الرئيس: ما يشهده عالمنا اليوم من أزمة فى إمدادات الطاقة العالمية يؤكد أهمية القرار الاستراتيجى بإحياء البرنامج النووى السلمى المصرى
القاهرة موسكو يكتبان تاريخًا جديدًا فى الضبعة
أحمد إمبابى وأحمد قنديل
شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الروسى فلاديمير بوتين، عبر الفيديو كونفرانس بدء صب الخرسانة بقاعدة وحدة الكهرباء رقم 4 بمحطة الضبعة للطاقة الذرية.
وألقى الرئيس عبد الفتاح السيسى، كلمة أعرب خلالها بتقديره بالمشاركة الكريمة لنظيره الرئيس «فلاديمير بوتين»، فى فعاليات بدء تنفيذ الصبة الخرسانية الأولى.. للوحدة النووية الرابعة.. بمشروع الضبعة النووى والتى تأذن بشروع الدولة المصرية فى مرحلة الإنشاءات الكبرى لكل الوحدات النووية بالمشروع.
وأكد الرئيس السيسى اعتزازه وفخره بمشاركته فى هذه اللحظة التاريخية، التى ستظل خالدة فى تاريخ وذاكرة هذه الأمة.. وشاهدة على إرادة هذا الشعب العظيم.. الذى صنع بعزيمته وإصراره وجهده التاريخ على مر العصور وها هو اليوم يكتب تاريخًا جديدًا بتحقيقه حلما طالما راود جموع المصريين بامتلاك محطات نووية سلمية، مؤكدا تصميمه على المضى قدما فى مسار التنمية والبناء.. وصياغة مستقبل مشرق لمصر.
وقال الرئيس السيسى: إن هذا الحدث العظيم الذى نشهده اليوم يمثل صفحة مضيئة أخرى، فى مسار التعاون الوثيق بين مصر وروسيا، الاتحادية ويعد صرحا جديدا يضاف إلى مسيرة الإنجازات التى حققها التعاون «المصـــرى – الروسى» المشترك عبر التاريخ، كما يعكس مدى الجهود المبذولة من كلا الجانبين للمضى قدما نحو تنفيذ مشروع مصر القومى، بإنشاء المحطة النووية بالضبعة الذى يسير بوتيرة أسرع من المخطط الزمنى المقرر متخطيا حدود الزمان ومتجاوزا كل المصاعب، ليعكس الأهمية البالغة، التى توليها الدولة المصرية لقطاع الطاقة إيمانا بدوره الحيوى كمحرك أساسى للنمو الاقتصادى وإحدى ركائز التنمية الاقتصادية والاجتماعية وفق «رؤية مصر 2030».
وأضاف الرئيس السيسي: إن ما يشهده عالمنا اليوم من أزمة فى إمدادات الطاقة العالمية يؤكد أهمية القرار الاستراتيجى الذى اتخذته الدولة المصرية بإحياء البرنامج النووى السلمى المصرى لإنتاج الطاقة الكهربائية كونه يسهم فى توفير إمدادات طاقة آمنة ورخيصة وطويلة الأجل، وبما يقلل الاعتماد على الوقود الأحفورى ويجنب تقلبات أسعاره».
وقال: «إن إضافة الطاقة النووية إلى مزيج الطاقة الذى تعتمد عليه مصر لإنتاج الكهرباء يكتسب أهمية حيوية للوفاء بالاحتياجات المتزايدة من الطاقة الكهربائية اللازمة لخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويساهم فى زيادة الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة بما يحقق الاستدامة البيئية والتصدى لتغير المناخ.
وفى ختام كلمته، تقدم الرئيس السيسى بالشكر مرة أخرى للرئيس «بوتين» على انضمامه لهذه الفعالية، كما أعرب عن خالص الشكر والتقدير للعاملين بكل من شركة «أتوم ستروى إكسبورت»، المقاول العام الروسى للمشروع و«هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء»، التى تشرف على تنفيذ هذا المشروع القومى العملاق آملا دوام التوفيق فى مراحل المشروع المقبلة.
ومن جانبه أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أن مصر صديق وشريك استراتيجى لروسيا، وأن العلاقات بين البلدين مبنية على المساواة والاحترام المتبادل.
وقال بوتين، خلال مراسم بدء صب الخرسانة بقاعدة وحدة الكهرباء رقم 4 بمحطة الضبعة للطاقة النووية، عبر تقنية الفيديو كونفرانس: «لقد بدأت مرحلة جديدة فى بناء المحطة النووية فى مصر، ويعد المشروع من أهم المشروعات بين البلدين، والذى سيساهم إنجازها فى تطوير الاقتصاد المصرى، ويعزز القاعدة للطاقة وتطوير الصناعات الحديثة، وفتح أماكن عمل للمختصين».
وأضاف بوتين: «خلال القرن الماضى، كان المختصون السوفيت قد شاركوا بشكل كبير فى تطوير الاقتصاد والدفاع فى مصر، وقدموا المشروعات المتطورة مثل السد العالى، وتم بناء شركات كثيرة تعمل حتى الآن وتأتى بالفائدة للشعب المصرى».
ونوه بأن التعاون بين البلدين مازال مستمرا وفى تطور، لافتا إلى أن مصر تعتبر صديقا وشريكا استراتيجيا لروسيا، وأن العلاقات مبنية على المساواة والاحترام المتبادل وفقا لاتفاقية الشراكة المتعددة والتعاون الاستراتيجى التى تم التوقيع عليها فى عام 2018.
وأكد بوتين أن التبادل التجارى بين البلدين يتطور، وقد شهد نموا خلال الـ 10 شهور من العام الماضى بنسبة 20%، موضحا أن هناك مشروعات عديدة فى مجال الطاقة والزراعة يتم إنجازها، وأيضا فى المواد الغذائية، كما يجرى تطوير المنطقة الصناعية بالقرب من قناة السويس، فضلا عن الأفاق الكبيرة فى تطوير التعاون عبر انضمام مصر إلى مجموعة «بريكس».
وأشار الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى أن موسكو ستبذل، خلال ترأسها هذا العام 2024 لمجموعة «بريكس»، كل ما فى وسعها لكى تصبح مصر فعالة ضمن عمل تلك المجموعة، معربا عن أمله فى مشاركة مصر كافة الفعاليات المقررة لمجموعة «بريكس» خلال العام الجارى، والتى تبلغ أكثر من 200 فعالية.
ووجه بوتين الدعوة للرئيس عبد الفتاح السيسى لحضور اجتماع مجموعة «بريكس» فى مدينة قازان الروسية خلال شهر أكتوبر القادم، لافتا إلى أنه يتابع العمل بشكل متواصل مع الرئيس السيسى لآخر التطورات فى مشروع الضبعة، وذلك منذ توقيع الاتفاق عليها منذ عام 2017.
وشدد على أهمية المحادثات التى أجراها مع الرئيس السيسى خلال قمة «روسيا - إفريقيا» العام الماضى، موضحا أنها تطرقت إلى العديد من القضايا المهمة، والتى من بينها سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والقضايا الإقليمية والدولية، فضلا عن الأحداث الراهنة فى فلسطين والأوضاع الإنسانية فى غزة.
وأشار بوتين إلى أن شركة «روس أتوم» تقوم ببناء أربع وحدات لمحطة الطاقة النووية فى مصر تقدم خلالها 4200 ميجاوات، موضحا أن الشركة ستقدم سنويا حوالى 73 مليار كيلو/ وات من الطاقة الكهربائية.
وأكد أن محطة الضبعة ليس لها أى انبعاثات على البيئة خلافا لمحطات الفحم الحجرى، مضيفا أن «شركة روس أتوم» معترف أنها رائدة فى مجال الطاقة النووية السلمية، وتتخذ القرارات والإجراءات الهندسية الحديثة والتقنيات العصرية، وتستخدم معايير الأمان العالية وفقا لضوابط وكالة الطاقة الذرية، التى توفر أكثر المعايير أمانا».
قال إن بلاده قامت بإعداد الكوادر المختصة، بتدريب 90 طالبا مصريا فى هذا المجال، كما أن روسيا تقدم المساعدة للأصدقاء المصريين بما فى ذلك الوقود النووى والتعامل مع النفايات النووية، واختتم بوتين كلمته قائلا: «الاقتصاد المصرى حصل على صناعة جديدة وهى الطاقة النووية».