الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

د.ميسرة عبد الله: طلب يد العروسة الآن يتم على طريقة المصرى القديم منذ آلاف السنين 

كشف الأستاذ الدكتور ميسرة عبد الله أستاذ الآثار المصرية القديمة ونائب رئيس الهيئة التنفيذية لمتحف الحضارة تفاصيل مثيرة عن عادات الزواج لدى المصرى القديم، والتى تتشابه إلى حد كبير مع عادات الوقت الحالى، خاصة فيما يتعلق بطريقة التقدم لطلب يد العروسة، حيث قال: إن الزواج فى مصر القديمة لم يختلف فى طقوسه وعاداته وتقاليده عن الطقوس والعادات التى مازالت تمارس حتى الآن وخاصة فى الصعيد وتحديدًا فى قنا والأقصر وأسوان.



جاء ذلك فى كلمته التى ألقاها داخل مركز إبداع قصر الأمير طاز الأثرى، حيث حل الدكتور ميسرة عبد الله ضيفًا على صالون نفرتيتى الثقافى الذى يعقد شهريا داخل القصر، وناقش الصالون هذه المرة موضوعا شيقا وهو الطقوس والمعتقدات القديمة وتأثيرها على حياة المصريين، وذلك وسط حضور كبير محبى الحضارة والتراث والتاريخ المصرى.

وتابع ميسرة: عندما كان المصرى القديم يتزوج يرسل والدته فى البداية لعرض الأمر على أهل العروسة المختارة، وهو ما ورد صراحة فى بردية مصرية قديمة باسم »أغانى الحب»، وجاء فيها أن الأم أو سيدات الأسرة هن اللاتى يذهبن لطلب يد العروسة، وتقوم النساء بإعطاء هدية لأهل العروسة، وهذه الهدية لو تم ردها فى اليوم التالى يكون طلب العريس تم رفضه، ولو لم ترد الهدية يكون العريس مقبولًا ويتم الزواج.

وقال: عندنا فى الصعيد وخاصة فى أسوان ولرفع الحرج عن العريس هناك عادة موجودة حتى الآن، وهى أنه عندما يرسل العريس أمه لطلب يد العروس تعطى لأهلها كيس سكر، وفى اليوم التالى بعد العصر تذهب والدة العريس وتمر أمام منزل أهل العروسة، ولو وجدت حينها السكر ملقى على الأرض لا ترجع مرة أخرى لأن هذا معناه رفض العريس، وهو ما يفسر عبارة «كبوا سكره»، والتى تقال تعبيرا عن رفض العريس. هذا التواصل التاريخى فى العادات والتقاليد يعبر عن زخم الحضارة المصرية عبر عصورها المختلفة، وهذا المعنى أكده الدكتور ميسرة بقوله: مصر عرفت المجتمعات الحضارية منذ أكثر من 12 ألف سنة، حيث كانت هناك قرى وسكان عاشوا على حرفة الرعى خاصة أن الزراعة لم تكن عرفت حينها، وهؤلاء الناس صاغوا الحضارة والفكر الإنسانى الذى توارثناه عبر الأجيال، حتى قبل معرفة الكتابة والتسجيل الموثق، حيث توارثناه بطريقة التواتر، خاصة أننا دائمًا ما ننظر للآباء والأجداد على أنهم أيقونة المعرفة ومصدر الإلهام، لانهم من ينقلون إلينا الثقافة المجردة والفكر الصامت غير المسجل وغير المكتوب.