السبت 30 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الطبلية المستديرة

الطبلية المستديرة

ينتشر كثيرًا تعبير «المائدة المستديرة» للتعبير عن شكل الجلوس فى الندوات أو الاجتماعات حيث يكون الحكمة والهدف هما التقارب بين الحضور والإحساس بالمساواة وهو ما يبعث على الارتياح ولتكون نتائج الندوة أو الاجتماع أكثر فاعلية وتعبر عن الرأى الجمعى للحضور.



والحقيقة أن أسلوب الجلوس وشكل المائدة وطول الكراسى ونوع القماش ولونه وكذا أيضًا التنجيد الداخلى لها يلعب دورا كبيرا فى إحساس الحضور بالراحة أو الانزعاج وهو شعور نفسى ينتقل إلى الإنسان فيؤثر على سلوكه ولذلك تجد اختلافا كبيرا بين أشكال وأنواع الكراسى طبقا للموقف وطبقا للمطلوب أيضا، فكرسى صالة الانتظار فى المطار يختلف عن ذلك المستخدم فى المصالح الحكومية أوالمستشفيات أو محطات المترو أو القطار، كما أنه يختلف اختلافا كبيرا بين المطاعم المختلفة بناء على نوعية الطعام وسن وذائقة الزبائن، فالكراسى بمحال الوجبات السريعة تختلف عن تلك الموجودة فى المحال التى تقدم وجبات تقليدية عن تلك المستخدمة فى دور السينما والمسارح أو حتى الملاهى الليلية والمقاهى.

هذه الفلسفة الكبيرة والتى لا يهتم بها الكثيرون أولا يعرفون بوجودها أصلا تؤثر تأثيرا كبيرا فى السلوك وقد تدفع الشخص للقيام بأمور يتعجب بعد أن يقوم بها.

أما عن أول مائدة مستديرة رصدتها البشرية فكانت الطبلية وهى مائدة مستديرة قصيرة الأرجل يلتف حولها الحضور جلوسا لتناول الطعام وهى وإن كانت تعبر عن الريف أو المستويات الأقل تقدمًا فإن أصل هذه المائدة يعود إلى عصر الفراعنة فهم أول من صنعها واستخدمها واستمرت لسنوات كثيرة تنتقل من عصر إلى عصر حتى كادت أن تندثر إلا قليلا نتيجة الربط الخاطئ بينها وبين المستوى الاجتماعى أوالاقتصادى ولذلك فإننى أعتقد أن نظرة أخرى إلى الطبلية من منظور أنها قطعة أثاث فرعونية قد يعيدها مرة أخرى إلى البيت المصرى سواء كقطعة فنية أو للاستخدام الفعلى فى تناول الطعام وفى الحديث الدائرى المتوازن بين أفراد الأسرة الواحدة وعلى كل الأحوال فلماذا لا نجربها مرة أخرى فربما نستشعر فوائدها المتعددة على المستوى الصحى والإنسانى على حد سواء.