رشاد كامل
أم كلثوم سيدة وست الغناء!
لا تحتاج سيدة الغناء العربى الست «أم كلثوم» إلى مناسبة للكتابة عنها أو تذكرها فهى حاضرة صوتًا وصورة من خلال مئات الحفلات التى نشاهدها فى الفضائيات المختلفة، بل إن بعض هذه الفضائيات تنفرد بإذاعة حفلات لها لا نحتفظ نحن بشرائط هذه الحفلات، أو ربما مسحوها وسجلوا عليها ماتشات سخيفة مملة لكرة القدم.
استحقت أم كلثوم عن جدارة واستحقاق كل ما حصلت عليه من مجد وشهرة وزهو، موهبتها وحدها لا الواسطة أو الشلة هى من جعلتها سيدة الغناء العربى وكوكب الشرق، وثومة والست!
آلاف المقالات والدراسات والكتب حاولت أن تفسر وتحلل هذه الظاهرة الكونية المسماة أم كلثوم.. هناك كُتّاب د.نعمات أحمد فؤاد «عصر من الفن» ومحمود عوض «أم كلثوم التى لا يعرفها أحد» ورجاء النقاش «لغرام أم كلثوم» ومحمد السيد شوشة «أم كلثوم الحياة نغم» ود.رتيبة الحفنى «أم كلثوم معجزة الغناء العربى» ومحمد شعير «مذكرات الآنسة أم كلثوم» وكريم جمال «أم كلثوم وسنوات المجهود الحربى» وجهاد فاضل «أم كلثوم نغم مصر الجميل» وأنور عبدالله «أم كلثوم عملاقة الغناء العربى» وجورج إبراهيم الخورى «حكايتى مع أم كلثوم» ود.أحمد يوسف على «أم كلثوم الغناء والشعر» وموسى الشديدى «جنسانية أم كلثوم» ومحمد جبريل «أم كلثوم معجزة الغناء العربي» وسعيد الشحات «أم كلثوم وحكام مصر» ومحمد محمود عبدالعال «فيتارة السماء أم كلثوم» وأيمن الحكيم «قتلة أم كلثوم» وفكتور سحاب «موسوعة أم كلثوم سيرة حياتها والأغانى».
ومن أهم ما صدر عن أم كلثوم باللغات الأجنبية وتمت ترجمته للعربية كتاب إيزابيل صياح بوديس وترجمة سونيا محمود نجا وتحرير أحمد عنتر مصطفى «أم كلثوم كوكب الشرق» وكتاب فرجينيا نليسون وترجمة عادل هلال عنانى «صوت مصر أم كلثوم والأغنية العربية فى القرن العشرين» وكمال النجمى «تراث الغناء العربى» وحنفى المحلاوى «عبدالناصر وأم كلثوم» وغيرها من الكتب التى تضيق المساحة عن حصرها.
أما الكتاب الذى كان يتمنى صاحبه أن يكتبه فهو كاتبنا الكبير «أنيس منصور» وهو اعترف بذلك فى حياة أم كلثوم وبعد رحيلها كتب عشرات المقالات المهمة والممتعة التى تصلح لأن تكون فى كتاب ضخم فخم عن «الست» سيدة الغناء العربى أمس واليوم وغدًا أيضًا رغم مرور 49 عامًا على رحيلها.
من أجمل مقالات أنيس منصور عنها مقال عنوانه «لم أستأذنها فى نشر هذا الحديث» نشره فى مجلة آخر ساعة عندما كان رئيسًا لتحريرها ثم نشره فى كتابه «أوراق على شجر» فى 15 صفحة جاء فيه قوله: لم يحدث فى التاريخ الفنى أن استطاعت امرأة أن تكون «موضة لا تتغير».. إن الموضة تتغير عامًا بعد عام.. إن الموضة هى أكبر دليل على قلق الانسان.. إنه لا يرضى عن شكله كثيرا ولا يستريح إلى مظهره الذى لا يتغير ولذلك فصمموا الموضات يغيرونها والمرأة تمشى وراءهم أو المرأة هى التى تمل ومصممو الأزياء يتابعونها حتى يخلصونها من الملل.
إلا أن أم كلثوم ظلت موضة ثابتة خمسين عامًا يتغير العالم حولها وهى لا تتغير ولا يريد منها أحد أن تغير شيئًا وإنما أن تكون كما هى.. ونكمل المقال القادم.