نتيجة لمؤثرات خارجية تؤدى إلى التوتر والخوف وهو فى الغالب يكون من أمر حاضر أو توقع لسوء يحدث فى المستقبل، يصاحب القلق عددا من الأعراض المعروفة منها صعوبة التفكير والتركيز وربما الإصابة بالصداع أو ببعض الأعراض المرضية الأخرى وقد يصاحبه أيضا صعوبات فى النوم والهضم وغيرهما والقلق قد يكون عاما لا يعرف صاحبه السبب المباشر أو يكون بشأن أمر ما محدد كالإقدام على خطوة مهمة فى المستقبل كالامتحان مثلا أو قد يكون ناجما عن حاضر مزعج يعيشه الفرد بداية من مخاطر محتملة تحيط به وصولا إلى القلق من وجود حيوانات أليفة كالقطط والكلاب. النصيحة المعتادة والتى يتم التوجه بها للشخص القلوق هى «لا تقلق» والحقيقة أن هذه  النصيحة أراها فى قمة السذاجة وعدم الفاعلية، فالأمر أعقد من هذا بكثير ويحتاج الى تفكير وتحليل وفعل مختلف تماما عن مجرد الانصياح لهذا الأمر، فالخروج من حالة القلق ليس هينا وله الكثير من الطرق والاستراتيجيات التى تم تناولها فى الكثير من اللقاءات التليفزيونية وفى عيادات الطب النفسى وكتب عنها مئات أو آلاف الكتب ربما أشهرها كتاب «دع القلق وابدأ الحياة» لديل كارنيجى الصادر عام 1948 والذى يعرف بأنه ثانى كتاب من حيث عدد النسخ المطبوعة بعد الكتاب المقدس والذى ترجم إلى مختلف اللغات وما يزال حتى يومنا هذا يعتبر مرجعا شاملا لتحليل القلق وأنواعه وتحديد استراتيجيات المكافحة والعلاج.



خلال شهر سبتمبر من عام 2022 صدر كتاب بعنوان «أسباب تدعو لهدم القلق» أو« Reasons Not to Worry: How to be Stoic in chaotic times» للمحامية والكاتبة الاسترالية بريجيد ديلانى والذى تلخص الأمر فى خمس عشرة نقطة كما يلى:

1- احتضن قوة المنظور: القلق غالبًا ما ينبع من تصورات مشوهة ومخاوف متضخمة. تحدى أفكارك السلبية وابحث عن منظور أكثر توازناً.

2- تخلص مما لا يمكنك التحكم فيه: ركز طاقتك على الأشياء الواقعة ضمن نطاق تأثيرك وتقبل أن العوامل الخارجية غالبًا ما تكون خارجة عن سيطرتك.

3- تقبل عدم اليقين وعدم الثبات: الحياة بطبيعتها لا يمكن التنبؤ بها، لذا قاوم الرغبة فى التشبث باليقين وتعلم كيفية التنقل بسلاسة  بين النعم والعطايا.

4- التأمل واليقظة اليومية: تدرب على التأمل من خلال تدوين اليوميات أو التركيز أو غيرها من التقنيات للحصول على وضوح بشأن أفكارك وعواطفك.

5- التصور السلبي: الاستعداد للتحديات المحتملة من خلال التدرب الذهنى على المواقف الصعبة، وتقليل القلق، وزيادة المرونة.

6- ركز على الفضيلة والشخصية: اسعى إلى تجسيد الفضائل الراقية مثل الشجاعة والاعتدال والحكمة والعدالة فى حياتك اليومية.

7- أعد تعريف «الخسارة» على أنها تحول: انظر إلى الانتكاسات والصعوبات على أنها فرص للنمو والتعلم، وليست إخفاقات دائمة.

8- ركز على الامتنان والتقدير: مارس الامتنان والشكر للأشياء الجيدة فى حياتك، حتى وسط التحدياتمن اجل زراعة التفاؤل والرضا.

9- عش وفقًا لقيمك: إن مواءمة أفعالك واختياراتك مع قيمك الأساسية يحقق الهدف والوفاء، بغض النظر عن الظروف الخارجية.

10- لا تدع آراء الآخرين تحدد هويتك: قم بتطوير استقلالك العاطفى وقاوم السعى للحصول على القبول من الآخرين، مع تأسيس قيمتك الذاتية على قيمك وأفعالك.

11- مارس التسامح وتخلص من الاستياء: التمسك بالغضب لن يؤذى أحدا غيرك؛ اختر المغفرة لنفسك وللآخرين لتجد السلام الداخلي.

12- تنمية التعاطف مع الذات: عامل نفسك بلطف وتفهم، واعترف بعيوبك واحتفل بتقدمك.

13- اعتمد على الفكاهة والخفة: ابحث عن طرق للضحك على نفسك وعلى سخافات الحياة، مما يجلب الفرح ويقلل من التوتر.

14- تواصل مع الطبيعة وابحث عن العزاء فى اللحظة الحالية: قضاء الوقت فى الطبيعة يمكن أن يقويك ويمنحك إحساسًا بالسلام والهدوء النفسي.

15- تذكر أن التقدم هو رحلة: إن السعى لتحقيق السلام الداخلى والحياة المستقرة هى عملية مستمرة، كن صبورًا مع نفسك واحتفل بالانتصارات الصغيرة على طول الطريق.