الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الشارونى الحــاضــر الغــائـب

تتصدر صورة الراحل «يعقوب الشاروني» معرض القاهرة الدولى للكتاب حيث تم اختياره شخصية معرض الطفل لهذا العام، بوصفه أحد أبرز رواد أدب الطفل فى العالم العربى، لما له من إسهام ثقافى عظيم، وإنتاج أدبى أقل ما يوصف به أنه شديد الغزارة والتنوع والتأثير، فضلاً عن استلهام معظم مؤلفاته من التراث الشعبى المصرى، إلى جانب تأثيره فى أجيال من القراء والكُتَّاب، حيث رحل الكاتب الكبير عن عالمنا فى 23 نوفمبر 2023، عن عمر ناهز 92 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا إبداعيًا.



ما بين القانون وأدب الطفل  سطر  الشارونى تاريخًا طويلًا على مدار سنوات من الإبداع قبل أن يغيبه عنا الموت فى شهر نوفمبر الماضى ويسدل الستار عليها.. ولد يعقوب إسحق قلينى الشارونى فى 10 فبراير عام 1931 بالقاهرة ، ودرس القانون وحصل على ليسانس الحقوق فى مايو  1952، ثم حصل عام 1955 على دبلوم الدراسات العليا فى الاقتصاد السياسى من كلية الحقوق بجامعة القاهرة. فى عام 1958 حصل على دبلوم الدراسات العليا فى الاقتصاد التطبيقى من الكلية نفسها، وفى عام 1953 تقلد منصب مندوب هيئة قضايا الدولة، عمل كمحامٍ بهيئة قضايا الدولة فى عام 1954. حتى وصل عام 1959 إلى منصب نائب هيئة قضايا الدولة..

رشح الأستاذ توفيق الحكيم يعقوب الشارونى عام 1963 ليحصل على منحة التفرغ للكتابة الأدبية وقال فى خطاب دعمه للشاروني: «أزكى هذا الطلب بكل قوة لما أعرفه عن السيد يعقوب الشارونى من موهبة تجلت فى مسرحية أبطال بلدنا التى ظفرت بالجائزة الأولى فى مسابقة المجلس الاعلى للفنون والآداب».

رحالة بين قصور الثقافة

تم انتداب الشارونى فى عام 1967 بناء على طلبه مديرًا عامًا للهيئة العامة لقصور الثقافة ومُشرفـًا على مديرية الثقافة وقصر الثقافة بمحافظة بنى سويف بصعيد مصر. وقد تم نقله بناء على طلبه عام 1968من وظيفته القضائية بوزارة العدل ليعمل مديرًا عامًا للهيئة العامة لقصور الثقافة. وسافر الشارونى إلى فرنسا فى فبراير 1969 لمدة عشرة أشهر فى منحة من الحكومة الفرنسية لدراسة العمل الثقافى بين الجماهير خاصة فى مجال ثقافة الطفل.

 وفى عام 1970 تم اختياره مديرًا عامًا لثقافة الطفل وقصر ثقافة الطفل المتخصص بالهيئة العامة لقصور الثقافة وتم اختياره مستشارًا لوزير الثقافة لشئون ثقافة الطفل عام 1973.

كما أصبح مسئولاً فى عام 1975 عن شئون التدريب بوزارة الثقافة، بالإضافة إلى عمله مستشارًا لوزير الثقافة لشئون ثقافة الطفل كما تم اختياره رئيسًا ومديرًا عامًا للشئون القانونية لوزارة الثقافة، بالإضافة إلى عمله مستشارًا لوزير الثقافة لشئون ثقافة الطفل عام 1980.

وقالت الدكتورة سهير القلماوى فى تقرير اللجنة التى منحت يعقوب الشارونى جائزة أحسن كاتب أطفال سنة 1981: “إن أسلوب الأستاذ يعقوب الشاروني، بالنسبة لما يجب أن يكون للأطفال، قد حقق آفاقًا بعيدة المدى، سهولة وبساطة وتعليمًا. إنه أسلوب واضح المعالم، مُستجيب لكل ما نطمع فيه من حيث اللغة التى نُخاطب بها الأطفال”، وفى عام 1981كتب الشارونى فى جريدة الأهرام تحت عنوان ألف حكاية وحكاية.

مناصب تقلدها الشارونى

ما بين عام 1981 وعام 2008 اختارته صحيفة الأهرام مشرفـًا على صفحة الأطفال، وذلك إلى جوار عمله بوزارة الثقافة، وما بين عام 1984 و1991 تم اختياره رئيسًا للمركز القومى لثقافة الطفل بوزارة الثقافة المصرية بدرجة وكيل وزارة.

فى عام 1984 قام بإصدار سلسلة «مجلدات بحوث ودراسات ثقافات الطفل» كما أنشأ أيضًا فى العام نفسه«المسابقة القومية للطفل الموهوب» فى عام 1985أنشأ الندوة الدائمة لأدب وثقافة الطفل، بهدف خلق حركة نقدية حول أدب الأطفال.

جوائز الشارونى

وفى العام نفسه أصدر العدد التجريبى من أول مجلة للثقافة العلمية للأطفال باسم «النحلة» وفى عام 1998صدر للكاتب يعقوب الشاروني، عشرة مُجلدات تضم ألف حكاية بعنوان «ألف حكاية وحكاية»، كما تم ترشيحه لجائزة استريد ليندجرين، والمتعارف عليه عالميًّا أن كل جائزة يحصل عليها المبدع تكون خطوة فى طريقه للحصول على الجوائز الأكبر، فعندما حصل كتاب أجمل الحكايات الشعبية عام 2001 على جائزة المجلس المصرى لكتب الأطفال،

وكانت هذه خطوة للحصول عام 2002 على جائزة الآفاق الجديدة لأفضل كتاب أطفال على مستوى العالم من معرض بولونيا الدولى لكُتب الأطفال بإيطاليا، وهو أهم معرض عالمى لكتب الأطفال وهى جائزة تمنح لكتاب واحد على مستوى قارات آسيا وأمريكا الجنوبية وإفريقيا وأستراليا، وهى واحدة من أهم جائزتين يمنحهما المعرض سنويًّا على مستوى العالم.

ثم كان حصول رواية ليلة النار عام 2014 على جائزة الشرف بين أفضل روايات اليافعين على مستوى العالم العربى من جائزة اتصالات، ثم اختيارها عام 2016 كواحدة من أفضل كتب الأطفال عالميًّا من المجلس العالمى لكتب الأطفال بسويسرا «IBBY» الذى يقدم جائزة هانز أندرسون الدولية لأفضل مؤلفى ورسامى كتب الأطفال فى العالم، كان هذا هو الذى دفع هيئة الأمم المتحدة عام 2019 بالتعاون مع لجنة من «رابطة الناشرين الدولية» «IPA» و«منتدى المؤلفين الدولى» «IAF» إلى اختيار هذه الرواية بين أفضل كتب الأطفال على مستوى العالم، لقدرتها على الإسهام فى التغيير وتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.

مؤلفات الشارونى فى المعرض

ومن بين أبرز مؤلفات الكاتب الراحل: سر الاختفاء العجيب، روائع المتحف الإسلامي، البداية مع قطعة شيكولاتة، رجل السيرك، ألف حكاية وحكاية وتقع فى 10 مجلدات، مغامرة البطل منصور، مفاجأة الحفل الأخير، الأعمى وكنز الصحراء،  مغامرة زهرة مع الشجرة، عفاريت نصف الليل، الرحلة العجيبة لعروس النيل، شجرة تنمو فى قارب، حكاية طارق وعلاء، أحسن شيء أنى حرة، الجائزة وأنياب النمر، حكاية رادوبيس، صندوق نعمة ربنا، والفرس المسحورة، حسناء والثعبان الملكي، معروف فى بلاد الفلوس، ، أحلام حسن،  تائه فى القناة، منيرة وقطتها شمسة، الكيلانى وتاج السلطان، صراع فى بيت الطالبات، سلطان ليوم واحد، سر ملكة الملوك، ثروة تحت الأرض، طيور الأحلام، الصياد ودينار السلطان، أبناء لهم أجنحة، أبناء فى العاصفة.

كتب الشارونى مئات من الأعمال الأدبية الخاصة بالطفل، وحصل على العديد من الجوائز المحلية والدولية فى هذا المجال، منها جائزة الدولة التقديرية فى مجال الآداب عام 2020م، كما عمل مستشارًا لوزير الثقافة لشئون الطفل، وكان مديرًا للمركز القومى لثقافة الطفل التابع لوزارة الثقافة، وعضوًا بلجنة الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة، ومشرفًا على صفحة الأطفال بجريدة الأهرام فى الفترة من 1981م- 2008م، وأستاذًا زائرًا لتدريس أدب الطفل فى عدد من الجامعات المصرية.