الأربعاء 27 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
محمود السعدنى

محمود السعدنى

هو الصحفى والكاتب والمصرى الكبير رائد الكتابة الساخرة فى الصحافة العربية، وعندما أقول المصرى الكبير فإننى أعنى الكلمة تمامًا فلن تجد شخصًا تشرب الشخصية المصرية وانعكست فى حياته وأفكاره وكتاباته مثلما هو الأمر مع هذا الرجل المولود عام 1928 أى أنه عاصر كلًا من الملك فؤاد والملك فاروق وقيام الثورة والرئيس محمد نجيب وجمال عبدالناصر وأنور السادات وفترة مبارك كلها تقريبًا وذلك حتى وفاته عام 2010.



والحقيقة أننى قد ترددت كثيرًا قبل الكتابة عن الراحل العظيم ولم أعرف من أين أبدأ، هل أبدأ من الصحافة ومغامراته فيها داخل مصر وفى المنطقة العربية وبلاد الفرنجة حتى العودة مرة أخرى إلى مصر، أم أتحدث عن مؤلفاته الكثيرة التى تنوعت بين أجزاء من سيرته الذاتية الممزوجة بأدب الرحلات الممتع أو الحديث عن دولة التلاوة وأشهر المقرئين فى مصر أو الظرفاء أم أتحدث عن المسرحيات مثل فيضان النبع وعزبة بنايوتى وبين النهدين والنصابين أم أتحدث عن أول مجمعة قصصية نشرها عام 1955 بعنوان «جنة رضوان»، أم أتحدث عن سعادته عند قيام الثورة واستماعه الى المذياع ينطلق منه صوت أنور السادات  الذى كان يعرفه قبل الثورة وعمل معه بعدها واختلف معه رئيسًا وذلك لكى يعلن قيامها وهو الحدث الذى أبهج السعدنى كثيرًا لدرجة أنه خلع حذاءه وقبله.

أم أتحدث عن فترة انضمامه الى الجيش أو فترات اعتقاله فى السجون وكيف رصدها وكتب عنها، أم أتحدث عن مغامراته الصحفية والمؤسسات والصحف والمجلات التى عمل فيها، أم أتحدث عن أولاد البلد وقهوة كتكوت وما جرى فيها من أحداث ومن قابل عليها من شخصيات، أم أتحدث عن فترة تنقله بين عددٍ من الدول العربية ولقاءاته بالأمراء والرؤساء أو فترة وجوده فى لندن أو ما بعدها وعودته إلى مصر بعد وفاة السادات عام 1982.

أم أتحدث عن لقاءاته التليفزيونية واستضافته فى العديد من البرامج التليفزيونية والإذاعية أو عن الحلقات التى قدمه بنفسه لإحدى القنوات الفضائية والتى تحدث فيها عن علاقته بعدد من الزعماء والرؤساء والأدباء والفنانين وأولاد البلد.

علاقتى بالسعدنى بدأت منذ الطفولة من خلال النجم صلاح السعدنى والذى أحببت مشاهدة أعماله فى سن الطفولة وتعجبت عندما قالت لى والدتى أن له اخًا أكبر وأن ما تراه من ظرف وبشاشة يعتبر نقطة فى بحر من أخيه الأكبر والذى لم يكن قد عاد إلى مصر فى هذه الأثناء، ثم تعرفت عليه من خلال كتاباته ومن خلال بعض اللقاءات الإذاعية والتى أتذكر منها لقائه  مع الملحن الكبير محمد الموجى وكيف أن السعدنى قام بالمزاح معه بخصوص تصويره لأغنية بعنوان «فنجان شاى مع سيجارتين» فى حديقة الحيوان ثم بعد ذلك من خلال البرامج التليفزيونية والتى لا يمكنك أن تشاهد أيًا منها إلا وتترك كل ما كنت تقوم به وتركز تركيزًا شديدًا للاستماع إلى هذا الحكاء العظيم ولا تريد أن ينتهى اللقاء أو ينتهى الحكى.

أما بالنسبة لنصيحتى لمن يريد أن يقرأ للسعدنى أو يستمع الى ما قال فنصيحتى بسيطة، اقرأ أى شىء واستمع لأى لقاء وستعرف ماذا أقصد، وفى النهاية اكتشفت أن السعدنى من مواليد برج العقرب-20 نوفمبر- ولأننى من مواليد هذا البرج العظيم فإننى لا أستطيع أن أقول أكثر من أنه برج العقرب وما أدراك ما برج العقرب.

حتمًا سأعود مرة أخرى للكتابة عن عم محمود فمقال واحد لا يمكن أن يكفى أو يفى.